التعليم العالي في الأردن : سري للغاية


من الطبيعي أن يكون هنالك نوع من السرية فيما يتعلق بالأمور الأمنية والعسكرية، ولكن في الأردن حيث التميز الدائم ابتداءاً من طريقة الإصلاح مروراً بطريقة تشكيل الحكومات وليس انتهاءاً بطريقة تشكيل مجلس النواب، أقول في أردن التميز فإن السرية لا تقف عند الأمور العسكرية والأمنية أو بالأحرى فإن كل شيء قد يدخل في باب السرية الأمنية، فأسباب استقالة محافظ البنك المركزي وحجم الدين العام وحتى قضية منع قناة فضائية من البث هو من الأمور السرية، ورغم ذلك يبقى للتعليم العالي السبق والتفوق في كل ذلك. وهنا لنا وقفة –كما يقول محمد صبحي في إحدى مسرحياته-.
وعندما نتحدث عن السرية في التعليم العالي فإننا نتحدث عن كل شيء، وسأورد بعض الأمثلة المتواضعة والتي عاصرتها شخصياَ:
- أن تطلب ميزانيات الجامعات الرسمية فهذا خط أحمر لا يحق لك الاقتراب منه، و(أنت) هنا لاتعود على حملة "ذبحتونا: على سبيل المثال، ولكن ال(أنت) هذه تعود على كل شخص مواطناً،موظفاً، محاضراً كان أو حتى نائباً، فالميزانية التفصيلية للجامعات هي سر من أسرار الدولة التي لايجوز الاقتراب منها أو التصوير.
- قرار صغير بحجم فتح البرنامج الموازي على مصراعيه للجامعات الرسمية، لا يجوز نشره أو الإفصاح عنه. وعلى الرغم من اتخاذ مجلس التعليم العالي قراراً بهذا الشأن إلا أنه بقي طي الكتمان لدرجة أن حملة "ذبحتونا" وجهت سؤالاً إلى وزير التعليم العالي حول القضية وبعد شهرين من المتابعة لم يستطع أحد أن يبوح لنا بهذا "السر الإلهي".
- حجم الأموال التي تحصلها الحكومة من رسوم الجامعات وضريبة الجمارك لا تزال سراً لا يمكن البوح فيه، لدرجة أن نواباً سعوا لمعرفة حجم هذه الأموال فكان سعيهم "مشكوراً" دون رد.
- قيام مجلس التعليم العالي بإعطاء امتيازات لطلبة الخليج عرفنا فيه من صحف خليجية دون أن يتم نشره في صحفنا أو يعلن عنه المجلس في أي من بياناته !!
لا يختلف إثنان في الأردن على أن التعليم العالي يمر بمرحلة سيئة وصلت حد اعتراف وزير تعليم عالي سابق أن "التعليم العالي في غرفة الإنعاش"، ومطالبة رئيس أكبر جامعة رسمية بأن يستلم الديوان الملكي ملف التعليم العالي –في إشارة إلى يأسه من مجلس التعليم العالي-.
في ظل هكذا وضع، من الطبيعي أن نتساءل لماذا يتمسك المجلسان (مجلس الوزراء ومجلس التعليم العالي) بالحفاظ على سرية سياسة التعليم العالي؟ وهل السرية هي نتيجة أم سبب لما وصل إليه حال التعليم العالي؟ ولماذا اختلف وزراء التعليم العالي المتعاقبون على كل شيء واتفقوا في الحفاظ على سرية سياسة التعليم العالي؟
هذه الأسئلة سأحاول الإجابة عليها في مقال لاحق تحت عنوان (العشوائية والفردية في التعليم العالي : غاية أم وسيلة)



تعليقات القراء

رنا
الى الامام بانتظار المزيد ...شكرا لجهودك
06-10-2011 08:09 AM
مطلع
الدليل عى تخبطهم ما حلو مشكلة الطلاب الدارسين باليمن من شهر شباط وهم ياخذو وعود من وزير التعليم عويس
06-10-2011 04:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات