"وهكذا تأيدت العدالة "


كان هنالك عرس في قصر الأمير في إحدى الليالي وكان المدعوون يدخلون ويخرجون فدخل رجل مع الداخلين وسلّم على الأمير باحترامٍ ووقار.. فنظر الجميع إليه بدهشة لان إحدى عينيه كانت مفقودة والدم ينزف من نقرتها الفارغة فسأله الأمير قائلاً: ( ماذا دهاك يا صاح؟) فأجابه الرجل قائلاً: ( أنا لصٌ أيها الأمير وقد اغتنمت فرصة في ظلمة هذه الليلة على جاري عادتي وذهبت لأسرق أموال أحد الصيارفة , وفيما أنا أتسلق الجدار لأدخل دكان الصيرفي ضللت سبيلي ودخلت من نافذة جاره الحائك .. فعدوت طالباً الهرب وأنا لا أبصر شيئاً فلطم نول الحائك عيني وقلعها من مكانها.. ولذلك أتيتك الآن ملتمساً أن تنصفني من الحائك ) .. فأرسل الأمير واستدعى الحائك, فأُحضر الحائك في الحال، فأمر الأمير أن تقلع عينه .. فقال له الحائك: ( بالصواب حكمت أيها الأمير.. فإن العدالة تقتضي بقلع عيني .. ولكنه غير خافٍ على سموك أنني أحتاج في حرفتي إلى عينين لكي أرى وأنسجُ بضاعتي .. غير أن لي جاراً إسكافياً له عينان مثلي.. ولكنه لا يحتاج في مهنته إلاّ إلى عينٍ واحدةٍ . فاستدعه إن أردت واقلع إحدى عينه للمحافظة على الشريعة ) فأرسل الأمير في الحال واستدعى الاسكافي، فحضر واقتلعت عينه .. وهكذا تأيدت العدالة ! (عن جبران خليل جبران بتصرفٍ محدود).

هذا بالضبط، هو ما فعله مجلس النواب بإقراره المشروع المعدِّل لقانون هيئة مكافحة الفساد، وتجريمه الأفعال التي تُعد من الوسائل المعروفة والمشروعة لمكافحة الفساد. قانون مكافحة الفساد سيصبحُ بتعديلٍ، وتجريمٍ كهذا قانوناً لمكافحة مَنْ يُريدُ مكافحة الفساد، وربما في التعديل القادم سيتم إلغاء قانون هيئة مكافحة الفساد وحل الهيئة أو خصخصتها!. السؤال: هل مجلس النوّاب الأردني يُمثّلُ فعلاً إرادة الشعب الأردني الذي يجوب البلاد طولاً وعرضاً منذ أشهر للمطالبة بمكافحةٍ حقيقيةٍ وجادةٍ للفساد؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات