تحت الضوء .. بين المسكن والإصلاح


في خضمّ الحراك الشعبي وعملية الإصلاح التي تجري على قدم وساق وعلى مختلف المستويات وفي كافة المجالات فإنّ المواطن الأردني الفقير مالا والغني في عزّته وكرامته وذو الدخل المحدود جدّا وخاصّة فئة الشباب يبحثون عن سكن كريم ليتسنّى لهم بناء أسر تساهم في تنمية الوطن وترفده بقوة عاملة ومدافعة عنه وحامية لمكاسبه.
وقد شدّني التلفزيون الأردني إلى حلقة من برنامج تحت الضوء تبحث في مشكلة السكن إستضافت مقدّمة البرنامج محلل اقتصادي ومدير عام مؤسسة الإسكان بالوكالة وتكلمت بالهاتف مع امين عام الهيئة التنسيقية للتكافل الإجتماعي ومع رئيس جمعيّة المستثمرين في قطاع الإسكان .
وقد طُرح في البرنامج عدّة إحصائيات هامّة منها أنّ 53% من الأسر الأردنيّة لا تستطيع شراء شقّة بمساحة 70متر مربع بينما إذا اعتبرنا ان متوسط مساحة الشقّة التي تناسب الأسرة الأردنيّة بمساحة 110 متر مربّع فإنّ 70% من الأسر الأردنيّة لا تستطيع تملّك شقّة لسكن كريم .
وقد تمّ الحديث عن فشل مشروع سكن كريم عيش كريم والذي كان مكرمة ملكيّة الهدف منها التخفيف عن الناس ولكنّ الجشعين في بلدنا حوّلوه لمكاسب شخصيّة مما دعى لتحويل الموضوع لمكافحة الفساد وكان اهم سبب لإمتناع المواطنين عن الشراء هو انّ الشريحة الموجّه لها المشروع لم تقدر على الفوائد والمتطلبات البنكيّة إضافة لأسباب اخرى تتعلق بمواقع المساكن وتشطيباتها حيث تم إنجاز ما يقارب 8440 شقّة بيع منها فقط 2200 شقّة عام 2008 .
وقد طُرح عدّة مقترحات لحل المشكلة حيث تبلغ حاجة الاردن لما يزيد عن ثلاثون الف شقّة سنويّا منها اقتراح تصنيف المدن والأحياء فيها الى مناطق تكون الأجور وأثمان الشقق والأراضي ضمن مستويات وهوامش معيّنة بالرغم من تأثير ذلك على إستثمار القطاع الخاص في المباني .
كذلك إقتراح إستغلال الإحتياطي الإلزامي للبنوك في البنك المركزي والذي يزيد عن مليار دينار كقروض آمنة لإستغلالها في مشاريع سكنيّة للشباب على قطع اراضي صغيرة وبشروط تنظيميّة وتمويليّة ميسّرة .
وإقتراح آخر لأمانة عمّان ووزارة الشؤون البلديّة لتعديل التنظيم المعماري للتوسُّع في البناء العامودي بزيادة عدد الطوابق المسموح بنائها على قطعة الأرض حيث ان ثمن الارض في بعض المناطق يعادل 50% من ثمن الشقّة .
إنّ ما شدّني لهذا الموضوع هو أولا تبجّح ثقافتنا في المسكن الذي نتمناه بل ونبنيه بكلفة عالية ومساحة لا نستخدم نصفها إلاّ ما ندر ونخسر على فرشها وتنظيفها الكثير وهذا نوع من الفساد يجب التخلص منه ناهيك عن القصور التي يبنيها الموسرون والفاسدون واللصوص والجاهلون والمقلّدون في مجتمعاتنا العربيّة ولكن هذا الفساد لا يمكن إجتثاثه إلاّ بإصلاح انفسنا وبفرض غرامات كبيرة وزيادة اسعار الخدمات على كل من تزيد مساحة بيته عن رقم يُتّفق عليه وهذا مثله مثل الخادمات اللواتي نستوردها احيانا مباهاة واحيانا دلالا وليس لحاجة حقيقية وضروريّة .
إنّ عمليّة الإصلاح يجب ان تشمل كلّ شيئ في حياتنا الإجتماعيّة والثقافيّة والتربويّة والغذائيّة والخدماتيّة والإقتصاديّة والتشريعيّة والسياسيّة والتنمويّة وما يتبعها ومع ان الحكومة هي المسؤول الأول عن تلك الإصلاحات فإنّ على المجتمع بأفراده ومؤسساته الطوعيّة والمدنيّة دور مهم وكذلك على المعلمين والمعلمات والشيوخ والوعّاظ دور في ذلك .وكما قالت ميسون بنت بحدل الكلبيّة في حب وطنها :



لـــــبـــــيـــــت تـــــخـــــفـــــق الأرواح فــــــــيــــــــه
أحــــــب إلــــــيّ مــــــن قـــصـــر مــنــيــف
ولـــــبــــــس عـــــبــــــاءة وتـــــقــــــرّ عـــيــــنــــي
أحــــب الــــيّ مــــن لــبــس الـشــفــوف
وأكـــــــــل كـــســـيـــرة فــــــــــي كــســربــيــتــي
أحـــــب إلـــــيّ مــــــن أكــــــل الــرغــيــف
فــمـــا أبــغـــي ســـــوى وطــنـــي بــديـــلا
ومـــاأبـــهـــاه مـــــــــن وطــــــــــن شـــــريـــــف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات