الإحتجاجات والوعي والأمن


نسمع يوميا ونشاهد ونقرأ عن الإحتجاجات والإعتصامات التي تعبر عن مظالم وحقوق وتجاوزات اجتماعية واقتصادية وسياسية ومالية ... الخ. وآخرها كان قطع الطرق العامة من بعض المواطنين في بعض المناطق في جنوب الوطن محتجين على فصل أو دمج بعض البلديات.
ربما عند هؤلاء المحتجين بعض المظالم التي شعروا بسببها أنه لابد ان يُسمعوا أصواتهم للدولة بالنزول عند مطالبهم.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل كان أسلوب المطالبة متحضرا؟ كيف ينسجم ذلك مع إعلانهم أنهم ذاهبون للديوان الملكي كي يعبروا عن ولائهم ودعمهم لجلالة الملك في اليوم الذي يليه ؟
هل سيكون جلالته راض عن هذا التناقض في الموقف والسلوك؟ اذا توقعنا ان الملك سيقول لهم ما الذي فعلتموه بالأمس وهاأنتم تخطبون ودي؟
إن إغلاق الطرق يعني تعطيل المصالح وإضاعة وقت المواطنين مما يترتب عليه إشكالات متعددة لا داعي لذكرها. فالإحتجاج يبدو انه أصبح عمل من لا عمل له بل أصبح حدثا اعتياديا في المدارس والمؤسسات والوزارات وعلى الطرقات وفي البلديات.
ترى الى متى ستستمر هذه النمطية من السلوك ؟
هنا يأتي دور الأمن الذي يجب ألا يرحم كل من يعيق مصالح الآخرين ويعتدي على حرية المواطنين ويهدر وقتهم ويفشل خططهم. لقد كان الأجدر بالأمن ألحؤول دون حدوث ذلك ولو بالقوة. وبعد ان حصل ما حصل يجب عدم التساهل مع من يقف عثرة في وجه المسيرة. فالحرية والديمقراطية لا تعنيان أن نفعل ما نشاء وقت ما نشاء وبالطريقة التي نشاء. لان ذلك يعني أننا مخلوقات تعيش بلا رقيب او ضابط يضبطها.
نعلم أن الدولة حريصة على ان لا تُدان من قبل المنظمات العالمية التي تعنى بحقوق الإنسان أو من قبل بعض الدول التي تضربنا بالديمقراطية وهي لا تمارسها إلا على شعوبها . بالمقابل يجب على الدولة أن تحرص أيضا على تكريس الصورة العالمية المشرفة للأردن والأردنيين وهي الصورة التي قل نظيرها بين دول العالم الثالث . إذا لابد من سلوك نهج يخلق توازنا بين هذا وذاك. أما أن يغض الطرف عن نفر مشاكس لكي نقنع العالم بأن المواطن يحيا حياة ديمقراطية وهي في الواقع فوضى ووعي لم يكتمل . فهذا المبدأ لم يعد يجدي نفعا بل يحتِم علينا إعادة النظر بما يجري من فلتان لم نعهده من قبل.
فلنحافظ على صورة الأردن المشرقة والتي ستبقى مشرقة دائما بعون الله ثم بوعي الأردنيين وتفهم الدولة . فلنحافظ على مكانة المواطن الأردني التي نلمس احترام وتقدير الآخرين له أينما اتجهنا سواء في الداخل أو في الخارج.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات