تطالعنا كل يوم جحافل الخاطبين والمتفرغين للجا هات والعطوات بقيادة أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والباشا فلان والشيخ علان حيث لا شغل لهم سوى الانتظار لدعوتهم لطلب عروس للمحروس ابن معالي فلان والأكثر انتهازا لهذه الفرصة هم نواب الصدفة حيث فتحت لهم أبواب الاستعراض والفشخرة .
لا ننتقص من قيمة هذه الوجوه الخيرة المعطاءة والتي سخرت نفسها لخدمة الناس بما لا يكلفهم إلا قيمة المشوار.
هذه الوجوه المحترمة أين هي عما يجري على الشارع الأردني أليسوا أردنيين وكان للبلد فضل عليهم ولولا هذا البلد لما صاروا وأصبحوا أصحاب أسماء لامعة واستثمارات لم يحلموا بها وارتضوا أن ينعموا بالتفرج على الربيع العربي والربيع الأردني وفوضى البلديات ، فهاهي البلد بدء من الملك وحتى عمال المصانع يسعون للإصلاح ومحاربة الفساد والوقوف في وجه نهابي المال العام ، ووقف التدهور في حياتنا الديمقراطية وتغول القوي على الضعيف واستباحة كل المحرمات مكتفين في توجيه اللوم والاتهام في كافة الاتجاهات متناسين أنهم جزءُ من هذا الخراب والترهل الإداري والفساد المالي .
أين انتم يا ساده يا من حملتم المسؤولية في يوم من الأيام وربما ساهمتم في زرع الفساد في هذا الوطن وارتضيتم ألان الظهور في صور المصلحين وجامعي الرؤوس على الحلال والتفرج عن بعد عما يجري دون شعور بالمسؤولية تجاه وطن سواكم ... إلا تشعرون في التقصير في هذه المرحلة للقاء كما يحصل في الطلبات أو الجاهات لتدارس ما يحصل عندنا .. هل يعجبكم تخبط حكوماتنا وأخطائها القاتلة اليومية .. هل لكم التنادي لإخراج البلد من فتنة قادمة وفوضى عارمة نتيجة دمج وحل البلديات...سنشهد أكثر مما نتوقع .. فالفراغ قاتل ..والجهل والجهال في ازدياد .. وغياب المسؤول خلق فوضى غير محدودة مما يجعلنا إمام تساؤل إلى أين نسير وما هو المصير ؟؟؟؟