من اكثر حباً للوطن الفقير المعدم ام الغني المترع؟


أسعدتني مقولة احد الفقراء الجالس على بوابة مديرية التنميه ينتظر بدء الدوام لاستلام مخصصاته من صندوق المعونه الوطنيه وكان ياكل خبزه ناشفه وبجانبه زجاجة ماء الآن فقط أشعر بأني في وطني"، ورغم سعادتي بتلك الكلمات؛ إلا أنها أثارت في نفسي الكثير من الأسئلة.

لماذا لم يشعر المواطنون من قبل بانتمائهم لبلادهم كهذا الفقير المعدم؟
وهل لأن هناك أنظمة عمدت إلى تهميش ذلك الشعور في نفوس مواطنيها نفقد ذلك الشعور؟
أم أنها مشكلة في تربيتنا لأطفالنا منذ الصغر، وعدم غرس ذلك الشعور أو الإحساس بحب الوطن فيهم ومهما كانت الظروف ؟
وهل يتعارض حب الوطن مع انتمائي للدين ؟
بداية أحب أن أوضح أن الدين قد تعامل مع عاطفة الإنسان نحو وطنه باتزان فلا تفريط ولا إفراط فيها، فقد بين القرآن الكريم في أكثر من موضع بأن ترك الإنسان لوطنه ليس بالشيء الهين ولا السهل على قلبه، قال تعالى( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ...)
فالإنسان يرتبط غريزيًا وعاطفيًا بالمكان الذي ترعرع ونشأ فيه، ويوجد له فيه ذكريات وأشخاص يحب أن يتواجد بينهم، ويؤكد على ذلك الارتباط ويعظمه، حنين الرسول- صلى الله عليه وسلم- لمكة المكرمة عندما خرج منها مكرهًا، فقال بعد أن التفت إليها:( والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)
وهنا نرى إنه لأتعارض مع الانتماء للدين وحب الأوطان، طالما لم يتعارض أو يتعاظم حب الوطن عن حب الله والتضحية من أجل دينه؛ قال تعالى ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )فالحفاظ على الوطن والصون عنه هو قيمة دينيه وعقيدة مترسخه؛ حث الدين أتباعه على حب أوطانهم والاعتزاز بها والدفاع عنها والوقوف في وجه كل المعتدين، ولذلك كان من يموت دفاعا عن وطنه هو شهيد!
ولكن ما هي ماهية الوطن؟
وماذا يعني الانتماء له؟
هل هو مجرد رقعة جغرافية على خريطة؟
أم هو مجرد علم يرفع على بوابات الدوائر والوزارات وفي المناسبات وطوابير الصباح؟
أو نشيد تحفظ كلماته وتصمها بلا وعي أو اهتمام؟ ان الماده 75 بعد التعديل والذي اكتشفنا ان نسبه كبيره من الاردنيين وخاصه من درسوا وولدوا في الدول الاوروبيه يحملون جنسيتها وهذا حق لهم وله اسبابه وبعضها للامتيازات التي يحصلون كرواتب تقاعد الضمان الاجتماعي, والتامين الصحي, ومجانية التعليم للابناء, ,فماذا ان تمسك النائب بجنسيته فهل يجوز استمرار تمثيله لدائرته ام ان استمراره مخالف وفي حالة استقالته وتمسكه بجنسيته الاخرى فهل يشرع باجراء انتخابات تكميليه على اعتبار ان مكانه شاغراً, وهل يطبق نص الماده باثر رجعي ويجري على النواب والوزراء وكل من يشغل منصباً عاماً,ام اعتبار ما سيكون يعني في انتخابات المجلس القادم على اعتبار ان القانون جاء بعد فض الدوره الاستثنائيه وتطبيقه بعد صدوره في الجريده الرسميه, نترك الاجابه للمتخصصين في القانون ,,,,
ولكن اذا عدلت الفقره ب من الماده كما يروج فان بقية الشعب الاردني يقع ضمن الفقره( و)يحرم من الجنسيه من كان مجنوناً او معتوهاً
وفي الختام نود قصة المتخاصمين وقبيل موعد الجلسه عند احد قضاة العرب احضر
احدهم وزه واحضر الاخر تيساً ذو قرنين فقضى في الامر لصالح من احضر التيس فاخذ من احضر الوزه يتوشوش مع من كان يجلس بجانبه شعوراًمنه بانحياز القاضي
لصاحب الهديه الاجزل التيس,فقال القاضي لا تتوزوى فان اللحق نطاح ذو قرون,عوده على بدء ايهم اكثر ولاء وانتماء للوطن الفقير المعدم الذي يجلس على بوابة التنميه ام الغني المترف والمتمتع في اكثر من جنسيه ؟ ورحم الله القائل :الفقر في الوطن غربه والمال في الغربه وطن ’ صاحب المال يجد وطنا في كل العالم وفي اي بقعه ولكن الفقير لا يجد وطنا الامكان وجوده
وهل حب الوطن كله نرددها ام مقرونه بعوامل لا نعيها ونقرنها حسب المصلحه,
وهل حب الوطن سمة الفقراء ويتغنى بها الاغنياء الفقير المعدم صديقي الذي التقيته واعجبني كلامه لو قطعت معونته هل سيبقى يحب الوطن ويعشقه, والوزير او النائب عندما يقدم استقالته او يوازن بين ايها اجدر جنسيته او الاستغناء عنها فهل يبق يحب الوطن؟وشاعرنا امير الشعراء:
حين قال : وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه بالخلد نفسي وخطابه لكل فئات الشعوب ام للفقراء فقط وهو الميسور والمنعم
وشاعرنا قيس بن الملوح العاشق القائل:
امر على ديار ليلى اقبل ذا الجدار وذا الجدار وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
وكل الاحتمالات وارده ولكني مع ان الفقراء اكثر عشقاً وحباً للوطن لسبب بسيط فلا يوجد لديهم بديلاً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات