إيران وغزة والصراع العربي


منذ بروز الخلافات التي شهدتها الساحة الفلسطينية بين حركة فتح وحركة حماس وجهود المصالحة بينهما وفشلها فيما بعد, قررت حركة حماس أن تسترجع سلطتها المشروعة التي منحها إياها الشعب الفلسطيني عن طريق صناديق الاقتراع لتكون من أوائل السلطات العربية المنتخبة ديمقراطياً بشهادة المراقبيين الاوروبيين والرئيس الامريكي كارتر الذين كانوا لهم دور مراقبة الانتخابات الفلسطينية قي ذلك الوقت. لكن مع رفض إسرائيل والحكومة الامريكية لهذه الحركة والتعامل معها قبل وبعد الانتخابات بشرط الاعتراف بدولة إسرائيل كشرط مسبق بالاعتراف ودخول المفاوضات معها ومع رفض سلطة حركة حماس هذا الشرط وإحتجاز الوزراء والنواب التابعين لها في مجلس التشريع الفلسطيني من قبل إسرائيل قررت حركة حماس الانقلاب عما هو في غزة بإعتبار أن حركة فتح هم من يخونوا القضية الفلسطينية وبدون أن تأخذ إذنا من الشعب الذي إنتخبها على هذا الانقلاب.

كانت تعرف مسبقاً حركة حماس بأن هذا العمل سوف يجر حركتها الشرعية وسلطتها المنتخبة الى مقاطعة عربية واسعة ودولية وهدف إسرائيل القادم مع أطماع إيرانية لإشعال فتيل الازمة في المنطقة العربية والتي كان العراق على رأسها لتثبت للعالم بأنها تلعب دور إقليمي وتغض طرف الولايات المتحدة عن برنامجها النووي وتستغل الفترة الانتقالية في السلطة الامريكية قبل وصول أوباما الى كرسي الحكم لتبعث له رسالة بأنها تلعب دور إقليمي قادر على إشعال المنطقة في أي وقت. فإسرائيل تريد هذه الإندفاع لحركة حماس المدعوم من إيران والتي تشكل لها مع ورقة حزب الله ورقة في القضية اللبنانية والفلسطينية لتكون لإسرائيل المبررات في الهجوم على غزة وشعبها الأعزل.

إن التصعيد الإيراني ومن خلال الصحف الإيرانية التي تبرز في صفحاتها الاولى على التخريض على قتل الرئيس المصري ونشر الفوضى في بقية الدول بحجة غزة والتصعيد الإسرائيلي على شعبها وإتهام القادة العرب بالعماله لإسرائيل ما هو إلا دور مشبوه كشفته ساحة العراق عندما كان الجيش الامريكي يدك المدن العراقية بالقنابل وإيران تنشر الحبوب المخدرة والمفخخات المليشيات والدم الفاسد على المستشفيات, فالخوف الايراني على غزة وأهلها كان من الواجب أن يكون على الشعب العراقي فلا فرق بين الدم العراقي في العراق والفلسطيني في غزة, فإيران هي الأن المستفيده في الاوراق التي تلعب بها في المنطقة والتي من خلالها تريد توسيع نفوذها في التدخل بالشؤون العربية الداخلية من خلال أطراف تستغل هذا الوضع المأساوي في غزة من خلال نشر الفوضى في بعض الدول العربية وخصوصا بعدما إستباحت لنفسها الساحة العراقية.

فبعد هذه المعادلات الصعبة التي وضعتنا فيها الدولة الايرانية من خلال جر الحركات الداخلية العربية على الاقتتال فيما بينها أصبحنا نرى بمعادلة سهلة ألا وهي التحريض الايراني للحركات العربية للإقتتال مع إسرائيل وصعود نجمها على أرواح الشهداء بغض النظر على العدد الذي يسقط مع نشر الفوضى في بعض الدول العربية الاخرى واخيراً إعادة بناء ما دمرته الدولة الاسرائيلية بجيشها الجبان من أموال عربية خليجية كما حصل في حرب تموز عندما جرت إيران لبنان من خلال حزب الله الى حرب غير متكافئة ليتم تدمير كل البنى التحتية في لبنان مع إستشهاد المئات وبالنهاية إعادة التعويض وإعادة الإعمار من خلال الدولة السعودية والدول الاخرى أما إيران والذين يجلسون على كرسي الحكم فيها لا يرسلوا حتى دواء اليها ولسان حالهم يبقى يقول " الشيطان الاكبر" " سوف نمحي إسرائيل من الخارطة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات