عزوف المعلمين عن أنديتهم .. السائل والمسؤول


لقد جاءت فكرة إنشاء أندية للمعلمين تثميناً خاصاً من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه – بمبادرة طيبة مباركة تقديرا للدور الكبير والمميز للمعلم في صنع الأجيال ..حيث أمر جلالته – رحمه الله – بوضع نظام أندية المعلمين رقم 12 لسنه 1995 موضع التنفيذ والبدء بالعمل بموجبة . لإيمانه العميق أن المعلم صاحب رسالة عظيمة تنطلق منها مبادئ حضارتنا ليستشعر عظمة رسالته ويعتز بها .. وتواصل الدعم الملكي بهدف تعزيز قدرات تلك الأندية من حيث الخدمة المقدمة للمعلمين وأسرهم.
لقد وجدت نفسي متحمسا للكتابة في هذا الموضوع الهام .. لما تشكله تلك النوادي من دافعية للخروج من جو الروتين والملل الذي يرافق حياه الزملاء المعلمين الشخصية وخاصة بعد مغادرتهم قاعات الدرس وجو العمل والضغوطات النفسية التي قد ترافق ذلك .
إن جميع الظروف والإمكانات مهيأة في تلك النوادي لراحة المعلم وذويه وطمأنينته تقديراً وتلبية لطموحاته وتطلعاته وآماله.. كي يشعر بالمساواة مع باقي الهيئات والفعاليات الرسمية وغير الرسمية .. ما يؤدي إلى تفعيل دور أنشطة تلك الأندية لتأخذ المنحى الذي يجب أن تكون عليه في دعم المعلم وأسرته وتقديم المنفعة والخدمة التي تليق به ذلك ما يدفعنا إلى القول أن المعلم نفسه من يستطيع إبراز نشاطاته وإبداعاته وهواياته من خلال تلك الأندية التي تهيأت فيها البنية التحية والأرضية المناسبة والإمكانات الفنية التي تيسر ذلك .
وما آمله بالفعل أن يسهم المعلمون في إبراز أنشطتهم المختلفة كي لا تقتصر فعاليات تلك النوادي على نشاطات احتفالية صغيرة فقط .. خاصة بعد أن أقرت وزارة التربية والتعليم قانون نقابة المعلمين وما تبعها من حماس لدى الزملاء فيما يخص ذلك .. بل نتمنى أن تخرج تلك النوادي من سكونها ولن يأتي ذلك إلا بتفاعل شريحة كبيرة من مجتمع المعلمين لاستثمار مرافقها لمساعدتهم في الخروج من أعبائهم الحياتية وتنمية روح التعاون والتعارف ما يؤدي إلى بحث شؤونهم التعليمية والتربوية والاجتماعية والثقافية وتعزيز دورهم الاجتماعي والثقافي في المجتمع بما يضمن الارتقاء بمهنتهم والاقتداء بهم وتقدير دورهم الطليعي البناء في صناعة الأجيال لتسنم دفة القيادة والعمل المهني باقتدار ووسطية مسايرة للصالح العام وحفاظاً على الثوابت والقيم الإنسانية والوطنية والمكتسبات التنموية .. ذلك ما يوفر قنوات للتواصل ذات خصوصية تربوية بين المعلمين أنفسهم والقيادات التربوية ذات العلاقة . فهم في أمس الحاجة إلى حلقات حوارية بناءة قادة على استقطابهم وجذبهم ليتسنى لهم إبراز دورهم الريادي في مجتمع متعطش لأفضالهم..
من هنا لا أجد غضاضة في البحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عزوف الكثير من المعلمين عن ارتياد نواديهم لا بل وحتى التسجيل كأعضاء فاعلين .. فلو تساءلنا عن عدد الأعضاء المسجلين فعليا في سجلات نوادي المعلمين مقارنه بإعداد المنتسبين لجهاز التربية والتعليم من معلمين وإداريين في الجهازين العام والخاص ؟ وفي ذلك !! هل نضع المسؤولية على أعضاء الهيئات الإدارية التي يجب أن تستثمر كافة القنوات الإعلامية من اجل جذب اكبر عدد منهم وإشراكهم بفعاليات ونشاطات تلك النوادي التي يجب أن تكون على قدر مستواهم المهني والاجتماعي بحيث لا نريد أن تتحول مرافق النادي إلى قاعات للأعراس وجمعات للقاءات بعيدة النظر عن جو التربية والتعليم ومجتمعها الراقي . أم العمل عل استحداث قانون ينص على إلزامية العضوية كما هو في الدول العالم الأخرى .
إن بمقدور الهيئات الإدارية توفير الأرضية المناسبة للقاءات وطنية جاذبة لمجتمع المعلمين والترويج لها وتغطيتها بالقنوات الإعلامية الرسمية .. فنحن نعول دوما على ضرورة النهوض بهذه الشريحة المميزة من المجتمع والتي نسعى إلى رفعتها وتطويرها مهنيا وأكاديميا .. فربط المعلمين يبعضهم .. وتنمية الحوار البناء وتبادل الخبرات وتعزيز المكتسبات المهنية والثقافية والقيم الاجتماعية التي تتحقق بالانتساب لمهنة التعليم .. وكذلك عرض الأفكار والرؤى التربوية المستجدة في الساحة التربوية للنقاش البناء من واقع الممارسة الميدانية والظروف البيئة في شتى أرجاء الوطن وتكييفها مع واقع البيئات المدرسية .. وتهيئتها لتنفيذ خطة وطنية تربوية شاملة مستمدة من حضارتنا وتراثنا ومتفهمة لمضامين رسالة عمان المبنية على التسامح والفهم الواضح لمنطق الحياة التربوية المعاصرة.
إنني أدعو جميع المعلمين والمعلمات دون استثناء إلى ممارسة حقهم في الانتساب لهذه النوادي والمبادرة لنيل عضويتها ... والإفادة من مرافقها .. إلى جانب تقديم الخدمات الاجتماعية بما يتوافق مع الأهداف المنشودة .. وضمن العديد من الأنشطة والبرامج المنوعة الشاملة لمختلف جوانب الأنشطة التربوية والتعليمية والثقافية والرياضية والاجتماعية إضافة إلى إقامة العديد من ورش العمل التربوية المتنوعة واللقاءات والرحلات والزيارات .. إلى جانب دعوة المسؤولين وخبراء التربية والتعليم للإفادة من تجاربهم التربوية والتواصل المثمر والبناء .وهذا يعود بالمسؤولية بالطبع على كاهل الزملاء في الهيئات الإدارية المتعاقبة .
إني على يقين أن الكثير من المعلمين والمعلمات لا يدركون الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه نوادي المعلمين في تغيير حياتهم الاجتماعية .. بل إن الكثيرين منهم ليس لديهم العلم بوجودها اصلا خاصة الجدد منهم .. فمن الضروري الإعلان رسميا وعبر وسائل الإعلام والقنوات الرسمية المتاحة .. عن الفعاليات التي من شأنها تدعيم العلاقات الاجتماعية ضمن مجتمع المعلمين .. والعمل على عقد اللقاءات التعارفية التي تدعم عمل تلك النوادي فمن الضروري دراسة الرؤى والموضوعات والمقترحات التي من شأنها إيجاد مناخ يتيح للمنسوبين ديمومة التلاقي في برامج ثقافية وفنية ورياضية متجددة وتفعيل ذلك عملياً .. والإعلان عنها في كافة الوسائل الإعلامية والتي من شأنها التذكير ولفت أنظار الجميع والعمل على تكثيف الجوانب الإرشادية والتوعوية داخل التجمعات التعليمية في عمان وجميع المحافظات .. مع الحرص على تفعيل آلية التلاقي في مناخ يسوده المحبة والوئام من خلال مساحة كافية لنشر ثقافة الحوار والمناقشة بأساليب حضارية تبنى على الاحترام والتقدير واحترام الآخر مما يسهم في تعزيز الجوانب الإيجابية والاستفادة من الإمكانات المتوفرة واستثمارها بما يخدم المعلمين اجتماعيًا ومهنياً . فأنظمة تلك النوادي والمعمول بها حاليا تتيح المجال للجميع المشاركة الفاعلة في جميع أنشطتها .. فبإمكان العودة إلى أنظمتها الداخلية .. والتي صيغت لخدمة الأهداف المرجوة لما يحقق الخير والنفع على جميع منسوبيها .. فقد جسدت في كل موادها وبنودها روح الديمقراطية الحقّة واحترام الإنسان وحرية التعبير والاختيار المبني على روح العمل المخلص والدؤوب خدمة لرسالة التربية والتعليم .. وما زلت أعول على إيجاد قيادات تربوية تستلم زمام المبادة كهيئات إدارية قادرة على تفعيل دور تلك النوادي بكل همة ومسؤولية
وأخيرا دعوني اذكركم إلى أن أعضاء الهيئات الإدارية ليسوا من المتفرغين تماما لأعمال النادي بل أنهم أفراد متطوعين من موظفي وزارة التربية والتعليم ومن مختلف المواقع والمسؤوليات لذا اقتضى الأمر تعيين مديراً للنادي يكون متفرغاً متابعاً للأعمال والمهام الإدارية .
لعلي وضعتكم بصورة مهمة يمكن أن تغير حياة من يقود بجهد مستنير مسيرة بناء العقل .. لحشد الجهود والإمكانات من أجل تهيئة لقاءات أمثل لهم وأسرهم في ظل تلك المعزوفة الاجتماعية المتكاملة لمجتمع المعلمين لتقوى أواصر المحبة والتعاضد.. لفئة جمعتهم روح الوعي والتفاهم والقدرة الفائقة على إقامة جسور حقيقية للتلاقي ووقت خاص لتلاقح الأفكار الطيبة وكما قال الشاعر
أريت أعظم أو أجل من الذي يبني وينشأ أنفسا وعقولا
وفقنا الله جميعا لخدمة وطننا الأردن , هذا المكوٍن الأصيل أصالة حضارته , والوفي على الدوام لتراب أرضه , والمحب للخير لكل أفراده ومكوناته.
للإطلاع على أنظمة نوادي المعلمين على الرابط التالي : http://www.lob.gov.jo/ui/bylaws/search_no.jsp?no=12&year=1995
مع تحياتي لكل الزملاء العاملين والمتطوعين خدمة لتلك النوادي

Fsltyh@yahoo.com




تعليقات القراء

نعلم مسحوق
لايتطيع المعلم ان يغطي نفقات حياته اليومية تريدهالانتساب الى النادي الذي اشتراكه السنوي25 دينار وهو يفوق الزيادة السنوية اضعافما تاتيه انها ايها الكاتب مفارقة غريبة ان تدعوا المعلم الانتساب وهو ما معه حتى ياكل والنادي عندما طرح ليكون بديلا عن النقابة
17-10-2011 05:33 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات