في قراءة سريعة لما يدور في صالونات السياسية الاردنية خلال الاربعة وعشرون ساعة الماضية حول تعديل حكومة البخيت والاسماء المقترحة في الحكومة الجديدة ، أجد اننا نعود دائما للمربع الأول في ثقافة المجتمع الاردني السياسية وبكل بلاهة ولانتعلم من التجارب السابقة ونكتفي بالبحث عن ميزات وحسنات الرجال القادمين من رحم القرار الوحيد والمنفرد والذي يؤدي بالتالي الى قرار وحيد ومنفرد بإختيار بقية رجال الحكومة .
إذا هي العودة للمربع الاول والبدء من جديد في متاهة وجود حكومة جديدة تحاول أن تفهم أو أن تستوعب كيف تجري امور البلاد ، وفي نفس الوقت ننسى وهنا المصيبة الكبرى أن التاريخ من المستحيل أن يعيد نفسه مرتين لأن الشمس لاتشرق من نفس المكان كل صباح وهنا نقع في مطب فهم التاريخ المتطور والمتجدد وتبدء الحكومة الجديدة بأخذ المعلومات من رجال أكل عليهم زمن السياسية الاردنية وشرب ولازالوا قابعين في خنادقهم العاجية ويفتقدون للمعلومات الجديد التي تؤكد أن المجتمعات العربية ليست هي نفس المجتمعات قبل أقل من عام وأن الجغرافيا ليست هي المصدر الوحيد لتأكيد وجهة نظرهم بأن البلد لم يتغير كون شوارع البلد لم تتغير خلال عام أو أكثر .
وفي عودتنا للمربع الأول تعود الحكومة للعب بزمن الوطن والمواطن وتضع لنفسها عذرا تاريخيا مزمن وهو أنها لاتزال في بدايات تشكيلها وهي تنتظر المائة يوم الاولى من عمرها ونتائج استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية ، وبالنسبة لها فأن صوت الشارع لايمثل لها مقياس للحكم من خلاله على حسن او عدم حسن أدائها ، وعادات الحكومات في تجيير الاخطاء للخلف وإبراء نفسها من تلك الاخطاء .
وهنا دعونا نذكر ما يسمى بمنطقة الزمن الحرام في الحياة السياسية الاردنية وهي الفترة الواقعة ما بين قسم الوزير لليمين وتوليه صلاحياته القانونية وما يصيب البلد من حالة من الفوضى المنظمة من قبل من يديرون الوزرات كالامناء العامين وكم يذهب خلال هذه الفترة من ضحايا وتمرير قرارات بدون أي رقابة عليها .
وبعد هذا الشرح الممل للحياة السياسية الاردنية لا أجد على لساني سوى كلمة واحدة وهي ... يا جماعة الخير إزهقنا ..إزهقنا ..إزهقنا ... نريدها منتخبة ؟