أطلت علينا إحدى الفضائيات بعنوان أصابه انتفاخ فغدا مميزا عن بقية ما جاء في التقرير ((الشعب يخاطب الملك)) في مساق التقرير جاء: ان الشعب ترك مخاطبة الحكومة والنواب وأصبح يخاطب رأس الدولة مباشرة ...قلت استهجان يتبعه تهكم ليس بالحركات ولكن بالسلوك والفعل لأننا ما تعودنا في الأردن أن نخاطب الملك عبر واسطة أو من وراء حجاب ولأن الأسرة الهاشمية عودتنا بأن لا نركع إلا لله وأن الملك الذي يتنقل ليل نهار بين قرى ومدن المملكة وضع الأسس القويمة منذ أن أشرقت شمس الهواشم في أردن الخير فهذا المغفور له الجد المؤسس يسامر أبناء معان لتتجلى عبقرية الملك في قوة وعزم وتواصل على الأرض حين يعين الشيخ عبدالله العزب مفتيا للقوات المسلحة الأردنية عام(1944) ويقضي ليلة بين أحضان أشجار الزيتون في الطفيلية وأخرى في الكرك وأربد ليسامر الرعية في السلط ويحتسي القهوة في مضارب البدو شمالا وجنوبا ...وكذلك الملك المغفور له الحسين بن طلال الذي كان يعيش معنا في بوادينا وقرانا يقبل شيخنا ويبسط الأكف لعجوزنا لنتجاوز الروتين القاتل حين تفتح أبواب القصر ليستمع الملك للكبار والصغار ...فيوم أمس كنت أحد المشاركين في ندوة لينبري أحد الشباب ممن لا يتجاوز عمره العشرين قائلا: تحدثنا مع جلالة الملك لساعة تناولنا فيها حديث شيق جاء بين الأب وأبنائه بروعة وأصالة ...قلت ساعة من وقت الملك تشكل عبرة لكل الفضائيات فسلوك الهواشم منذ البعيد واضح المعالم وأساسنا قوي لم يبنى على جرف هار ولتدرك وليدرك القاصي والداني بأننا نعيش من خلال أسرة عريقة غذيت عبر بيوت العز والكرامة لينعكس ذلك على شعبنا في كل مقومات الحياة . أننا من خلال رصد لسلوك الفرد والجماعة في أردن الخير تعرفنا على مكامن القوة والضعف فالقوة المتولدة من حب الأسرة المالكة التي لا تعرف الزيف والمواربة والضعف الذي يصفع من خلاله التخاذل المغموس بالكره الدخيل الذي لا جذور له في أرض مباركة مؤكدا بأن الأبواق التي لا تعرف مقاييس الأخلاق والعدل ستنحى حين تنطلق حناجر أردنية بالدم بالروح نفديك يا أردن بالروح بالدم نفديك يا أبو حسين