السؤال الكبيرفي الفكرالسياسي الأردني والذي لم نجد له أية اجابة إلى الأن هو : لماذا يخرجون دائما من معاقلهم ويبداؤن في الاساءة للدولة ويطالبون بما كانوا يمنعوه عن الوطن ؟.
هذا هو السؤال الذي الى الأن لانزال كأردنيين نحاول البحث عن إجابة له ، ومع ذلك نوهم انفسنا ونكذب عليها أن هؤلاء الرجال قادرين على قيادة عجلة الإصلاح الوطني من منطلق أنهم أصحاب خبرة في كيف تؤكل الكتف في كواليس العمل السياسي الأردني ، وهل هذا يكفي كي نسلمهم رقابنا وهم في حالة من النشوة أوصيحان الضمير؟ .
طبعا لا لأن الاردن بطنٌ خصب للرجال الجدد ، وفي الادبيات السياسية الدولية ينتهي الرجال الكبار على التقاعد ويبداؤن في ممارسة العمل العام ذو الصبغة الاجتماعية وبعيدا عن مناورات السياسة ، والتاريخ يذكر الكثير من هؤلاء الذين قدموا لبلادهم الشيء الكثيرواصبحوا الان في الكتب التي تدرس في مدارس السياسة والفكر لطلاب الجامعات .
هل قام أحد من هؤلاء الرجل بخطوة جرئية وكتب مذكراته خلال فترة عمله السياسي السابق ووضع بها خلاصة فكرة ونظرته للعمل الوطني ؟ ، طبعا لا لأنهم لايستطيعون أن يسجلوا ذلك الجزء من تاريخ الوطن الذي كانوا هم به أصحاب القرار وبيدهم القوة والسلطة والسيطرة على مصيرالأمة ، ولأنهم إرتكبوا الشيء الكثير من الظلم والاستغلال بحق هذا الوطن والمواطن بالذات .
اذا عليهم أن لايعيدوا كتابة تاريخهم الجديد متناسين السنوات الاربعون أو الخمسون من هذا التاريخ متوهمين أنهم قادرين على القفز على مراحل من تاريخ الوطن هم يجدون أنها غير ذات بال ولاتعني لهم وللوطن شيء سوى أنه فترة سوداء لابد من شطبها من أوراق مذكراتهم .
أيها الرجال الاعزاء ما هكذا يكتب التاريخ واذارغبتم في القفز على مراحله فأتركوا هذه الفترة الزمنية من تاريخ الوطن بيضاء في مذكراتكم كما ستتركوا اوراق مذكراتكم بيضاء في التاريخ الماضي لكم ، ونحن كشعب سنمسح ما سجلت ذاكرتنا عنكم في الزمن القديم وسنكتفي برسم خرابيش أطفال على هذه الأوراق ، أم انكم اعتدتم على كتابة تاريخ الوطن على ألواح من الثلج ونحن في وطن عدد الايام المشمسة فيه يتجاوز الثلاثمائة يوم ، وتناسيتم أن الوطن دائما عمره أطول من أعماركم !