ايران والطربوش التركي وثورات العرب :


إن من اثر تغيرات الشعوب العربية تحول عقليتها بين المد والجزر والشعور بالأخر نتيجة تراكم بزخم تاريخهم افرز عقلية شبابية متفهمة للواقع العربي بمنطق هذا وطني وأنا صاحب الأرض . هنا بدأت الحيرة الإيرانية بعد فشل ثورتها بالانتشار من جديد بالمنطقة على الرغم من الدعم ألا متناهي لحركة حماس وحزب الله , فإيران تنظر إلى العالم العربي لترى خيبتها من جديد والتي اثبت التجارب أن العقلية العربية قائمه على ارث ومخزون تاريخي متراكم ليس من السهل تجاهله ؛ واتضح ذلك بفشل الدب الشيوعي الانتشار بالمنطقة لفترة وجيزة فمع حصار الشعبين الفلسطيني واللبناني عام 1982 والذي لم يطلق خلاله أي قذيفة من الأراضي السوفيتية( من أحلام الشيوعيين العرب بالقرن الماضي) أو الشيوعية خاصة على إسرائيل وذلك لاعتبارات دبلوماسية وبروتوكولية وهنا يأتي الباطن العربي ليتحول الكثير من قادة الأفكار الشيوعية إلى أئمة مساجد ووعاظ أو إلى مفكرين أسلامين .
بمنهجيتها وعقليتها المغلقة على ذاتها بتراكمات فارسية قائمة على فرض أفكارها حيرة ايران تزداد , فعرب عربستان لم يتمكنوا من الاندماج بالمجتمع الإيراني بالرغم من المحاولات العديدة الرسمية والغير الرسمية الساعية لدمجهم إلا أن الملكوت الفارسي بالنهاية يظهر فتبتعد العقلية العربية ( بعكس عرب لواء الاسكندرون شمال سوريا الذين تعايشوا مع الأتراك وأصبحوا جزء من المجتمع التركي ) فالعقل الإيراني متمسك بفارستيه ويرفض التعامل مع الأخر إلا من خلال مصالحه وفهمه للواقع فقط . تعامل ايران مع أنظمة الممانعة ذا تركيبة أمنية محصنه . الشعب العربي لم ينسى موقفها بالوقوف مع حزب الله وحركة حماس بحربهم مع إسرائيل فالعقلية العربية دائما تعود إلى حضنها الدافئ بسبب تفتحها ونظرتها المليئة بالتطور والتجدد وخصوصاً على منطقة ساحل البحر المتوسط بتعدد أعراقه ودياناته فسهولة اندماج العقل العربي مع هذه الشعوب وصل ببعض الحالات إلى التصاهر .
وهنا جاء السؤال هل المد الثوري الإيراني نجح بالتشيع ؟؟ هل تطور العقل الإيراني ؟؟ هل أوقعت إيران ذاتها بذاتها ؟؟ لتسأل نفسها سؤال ماذا تريد من العرب ؟
مع احتلال العراق عام 2003من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والشعب العربي بحيرته ينظر إلى إيران كدولة ممانعة مسلمة إلا أن تلذذها بقصف طائرات ( f16 . وطائرات الشبح وغيرها وبوا رجاتها البحرية ) على الشعب العراقي لم تسعى بالخروج بموقف تاريخي يحسب لها بل كانت تصر على سقوط نظام صدام حسين وفقط لتتناسى احترام وسيادة بلد عريق عمره الحضاري يزيد عن الخمسة ألاف سنه , صمتها زاد من بعد الشعب العربي وارق مضاجعه حتى وصل إلى حد النفور من إيران كدولة تدعي الإسلام والإسلامية . أن التاريخ سجل لها رفضها دخول القوات الأمريكية والبريطانية من أراضيها ألا ان غط طرفها عن السواحل التي كانت تعج بحاملات الطائرات كموقف مشابه للموقف التركي المصحوب بالخجل بتلك الفترة التي كانت بعيده بالأصل عن العالم العربي بعكس إيران التي كان الكثير من الشعوب العربية متعاطفة -تنظر إليها بارقة أمل إسلامية جديدة بالمنطقة - معها طوال حربها مع النظام العراقي السابق .
تلذذت إيران بمعاداة أمريكيا وإسرائيل بطريقتها الخاصة حسب مصالحها الآنية فقط لم تنظر إلى الإمام بالرغم من أن الرئيس الإيراني احمد تجات حاول تغيير نمط إلى نقل الواقع من خارج إيران واللعب على وتيرة القضية الفلسطينية مستغلا وقوفه بمنابر الأمم المتحدة مشكك بقصص المحرقة ( الهيليكوست ) اليهودية مشعرا المستمع العربي أن إيران تسعى جاهده لتأمين حدث سياسي متجاهله كل العقول العربية فهي تنظر إلى العالم العربي من نظرتها الآنية وليس بنظرة العرب إليها .
مع وصول حزب العدالة التركي ذا الأيدلوجية الإسلامية ظهر فجات الثوب العثماني من جديد وجاء صراخ أهل غزه عام 2006 وكلما ازداد القصف الإسرائيلي لغزه تفننت القيادة التركية بإيصال الهم الفلسطيني مستغلة كل نفوذها السياسي بالعالم لنقل صورة الواقع كما هو إلا انه من الناحية العميلة تأثيرها بواقع العالم كان بسيط وفق أجندة الاعتبارات الدبلوماسية وبروتوكولية وفقط . تفننت إيران بآصال السلاح كان له صدى المدافع بكل قوة عن أهل غزه مع ان المواطن العربي كان يتمنى ان يسمع صوت طلقة او قذيفة واحده ترد صراخ أهل غزه من الأراضي الإيرانية الا ان الاعتبارات دبلوماسية كانت الاقوى . جاء حدث سفينة ( بلمره التركيه ) مخترق الهوا والأجواء الإسرائيلية الهادف المعلن رفع حصار غزه سبب ارق لإيران ( كانت أول خطوة عمليه تقام ضد إسرائيل من قبل الجانب التركي الذي تتمحور علاقته الاقتصادية والعسكرية مع إسرائيل بمليارات الدولارات ) فهي كانت تعتقد ابتعاد الأتراك نابع من قيامهم بثورات ضد الدولة العثمانية واحد الأسباب المهمة من انتهائها كدولة عظمى بالرغم من الاندماج الواضح خلال الفترة العثمانية . تعاطف الشارع العربي مع الأتراك القابلين للأخر وفق عقليته الداكن برحم أمهاتهم أن تركيا بلد مسلم وأصوله ومنبته قريب من العربية وتناسى الألم التركي الذي أصاب الجسد العربي بعمق مؤثرا تخلف وتراجع أصاب الأمة العربية طوال القرنين الماضين ومن اجل ذلك دفعت القيادة التركية جل ثقلها بالهم العربي مستغلة المجتمع الايراني المتماسك بفارسيته والرافض التعامل مع الأخر إلا من خلال مصالحة فقط وازدادت حيرة إيران .

ولأجل ذلك ومن اجل الاعتبارات الدبلوماسية والاقتصادية أوقف العقل العربي بهاجسه وبدأ يطرح مقولة يا وحدنا يا وحدنا من جديد فالهم همنا والأرض أرضنا والغريب يريد التحكم بنا فإيران وتركيا والصين وروسيا وأمريكا والناتو كل له مصالحه بأرضنا فانا عربي والأرض لي والشعب لي وأنت غريب عن همي فلا مكان لك إلا لاعتبارات دبلوماسية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات