الأخلاق والعادات والتقاليد


.... والقيم والمبادىء والمعروف

قال تعالى : "لقد كان لكم في رسول الله أسوةَ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ". سورة الاحزاب آية 21
الأخلاق ومفردها خلق وهي صفة ثابتm في النفس فطرية أو مكتسبة تدفع إلى سلوك إرادي محمود أو مذموم يتصف بها الانسان وجملتها هي الأخلاق.
العادات ومفردها عادة وسلوك خاص يقوم به الفرد اتجاه امور معينm وقد تكون جيدة مرضيٌ عنها أو تكون سيئة ً ينفر منها كثير من الناس بينما العادة الجيدة يطلبها معظم الناس ويكون المجتمع راضيا ً عنها ويشجع على ممارستها دائماً، وقد يتميز بها مجموعة من الناس أو فئة أو طائفة معينة، وتكون ممارستها أمراً مقبولاً عندها دون غيرها وكلما ظهر أمر جديد يظهر له عدة سلوكيات جديدة يرضى المجتمع عن بعضها ويرفض بعضها الآخر.
التقاليد ومفردها تقليد، وهو التشبه بصفة أو فعل يقوم به الفرد منّا وقد يكون هذا التقليد محبب أو غير محبب وتكون نظرة المجتمع ايجابية تجاه الأفعال والصفات التي تحافظ على الفضيلة ويكون عامة المجتمع راضياً عنها ويتناقلها من جيل الى جيل فتصبح التقاليد إرث يحافظ المجتمع على ممارستها دوماًَ.
القيم ومفردها قيمة، وهي جملة الصفات الحميدة المحترمة والمحببة والتي تعطى أوزان عالية يحرص كل عاقل على الإتصاف والعمل بها وإن تفاوتت القدرة على الأخذ بها بين افراد المجتمع.
المبادىء ومفردها مبدأ، من كثرة ما يبدأ به الفرد منّا من مستوى درجة معينة بالتفكير والتطبيق بحيث أصبحت مبدأ وجملتها مبادىء.
المعروف ومفردها عرف، وهو ما جرت عليه الناس وتوارثته بإجماع الجميع إلى أن أصبح عرف يلتزم به جميع الناس عبر الأجيال المتعاقبة "فالمعروف عرفاً كالمنصوص نصا ً ".
وغايتي من ذكر كل التعاريف السابقة بأسلوبي لتوضيح أن ابتعادنا عن الإرث الكبير لمعظم ما ذكر أدى الى ما نحن عليه الآن من أنماط سلوك غير مرض ٍعنه من كبارنا وصغارنا وشبابنا وشاباتنا ومن جامعاتنا وخريجيها ومن العامليين في التجارة والصناعة ومن المهنيين ومن غيرهم ومن الأسرة الصغيرة التي أصبحت متباعدة لا تتلاقى وإن كانت لا تزال تعيش مع بعضها البعض في بيت واحدٍ ، وكثر الطلاق وقلّ الصدق وقلّ الوفاء ، والمشخص لكل ما يجري قد يعزو الأمر إلى الغزو الثقافي والإعلامي والتكنولوجي والإنترنت وعموم وسائل وأدوات الاتصال الثابت والخلوي بين افراد المجتمع في الكرة الأرضية التي أصبحت وكأنها قرية صغيرة يصلها عبر الهواء كل ما هو صالح وطالح، وقد يقول آخرين أن السبب هو الأسرة والمدرسة والجامعة والدولة وآخرين يقولون أن الحياة أصبحت صعبة ومتطلبات الحياة زادت وأن المال هو أهم ما يطلب في هذا العصر المادي!.
أقول أنه بالرغم من كل ما ذكر سابقاً من أسباب أنها مثلما لها جوانب سيئة لها أيضاً جوانب حسنة ولكننا بحاجة إلى من يعمل على تصويب الغاية نحو تعزيز تلك الجوانب الحسنة وتقليل أثر ودور الجوانب السيئة التي طغت نتيجة فقداننا لبوصلة توجيه الدفة نحو ما نعلو به ونسمو بوطننا نحو المعالي.
فلا بد من وقفة مع الأسرة الصغيرة لإعادة تأهليها لتكون فاعلة من خلال تفعيل وتقوية الترابط الأسري عبر البرامج الهادفة والمراكز المتخصصة.
ولا بد من وقفة مع وزارة التربية والتعليم لإعادة تصويب ما يدرس في مدارسنا وتعميق القيم والمبادىء فلا بد من حرث الأرض وانتقاء الغرس ولا بد من تقليم السلوكيات السلبية وإزالة تلك الشوائب فنحن بحاجة إلى مناهج تحث على الإبداع وتحاكي العقل والبيئة والأخلاق والإنتماء والولاء، لا مناهج تقوم بالفرز تحت أكثر من مسمى والنتيجة ما نحن عليه الآن من تحصيل علامات عالية دون إبداع أو تطوير أو إنتاجية سوى علم ينسى كله أو بعضه.
لا بد من وقفة مع التعليم الجامعي حيث أصبحت الجامعات تنتج خريجين مبسترين بشهادات فارغة من معانيها بنيت على دوسيات فصلية بعيدة كل البعد عن البحث العلمي وإنتاجاته فلا بد من توجيه دفة الدراسة بعمق أكثر دون استحياء إلى الأبحاث العلمية لحل المشكلات الإجتماعية والإقتصادية وتعزيزها والابتعاد عن أسلوب التلقين والحفظ فقط والانتقال إلى أساليب الابتكار والإبداع وإدخال مقررات العصف الذهني ورفع الحجب عن العقل وتعزيز انطلاقه في التفكير وأنا أؤمن أن تكون مقررات الفصل الأول والفصل الثاني في السنة الأولى لجميع التخصصات في الجامعة كما يلي الفصل الأول مقررات تحث على الولاء والإنتماء والأخلاق والفصل الثاني مقرر واحد فقط هو أساليب البحث العلمي واعطائها حجم أكبر وأن تكون تلك الفصول مجانية وعلى حساب الدولة وبعد الفصل الثاني يتم إعطاء فصول متخصصة كل حسب تخصصه وبهذا يكون الطالب قد تسلح بالأخلاق والقيم التي نريدها وتسلح أيضا بمناهج البحث العلمي فنتخلص من الاضطرابات في الجامعات ويكون الأمل معلق بالشباب.
أما ما هو مطلوب من أصحاب القرار فيجب أن تكون الأولوية بالتعيين لخريجي جامعاتنا التي ستخرج خريجين متسلحين بأخلاقنا وقيمنا وعلى معرفة وإطلاع بظروفنا بحيث نعين مما نخرج نحن من جامعاتنا فبما أن العالم أصبح قرية صغيره فما هو موجود في العالم من معرفة وعلم قد تمرس عليه خريجونا في جامعاتنا التي يجب علينا أن نوفر لها كل ما تحتاجه من وسائل وأساليب تدعم البحث العلمي وبهذا ندعم الطالب خلال مرحلة تعلمه أن يبدع فلا نحتاج إلى خريجي الجامعات الأجنبية.
وأن نجبر أساتذتنا الجامعيين على تطوير أنفسهم من خلال إصداراتهم لكتب علمية متخصصة تجدد طباعتها كلما حصل تطورٌ وتقدمٌ في مجال تخصصها ولا نبقى نتكىء على الكتب الأجنبيه كونها دائما تواكب التقدم وتحوي كل جديد فما الفائدة إذن من ترفيع وترقية الأساتذة كل عام بحكم أقدميتهم ونهمل دور إنتاجهم العلمي الذي يفضي إلى كل ما هو جديد في تخصصه.
أما ما هو مطلوب من المؤسسات والشركات العامة والخاصة فهو دعم عملية البحث العلمي من خلال فتح أبوابها لمشاركة الجامعات في حل المعاضل والمشاكل التي تواجهها وأن لا يبقى دورها في المجتمع المحلي في تبرعات لا تساوي تكلفة إعلان واحد لإحدى منتجاتها بل لا بد من تعميق ذلك وأن يتم تفعيلها من خلال الدولة بلغة الإجبار وأن تكون نسبةُ من أرباحها موجهة لمجتمعها المحلي بأن تتبنى وتدعم البحث العلمي دون أن تكون العملية انتقائية فالدولة تعفي الشركات الداعمة من بعض الضرائب لكن هذا لا يكفي يجب أن يكون لها دور أكبر.
إن المبادرات وإن كانت كثيرة فمنها ما تم تطبيقه على استحياء ومنها ما اندثر فأين مبادرة مهندس لكل مصنع ولما لايكون طبيب أو أكثر لكل مصنع وأين مبادرة 50% من أساتذة الجامعات من الأردنيين أبناء الوطن ومبادرة ثقافة العيب الوظيفي في بعض المهن وأيضاً لا يكفي أن تحصل الشركات والمؤسسات والمصانع على الآيزو وجوائز التميز فقط لتطبعها على منتجاتها وخدماتها وإعلاناتها فلا بد أيضاً من معالجتها للترهلات الإدارية بحيث لا تكون بسياسات "التطفيش" التي أصبحت وكأنها الحل الوحيد تحت مسميات إعادة الهيكلة بل أنه توجد حلول كثيرة لو استخدمت لأمكن استيعابهم .
ونجد أن كثيراً من الشركات تقوم بتطبيق جزء من مكونات التصميم الإستراتيجي بوضع الرؤى وتحدد رسالتها وأهدافها بحيث تكون هذه المكونات الثلاثة فقط عناويين فارغة من التطبيق وإن شملت مضاميين جيدة وتنسى باقي مكونات التصميم الاستراتيجي التي لا تقل أهمية عن ما سبقها من مكونات.
وكم ساءني سماع أحد المتحدثين المستضافين في إحدى البرامج التلفزيونية عن عدم إيمانه بتطبيق التخطيط الإستراتيجي علماً أنه يتحدث بمسألة حساسة تتطلب عمل أبحاث ودراسات معمقة كونها تؤثر على إقتصاد الدولة فأغلقت التلفاز حال سماعي لتلك الكلمات منه لأنه أثبت أنه غير جدير بالإستماع ولا توجد لديه أي معرفة أستفيدها منه.


qasemqoudah@gmail.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات