ياللعجب من تصريحات الوزراء والمسئولين عندما يظهروا في وسائل الإعلام وتبدو قلوبهم تتقطع على المواطن بالبحث عن كل ما يريحه. ويعجبك حديثهم عن الوطن وخدمة الوطن ومليك الوطن وكأن لا هم لهم إلا خلق الوسائل والقوانين التي تقود الى راحة وبحبوحة الوطن والمواطن.وعندما يأتي موعد تطبيق ما يقولون به وتلمّس ما سمعناه من وعود وكلام معسول, لا نجد إلا سراباً ويكونوا قد أصبحوا أهلا للمثل القائل : "كلام الليل يمحوه النهار".

فمثلاً ، تم تثبيت أسعار المحروقات عندما كان سعر البرميل عالمياً عند موعد التعديل السابق بحدود ال (120) دولار .وعند موعد التعديل هذا الشهر (تشرين أول ) كان سعر البرميل يقارب ال (80) دولار.أي الفرق بحدود أل(40) دولار وهذا رقم لايستهان به.فبأي حق يتحمل المواطن وزر حكومة تستخف بعقله وتتلاعب بقوته؟

كيف تفسر لنا ذلك يا وزير الطاقة ؟ هل أصبح المواطن الأردني عند معاليك وكأنه رقما وليس إنساناً؟ هل وصل استغباءكم للمواطن لدرجة أنكم لاترون إلا أنفسكم؟ ونحن دائما نفاخر الدنيا بنسبة متعلمينا (تعليما عاليا) ومتعلمونا يغذوا المئات من جامعات العالم . اذاً ماتقولوه في الإعلام ماهو إلا ضحك على الذقون واستخفاف بعقول المواطنين الذين والله قد ملّوا كلامكم وفقدوا الثقة بكم لأن مانسمعه مثالي وما نراه في الواقع الحياتي ماهو إلا قتل بطئ للمواطن الذي أصبح صوته يعلو واحتجاجه يتسع حتى اقترب من الإنفجار(لا سمح الله) الذي لن تحمد عقباه على الوطن في الوقت الذي نتباها بالإستقرار والأمان اللذان يفتقر لهما الكثير من الدول.
فإلى متى ستبقوا تفترضون أن المواطن لا يفقه ولا يتابع ولا يحلل ولا يخرج بالنتائج ؟ فلتكونوا واقعيين وتتلمسوا نبض المواطن الذي طالما تغنيتم بالبحث عن وسائل إراحته ؟ ألا ترون الشباب كيف يغلي حتى ملّ الصبر من صبرهم ؟ ألا ترون أن رئيس وزراء ووزير داخلية ومدير مخابرات سابق قد خرج للشارع بجبهته الوطنية للاصلاح وشدّ على يد الإخوان ؟ أليس هذا مدعاة لأن تؤخذ الأمور بجدية وبحكمة و ندرك أن من يسكت لن يسكت الى الأبد؟ ألا تكفي المراهنة على أن المواطن يكفيه الخبز والماء؟ وحتى الماء لايكفي. فلتتقوا الله بأنفسكم وأبنائكم والمواطن لأن الحساب آتٍ لا محاله سواء كان في الدنيا أو في الاخرة؟ ولتعتبروا مما يجري في الدول الاخرى.
دعونا نبتعد عن مبدأ الظاهر المنمّق والباطن المهلهل . دعوا الأمور تستقيم ولندعو ان يحمي الله الأردن وقيادتنا والغيارى على الأردن .
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com