الطريق بهذا الاتجاه مسدود


ما يخيفني جدا هذه الايام هو ردود الفعل المتشنجة واقحام بعض القبائل والعشائر الاردنية وحشرها في زاوية ( ان لم تكن مع النظام .. فأنت ضده ) .. كل الشعب الاردني مع النظام الهاشمي .. ولكن يفترض ايضا بكل الشعب الاردني ان يكون ضد الفساد بكل اشكاله والوانه .. ويجب ان يكون هناك اجماع اردني على محاربة كل الفاسدين مهما علت مراتبهم ومهما كانت مواقعهم .. وعلى عاتق العشائر الاردنية تقع مسؤولية جسيمة في التصدي للفساد لكونها هي من قامت الدولة على اكتاف ابنائها .... وليعلم الجميع ان من عاث في الوطن الفساد .. او قرّب الفاسدين اليه ومنحهم الاميازات او وفرّ لهم الحماية هو فاسد .. وان من يخشى الاصلاح ولا يحترم ارادة الاردنيين في احداث الاصلاح هو ايضا فاسد .
فالأغلبية الأردنية الصامتة تريد إصلاحات جذرية وتريد رغبة سياسية أكيدة من النظام لاجتثاث الفساد .. وها نحن ومنذ ان انطلقت اول مسيرة تطالب بالاصلاحات ونحن نسمع كلاما معسولا وعلى ارض الواقع لم يحدث الا النزر اليسير ..... انا لا اتحدث عن قوانين الانتخابات ولا عن تعديلات دستورية لم تصل بعد الى مستوى الطموح الكلي للشعب لكونها حقا من حقوقه بل اتحدث عن برطعة اللصوص والحرامية الذين ما يزالون بين ظهرانينا يصولون ويجولون .. نحن نعرف ان الطريق صعب ووعر ولكن لا بد من بداية يلمسها كل اردني
الاردنيون يريدون محاكمة الفاسدين وكشف طوابقهم .... الاردنيون يريدون استرجاع اموالهم المنهوبة
الاردنيون ان تحولوا عن هذه المطالب ودخلوا في مناكفات داخلية
وصاروا يتسابقون على اظهار الولاء نكاية بجهة ما او رغبة في اظهار موقف ما فانهم وعن حسن نية سيدقون المسامير في نعش الوطن .. نحن لسنا بحاجة لتأكيد اعلان الولاء وكلنا ضد من ينادي باسقاط الهاشميين وان الرد الحاسم والحازم على هؤلاء لا يكون الا باجراء الاصلاحات الي بحت اصوات الاردنيين وهم يطالبون بها .. ولو سألت طالبا في الصف السادس الابتدائي لذكر لك قائمة طويلة عريضة بأسماء الفاسدين ومواقعهم ... انا ارى بأن موضوع خروج القبائل عن بكرة ابيها لاعلان الولاء للملك في هذه الفترة بالذات وبهذه الكيفية سيجعل فئات اخرى تقبع في الخندق المضاد وستظل متشبثة بمواقفها وسيخسر الاردنيون جميعا فرصة ذهبية للانقضاض على الفاسدين .. بصراحة لا نريد تعميم النموذج المصري قبل الثورة ولا النموذج السوري .. فالهاشميون على رؤسنا شاء من شاء وابى من أبى
انا اتحدث هنا بمنتهى الموضوعية والوضوح واقول ان بامكان النظام ان يكسب ود وحب جميع الاردنيين ويدخل الثقة الى نفوسهم اذا ما بادر الى اتخاذ جملة قرارات جريئة وحازمة من بينها تشكيل محكمة مستقلة لمحاكمة كل الذين امتدت اياديهم الاثمة الى مال الشعب .. . سواء بالسرقة المباشرة او استغلال المنصب او من خلال عمليات غسيل الاموال وبيع مؤسسات الاردن ومقدراته بثمن بخس بحجة الخصخصة او الانصياع لقرارات البنك الدولي .. واجزم ان الاجهزة الامنية والاستخباراتية في البلد لديها من المعلومات الكافية عن اسماء كل المتورطين .. واذا لم يكن لديها معلومات عنهم فهذه والله كارثة الكوارث ..الاردنيون لم و لن يعد يرضيهم الكلام المبني على العواطف والمشاعر لأنهم طالما سمعوها ثم ذهبت ادراج الرياح .. الاردنيون طالما احتجوا على وجود اشخاص في اعلى مناصب الدولة اوصلوا البلد الى التهلكة ونتائج افعالهم ( السودا ) على وطنهم ظاهرة للعيان ولكن احدا لم يسمع انهم حوسبوا او حوكموا كما هو حال المسؤولين المصريين القابعين في السجون ممن نهبوا خيرات بلدهم .. الاردنيون لا يريدون ان تتحول مطالباتهم الى تطمينات ولا يريدون ان يعودوا الى خمسينيات القرن الماضي .. فيتسابقون الى اقامة المهرجانات للتدليل على الولاء لأن المطالبين بالاصلاح ايضا هم اردنيون محبون للنظام و للوطن ومشفقون عليه من مخاطر المرحلة .. ان من حق الاردنيين جميعا ان يطالبوا بالاصلاح ومعالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية قبل ان تصبح معالجاتها مستحيلة .. الاردنيون جميعهم مع الملك ولكن مصارحة الملك بوجود تجاوزات في مفاصل الدولة لا يقلل من حبهم واحترامهم له .. وامام النظام فرصة ذهبية لان يستمع للمطالبين بالاصلاح فهم الذين سيحافظون عليه وعلى عرشه .. اما اولئك الذين يتصيدون المواقف فأظن انهم ابعد ما يكونون عن الانتماء الحقيقي واخشى ما اخشاه ان تكون مهرجانات الولاء سببا لاجهاض الحراك الشعبي ..... وخلق حالة من الاحباط واليأس لدى الاردنيين الذين يطالبون بالاصلاح و يئنون تحت وطأة الظلم والفقر وانعدام العدالة الاجتماعية وتوريث المناصب والسكوت على الفساد والفاسدين وتخويف الشعب بالشعب .
وارجو الا ينسى جميع الاردنيين ان من اضاقهم
المر والحنظل هم حفنة لايعرفون من الاردن سوى الاسم ولا يهمهم سوى مصالحهم وقد نهبوا خيرات الشعب وتركوه على الحديدة ...

الطريق الوحيد الذي يجب ان يرحب به هو الطريق المؤدي الى الاصلاح الحقيقي لانه ينقذ الوطن والمواطن والنظام .. اما الطريق القائم على المجاملات وبوس اللحى والتصفيق فهو طريق مسدود ولن يؤدي الا الى مزيد من الاحتقانات التي ان انفجرت فستكون كالبركان .. ولنا في مجريات ما وقع في بلدان مجاورة من العبر والدروس ما يستفيد منه كل عاقل .
واخيرا لا بد من التأكيد ان التوقف عند الخطوط الحمراء قد يكون لا مناسبا لمرحلة من المراحل لكنه قد يكون ضروريا جدا في مراحل اخرى ولكن اجتياز هذه الخطوط ومحاولة المساس بها له من المحاذير التي يدرك ابعادها العقل والجاهل ..نحن بكل صراحة مع النظام الهاشمي ولكن ضمن رؤية كل الاردنيين الذين من حقهم ان يعيشوا في وطنهم بكل الكرامة والاحترام وينظرون للملك على انه رب الاسرة الاردنية الواحدة ولا احد فوق الملك ولا احد فوق الوطن ولا احد فوق الاردنيين .. فالوطن وطننا ومن حقنا ان نطرد ونحاسب كل المسؤولين الذين نقضوا العهد وخانوا الامانة .. وحين يبدأ الملك بمحاسبتهم فسنكون له و معه وسنكون من اجله ومن اجل الاردن النار التي تحرق كل لسان متطاول والسيف الذي نقطع به يد كل من سولت له نفسه العبث بمحرماتنا ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات