الفئة الصامتة


مما لاشك فيه أن الغالبية العظمى من الشعب الأردني ينتمون إلى مايعرف بالفئة الصامتة ، فهم لا ينتمون الى أي من الأحزاب ، لا يشاركون أيضاً في الانتخابات سواء أكانت بلدية أم نيابية ، ويسيرون على مبدأ " وأنا مالي " ، ويؤمنون بمبدأ " امشي الحيط الحيط وقول يارب الستر " ، كما أنهم يخوضون حرباً قوية في سبيل تأمين لقمة العيش لعائلتهم والحياة الكريمة .
وفي كلماتي هذه أود أن أوجه رسالةً إلى هذه الفئة فأود أن أقول أنه عندما يمرض أحد الابناء ولا تستطيع أن تؤمن له تكاليف العلاج فلتتذكر أنك أنت السبب لانك بصمتك سمحت لآرباب الفساد أن يسرقوا أموال علاج أبنك من وزارة الصحة ، وعندما ينجح أحد أبناءك في الثانوية العامة ولا تستطيع دفع تكاليف تعليمه في إحدى الجامعات الأردنية فلتتذكر أنك أنت السبب لأنك بصمتك سمحت لأرباب الفساد أن يسرقوا أموال تعليمه من وزارة التعليم ، وبعد أن يتخرج إبنك ولا يتمكن من الحصول على وظيفة فلتتذكر يومياً وانت خارج من البيت تاركا ابنك العاطل عن العمل خلفك فلتتذكر أنك بصمتك كنت السبب لأنك سمحت لآرباب الفساد بسرقة الأموال التي كان يفترض أن تستخدم في توفير الوظائف للشباب الجدد ،وعندما لن تستطيع تزويج أبنك بسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف الزواج وعدم قدرته على شراء شقة للسكن فتذكر أنك بصمتك كنت السبب لأنك سمحت لأرباب الفساد سرقة الأموال التي كان يفترض أن تستخدم في دعم الشباب وتوفير السكن الكريم لهم ، وعندما يشكو لك أبنك المتزوج عدم قدرته على تحمل تكاليف الحياة الباهضة فتذكر أنك بصمتك كنت السبب في أن يضرب التضخم الاقتصاد الاردني بسبب سطوة أرباب الفساد .
إذا كنت تحارب وتعمل في اكثر من مكان من أجل أن توفر لآبناءك حياة سعيدة وكريمة فلتتذكر أن هذا لايكفي لأن المجتمع اللذي يرزح تحت أنياب الفساد والمفسدين سيكون عقبة كبيرة أمامك.
لاكن الميزة الكبرى لهذه الفئة ولكل الاردنيين هي أننا جميعا نؤمن بمبدأ " الله ، الوطن ، الملك " ، فجميعنا ولائنا للملك ومحبتنا له ولهذا الوطن ثابتة وراسخة كما الجبال ، وبالتالي فأنني أدعو الجميع الى إستغلال هذه الميزة بصورة إيجابية ، فالقوة الناتجة عن هذا الحب يجب أن تتحول لطاقة نحارب فيها الفساد والمفسدين فعلى كل مواطن أردني عامل في أي من المؤسسات الحكومية ويمتلك أوراق تتعلق بقضايا فساد أن لا يبقى صامتاً ويستخدم مبدأ " وأنا مالي " بل يجب أن يبادر ويقدم هذه الاوراق الى الديوان الملكي مباشرة ويقدمها ايضاً للسلطة الرابعة وهي وسائل الاعلام حتى نتمكن من فضح المفسدين وتعريتهم أمام الرأي العام حتى يحمي أموال الشعب والتي هي في الأصل الأموال التي ستستخدم مستقبلاً لتوفير الادوية لأبناءك وتوفير تعليم جيد لهم وتوفير وظائف وتوفير سكن كريم لهم وبالتالي حياة جيدة يستحقها الاردنيين .
أنا أدعوا هذه الفئة أيضاً إلى أن يقرأو الأفكار والمبادرات الملكية ليتعرفوا على الصورة المشرقة للأردن التي رسمها الملك وأرادها للأردن وما ينتج عنها من حياة كريمة لكل أردني و أردنية .
يجب علينا جميعاً أن نحول حبنا وولائنا للملك والوطن إلى طاقة تدفعنا إلى المشاركة في الإنتخابات سواء البلدية أو النيابية بكثافة وفعالية كمرشحين وناخبين وليكن عدد الناخبين ستة ملايين أردني وعلى كل صاحب كفاءة وعلم وخبرة وقدرة أن لا يتوانى في ترشيح نفسه حتى يتمكن من خدمة الوطن والمواطن لا أن يستخدم مبدأ " وأنا مالي "، وبالتالي لن نسمح لأحد أن يسيطر على صوت الشعب في البرلمان وسيكون النواب أصحاب كفاءة قادرين على البناء والارتقاء .
يجب على المعلمين اللذين يربون الاجيال القادمة أن يدفهم الحب للوطن والملك إلى أن يخلصوا في تعليم أبناءه ولا يسمحوا بأن يتدنى مستوى التعليم بسبب السياسات التعليمية السيئة للحكومة وليقوموا بتقديم المبادرات لتطوير العملية التعليمية فهم المسؤولين عنها وليس مايعرف بوزارة التربية والتعليم .
كما يجب على الأطباء أن يحركهم حبهم للوطن والملك وذلك عن طريق منع التضخم الكبير الحاصل في تكاليف العلاج والتي تثقل كاهل المواطن الاردني .
كما يجب على المهندسين أن يدفعهم حبهم للوطن والملك الى الابداع في تصميم الطرق و الانفاق والبنى التحتية المختلفة التي يجب أن تزين هذا الوطن وأن يمنعوا المفسدين من أن ينخروا في جسد المشاريع التي من المفترض أن تصب في مصلحة هذا الوطن .
كما يجب على الصحفيين أيضاً أبناء السلطة الرابعة في هذا الوطن أن يحركهم حبهم وولائهم للوطن والملك ويخرجهم من مكاتبهم ليتحروا عن كل مفاصل الدولة ويخرجوا كل المفسدين من جحورهم وليكونوا عين الشعب على انشطة الحكومة التي تنفذ في مختلف مناطق الوطن بأموال أبنائه وليكونوا الجهة الرقابية الأولى وليأخذوا مكان البرلمان اللذي يعيش في حالة اغماء شديد .
ختاماً وباختصار علينا جميعا كأردنيين كل أردني في موقعه أن يحركنا حبنا للوطن وولائنا للملك لنبني هذا الوطن ولنحميه من أرباب الفساد ونجعله بحق " الأردن أولاً " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات