عمان تغولت على مدننا


قي هذا الوطن وبتركيبته الاجتماعية من شتى المنابت والأصول تكونت فيه باقة جميلة تحمل عطر الماضي ونظارة المستقبل فكل من فيه يعتز بأصوله ، وما أن استقر في وطنه الجديد حتى كان جزء لا يتجزأ منه ، فقد ساهم ويساهم في بناء وعزة وطن أصبح الملاذ ولا بديل عنه ، يسعده ما يتحقق فيه من انجاز ويسيئه التقصير والإهمال ، وحيث أننا في الأردن أمام تحديات كثيرة أهمها وأخطرها التفكير في المستقبل وتحقيق الضمانات لاستمرار و وجود وتطور وتقدم الوطن ، و إذا ما تلفتنا حولنا وجدنا أنفسنا وسط بحر من الأمواج والأنواء التي تعصف في كل شيء ، وتكفينا دروس الحاضر والماضي ، فما من عاصم إلا الله ، وفي الأردن ترتفع الأصوات مطالبة بالإصلاح ووقف نهب المال العام ، مطالب حق من أناس يحملون الحس الصادق لوطن محدود الموارد والإمكانيات تخلى عن أهم مقومات حياته وهي الزراعة والفلاحة وارتضى إن يكون مستهلكا لا منتجا حيث أصبح غالبية الشعب الأردني عالة على الدولة ، أمام وضع صعب وخيارات محدودة تجدنا ننادي بالإصلاح وتوجيه دفة العمل من قبل الحكومات لبناء الأردن اقتصاديا من خلال المزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل حقيقية منتجة لا تحقيق المزيد من البطالة المقنعة فلقد ارتضت الحكومات المتعاقبة عملية التوظيف في الدوائر الخدمية دون التفكير في تعزيز القنوات الإنتاجية ، هذه الجيوش الجرارة ممن يقبعون في مكاتبهم دون أي إنتاجية تذكر . الأردن ومحافظات عديدة منها محافظات الجنوب ، تتهددها البطالة والفقر والجوع وما ابر التخدير الممثلة في التوظيف في أجهزة الدولة والأجهزة الأمنية ما هي إلا استمرار لوضع قائم ولا يوجد أي معالجة حقيقية لما نحن فيه .
حكومات عديدة لم يكن لأي منها رؤيا مستقبلية لبناء الأردن اقتصاديا والتفكير في خلق دولة حقيقية لها مقومات الدولة وعزة الشعب.إن تجارب العالم كثيرة ولا يعقل إن تخلو الأردن من أناس قادرين على خلق التغير، لا يجوز إن يكون العجز والاستسلام لما نحن فيه نهاية المطاف .
أتساءل هل هي سياسات مفروضة على الأردن إن يبقى في حالة الحاجة الأبدية ؟؟هل نحن قاصرون عن إيجاد السبل للخروج مما نحن فيه ؟؟؟ لقد أصبحت عمان هي الأردن وهي الوجه الحضاري فلقد كان لها نصيب الأسد في كل شي وأصبحت بقية المحافظات على الهامش ، نحن في الأردن نشعر أننا أبناء وطن واحد ولا يجوز إن يتغول احد على الأخر ، إن عملية تغول عمان على بقية مدن المملكة تجعلنا نشعر لا بالغيرة فهي مفهوم ضعيف لا بل بالتفرقة وإعطاء الأهمية لعمان دون سواها من المحافظات ...
إن على المطالبين بالإصلاح ضم مصطلح مساواة مدن المملكة بعمان فمعاناة الكرك واربد ومعان والطفيلية والزرقاء وجرش كلها تعاني ما تعاني بعد أن تركت لبلديات متهاوية عاجزة عن ابسط الخدمات وحكومات نسيتها من المشاريع الإنتاجية والصناعية وأبقتها على وظائف الدولة والتي مع تزايده تهدد خزينتها بالإفلاس
إن جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل الحقيقية من خلال المشاريع الإنتاجية وإعادة الحياة للزراعة وتشجيع العمل التعاوني والتعاونيات وتشجيع الصناعات الخفيفة وخاصة في محافظات ما زالت بكرا وهي بحاجة لكافة أنواع الاستثمار لا خراجها مما هي فيه وإلا سنظل ندور في حلقات مفرغة ولا ندري إلى أين المصير ؟؟؟؟؟
رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية



تعليقات القراء

محمد النسور
كل الشكر والتقدير على المطلب الحقيقي من الاستاذ خالد الضمور .

استاذ خالد انا لست من محافظتك ولكني مثلك ابن الاردن , لقد وضعت يدك على جرح دامي في نفوس ابناء باقي محافظات اردننا . اننا كما قلت لا نغار ولكن تجعلنا نفكر في سطحية التفكير الحكومي . فاذا كانت الدافعية الوطنية والانتاجية عند ابن الجنوب وعند ابن الوسط وعند ابن الشمال فان البلد كلها بخير . ولكن الذي يحدث هي ان كل شيء في يد ابن عمان فكيف بابناء باقي المحافظات ان يشعروا بالعدالة واذا فقدت العدالة فقدت العزيمة وفقدان العزيمة يضعف المعنوية وهذا يؤدي الى عدم المبالة والبحث عن فرص العمل في عمان والانتقال الى عمان وربما البحث عن المال السهل الذي يؤدي الى الفساد.

استاذ خالد ارجو منك متابعة طرح هذا الموضوع بما يخدم كافة ابناء المحافظات الاردنية مع تمنياتي لك بالتوفيق

الله الوطن الملك
21-09-2011 02:08 PM
خالد الضمور
اخي الاستاذ محمد النسور تحية لك ولاهل السلط الاكارم .. ياخذ كتابنا ومفكرينا في اغلب الاحيان الحديث عن كل شيئ باستثناء المعاناة اليومية للناس .. بالله عليك هل تسمي بلدياتنا مؤسسات قادرة على التطوير والتحديث ..ارجو اعطائي دليل على متابعة مؤسسات الدولة لمرافقها او الاهتمام بها .. في كثير من الاحيان اقول سايرة بقدرة المولى مع تحياتي
22-09-2011 09:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات