عندما تذهب لمطعم وتطلب وجبه ما تجده يصف لك الوجبة بكل انواع اللغة المحسنة والبليغة ، ولكن في النهاية تجد أن هذه الوجبة مكونة من ثلاثة اشياء تجدها في كل مكان والشيء المميز بهذه الاكله هو انها صنعت وطبخت بيد هذا الشخص .
اذا هي وجبة ولكن من العيار الثقيل جدا وصعب هضمها أو التعامل معها بدون الرجوع للمكونات الاساسية لها وبعيدا عن تزويق أو تحسين للأمور أو الحدث نفسه ، فمنذ بدء الاعتصامات والمظاهرات المطالبة بالاصلاح وجهاز الامن العام وبناء على تعليمات من دولة الرئيس وهو يمارس الامن الناعم بكل حركاته وفي حالات معينة تعامل هذا الجهاز باسلوب الامن الخشن وكانت النتيجة أن قام دولة البخيت ووزراءه بمسح لحى الشعب والجهات المعارضة وخصوصا الصحافة من أجل أن يغفروا لهم هذه الاسلوب الخشن من الامن .
واستمرت الامور بالاسلوب الناعم إلى أن حدث ما حدث في مطالب انقسامات البلديات واصبح المواطن صاحب الحق بإغلاق الشوارع وحرق الاطارات والمساس بالاملاك العامة ، وامتدت الغطرسة الشعبية لتصل الى حد قطع الطرق واستخدام الاسلحة الرشاشة وارهاب الشعب بأسم فرض القانون كما يريد هؤلاء الاشخاص .
وفي حادثة الفايز لأكبر دليل على ذلك ، ثم تطورت الامور واصبح هذا هو الاسلوب المتعب بأخذ الحق من القوي وصاحب السلطة في نفس الوقت حادثة الربة وحادثة سلحوب أكبر على دليل على أن حكومة البخيت قد تركت الشارع لمن يملك القوة وخلت شوارعنا من الامن الناعم والخشن معا .
وجهاز الامن ونتيجة للخلفية الذهنية لدى المعارضة والمواطن عنه لم يستطيع أن يحسن صورته من خلال اسلوب الامن الناعم ، وفي تصريحات حسين باشا المجال الاخير خير دليل على أن الامور قد خرجت عن طورها واصبح الامن الناعم خيار لحكومة وضعت البلد في عنق الازمة ولم تجد لنفسها مخرجا من ذلك .
وبعد هذا الصوف الطويل للطبخة علينا ان لاننسى أن سعادة ايمن المجالي رئيس ائتلاف التجمع الوطني للإنقاذ وصاحب فكرة السبعين نائب الرافضين لبقاء حكومة البخيت نتيجة لفشلها في إدارة الازمات في هذه المرحلة الحرجة هو شقيق حسين باشا المجالي الذي اصبح مقيدا وغير قادر على العمل بما يتطلب منه كرئيس لجهاز الامن العام ، وان محاولاته لتحسين صورة هذا الجهاز من خلال الحملات الامنية لكبار المطلوبين كانت نتيجة للعفو العام الذي رسمته حكومة البخيت ، وهي حملة لم تصب هدفها وهو تحسين صورة جهاز الامن العام .
اذا هل سعادة ايمن المجالي يقود معركة حسين باشا المجالي ضد البخيت بالإنابة ؟