القصاص العادل .. لمجرمة الجبيهة


ما إن تناقلت وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية نبأ الفاجعة في الجبيهة حتى أجمع الرأي العام المحلي للمواطنين على اختلاف مشاربهم ومواقعهم بضرورة إعدام هذه القاتلة التي لم تسعفها إنسانيتها وبشريتها أن تدعس وتدهس بدم ثلجي براءة أحمد- رحمه الله- وطفولته التي وهبها الله تعالى إليه، فاختلست المجرمة هذه الهبة الربانية بعد أن فكرت وتروت وتهيأت لجريمتها ومن ثم نفذتها وهي تطارد الأطفال هنا وهناك، فقتلت أحمد ولكن لم يرتو حقدها ولؤمها فحاولت إلحاق ثلاثة أطفال آخرين بقريبهم أحمد لولا لطف الله ورحمته الذي حرمها من تنفيذ مجزرة جماعية يروح ضحيتها أطفال لا يعرفون عن الإجرام والمجرمين إلا ما يشاهدونه تمثيلا في الأفلام التلفزيونية ولكن ليس واقعا في أحد شوارع حارتهم وحيهم وبين أهلهم وذويهم.
كما وأجمع الرأي العام للمواطنين على أن ما حدث يعد تحديا للقضاء الأردني الذي يتوسمون فيه إحقاق الحق، وأن لا يرهبه أو يعيقه ما يشاع عن سطوة الجواز الأمريكي الذي سيشفع للمجرمة ويجنبها حبل المشنقة؛ ولا يعد هذا استباقا لحكم القضاء الأردني بسبب أن ملابسات هذه الجريمة وتفاصيلها مما قد أصبح معروفا للقاصي والداني تحتم أن يكون القصاص هو الشنق في الجبيهة مسرح الجريمة، ليكون رادعا لكل قاتل يحاول المس بدم أردني طاهر زكيّ على هذه الصورة الشنيعة.
ومن خلال استعراض رد فعل الشارع الأردني على هذه الفاجعة، فإن الإجماع يشير إلى ضرورة الإسراع بتنفيذ القصاص العادل في حق هذا الكائن الحي الذي تجرد من أي بذرة إنسانية وبشرية وهبها إياها المولى تعالى، حيث استبدلتها بروح شيطانية حاقدة على كل ما هو إنساني دون تمييز بين طفولة أولادها وطفولة أحمد وأقاربه الذين يجاورونهم ويلعبون معهم محاطين بطيور رحمانية تضم بين أجنحتها أطفال الحي كلهم.
يا أحمد، توشحت بكوفيتك الأردنية الحمراء ولم يخطر بذهنك أن تحيلها هذه المجرمة إلى كفن يلمّ جسمك الغض في الغرفة رقم3 في المستشفى، في الوقت نفسه والمكان نفسه الذي شاءت به إرادة المولى تعالى أن ترزق فيه والدتك بأخ سميّ أحمد في الغرفة رقم 1؛ سيبقى أحمد-أيتها القاتلة- موجودا فتلك إرادة الله، كي يروي على قبر أخيه بنفسجا وزهرا ومحبة، ويقتلع الشوك والدفلى والشبرق الذي زرعتيه في الجبيهة.
توشحت يا أحمد بكوفيتك لأنك رضعت الوفاء والانتماء والإخلاص لهذا الوطن من والديك وأهلك وذويك وأقربائك. هي الكوفية نفسها التي يعتمرها الأشراف الخلص من عشيرتك ونشامى قريتك وبلدك ممن يبنون ولا يهدمون، يغرسون ولا يقلعون، يحبون ولا يكرهون، ولكنهم عند حقوقهم وحقوق وطنهم فإنهم لايتهاونون ولا يساومون. وستبقى يا أحمد دوما قصة حزن مروية، وستبقى دوما غصة ألم وحرقة في قلوبنا، وستظل في أفئدتنا يا أحمد قصيدة حمد وشكر لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ تلك هي سنة الحياة، صراع بين خير وشرّ، بين إيمان وزندقة وكفر، وبين إنسانية وأتباع الشيطان والمردة. هي سنة الحياة وديدنها؛ فكما في الأردن دحنون وسوسن، هناك في الأردن دفلى وعلقم.



تعليقات القراء

زوزو
نحن شعب حر أبي نعرف الحق بالقانون علىلسان قضاته ...فليصدر القضاء قراره بحق هذه المجرمه التي تجردت من كل رحمة إنسانية لتلقى مصيرها العادل ، ورحم الله أحمد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وعوضهم عنه كل خير .
18-10-2011 08:50 AM
محمود أبو علي
ثقتنا بالقضاء الأردني عالية وستأخذ جزاءها ان شاء الله
18-10-2011 10:58 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات