نتاج حصاد الاسبوع الاردني .. هل هو فراغ سياسي ؟


يطلق هذا المصطلح عندما تصبح أمور الدول تسير بغير قيادة واضحة الملامح أو التوجه ، وتكون هذه الحالة أكثر بروزا عندما يكون هناك حاجز يفصل ما بين الحكومات والشعب ، وهنا يحدث مثل هذا الفراغ السياسي عندما يصيب كافة السلطات في الدولة .
ولنأخذ الاردن كنموذج الأن لحالة الفراغ السياسي ، ومن مشاهدة ما تم خلال هذا الاسبوع الماضي نجد أن هذه الحالة أصبحت متمثلة بكل وضوح في الحياة السياسية الاردنية .
مع بداية الاسبوع بدأت الاستقالات تصيب أعضاء مجلسي الاعيان والنواب وهنا نحن نتحدث عن نقص في العدد القانوني الذي بناء عليه تعتبر هذه المجالس قانونية في بقائها على قمة هرم السلطة الرقابية والتشريعية ، وهناك مقولات ترجع عدم قانونية تشكيل هذه المجالس بأثر رجعي لماقبل التعديل الدستوري على المادة الخاصة بإزدواج الجنسية ، وفي نفس الاسبوع تكتشف الحكومة بلسطاتها الثلاثة أنها أوقعت نفسها في مطب واقعي مجتمعي متمثل في انقسامات بلدية تقوم على اسس للخروج من سيطرة نفوذ العشائرية والمحسوبية في الخدمة المقدمة للناس ، وتوالت التوترات لتصل الى رفع سقف المطالبات يوم الجمعة الماضي وتجاوزها للخطوط الحمر .
وكل هذه الحالات لاتفسر سوى بتحليل بسيط أن هذه السلطة تنأى عن نفسها سماع الشارع وفي نفس الوقت يوجد أخرين متحكمين في مصادرالمعلومات التي تصل للملك يقومون بفلترتها وتنقيتها لتصل بأجمل انواع التوافق الاجتماعي السياسي ليظن صاحب القرار الأول في البلد أن ما يحدث مجرد نسمات هواء تضرب سفينة الوقت ولن تكون بداية لإعصار جامح .
اذا هو الفراغ السياسي مع حالة من الوهم السياسي المستند للقوة في امتلاك السلطة التنفيذية وقت الحاجة لإبراز العين الحمراء للحكومة والاعتماد على جيوش من الطابور الخامس من المنتفعين من بقاء الامر كما هو عليه ، وفي النهاية لن تستطيع هذه السلطة السياسية أن تغطي شمس المطالب الشعبية بالغربال ويبدو أنها حكومة تستمتع في حالة الفراغ السياسي هذه من منطلق أنها تؤمن بمفهوم ... ومن بعدي الطوفان ..وإلى أن يأتي هذا الطوفان يخلق الله ما لا تعلمون ، وتنسى هذه الحكومة أن الطوفان يأخذ معه دائما الأخضر واليابس !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات