بإمكاننا القول أننا استطعنا اجتياز فصل الصيف ب"تعديلات تاريخية" مهدت لندخل فصل الخريف حيث "تصفرّ" الأوراق الخضراء وتتساقط. وفصل الصيف أحد فصول السنة الأربعة، هذا الفصل يتسم بالحرارة الشديدة لدرجة أن مصطلح "صيف ساخن" يستخدم سياسياً ليعكس مدى صعوبة الوضع في مكان ما، فنقول : "منطقة الشرق الأوسط بانتظار صيف ساخن في حال حصول فيتو أمريكي على الاعتراف بدولة فلسطينية".
كما أن فصل الصيف يتسم بكثرة الفواكه، وأكثر هذه الفواكه شهرة هو المشمش الذي ارتبط اسمه بالاستحالة، فنقول : "صرح رئيس الوزراء بأن التعديلات الدستورية ستكرس مبدأ الشعب مصدر السلطات .... في المشمش".
ويبقى التفاح الفاكهة التي ترتبط مباشرة في فصل الصيف، وهو من الفواكه القليلة التي تسمى أنواعه تبعاً ل"بلد المنشأ"، فنقول تفاح شوبكي في إشارة إلى التفاح الذي يزرع في منطقة الشوبك ويتسم بحلاوة طعمه، حاله حال التفاح الزبداني الذي يؤكد على وحدة العرب ال"تفاحية" من ناحية الشكل وحلاوة الطعم. أما التفاح الفرنسي الذي يبدو أكثر اخضراراً من علم "ليبيا القذافي" إلا أن طعمه حامض جداً. التفاح الأمريكي لا يمكنك أن تمر عليه مرور الكرام، فلونه الأحمر جداً يذكرنا بتغني أوباما بالثورات العربية، ولكنك إذا ما ذقته فستٌصدم بأنه لا طعم له، وسيصيبك الندم على اختيارك للشكل وتجاهل المحتوى-أقصد الطعم-.
بالتأكيد أجمل ما في الصيف هو صوت فيروز وهي تغني "حبيتك بالصيف .. حبيتك بالشتي ... نطرتك بالصيف .. نطرتك بالشتي" . نعم يا فيروز لقد نطرتيه بالصيف والشتي ، ولكننا في الأردن نطرناه بالصيف والشتاء والخريف وحتى في "الربيع العربي" ولم يأتي. لكنه آت لا محالة .. آت لا محالة ..... والحدق يفهم.

عمان 1 تشرين أول 2011