حين يتحدث المنطق ندرك تماما بأننا نفهم ما نقول ونفهم ما يقال!!! حين أطلت علينا صحيفة هارتس الإسرائيلية بما تضمنه خطاب آرييه الداد عضو الكنيسة الإسرائيلي المتطرف وضعت أمام المواطن العربي قبل الأردني تأكيدا قاطعا بأن وحدة الصف الأردني وأنموذج الوفاق العربي على أرض الحشد والرباط قوة ضاربة تتحطم عليها أحلام الصهاينة ممن يعيشون دوامة الرعب من هذا الوطن القوي الذي يحتضن أخوتنا الفلسطينيين ممن عملت بهم آلة القتل الصهيونية شتى أصناف العذاب والتنكيل...
بين الحين والآخر تخرج علينا شرذمة صهيونية بفزاعة صنعتها بمواصفات مطابقة للقنابل العنقودية التي تلقيها بلا هوادة حيث تشاء في الضمير العربي قبل أرضه!!!! متناسية بأن الأردن العربي القوي عصيا على كل المخططات التي تريد أن تحول الأردن لساحة اضطرابات يجر لها الأخوة الفلسطينيون لتخفيف الضغط على الكيان الصهيوني ونقل حالة عدم الاستقرار الداخلية الصهيونية لأرض آمنة مطمئنة ولتصدر أزماتها للخارج لتوجيه الرأي العام الصهيوني للخارج متناسية بأن من يعيش على أرض الأردن من كافة الأطياف يدرك تماما بأن وحدة الصف العربي في الأردن المرابط خنجر في خاصرة الصهيونية التي تدرك تماما بأن صمام الأمان للأردن ومواطنيه قيادة هاشمية فذة قادرة على تجاوز الأزمات التي ترسم في الخارج لتنفذ بأجندة مأزومة ...
فواقع الحال في الأردن رسم عبر تقنية عالية الجودة جعلت كل من وطئت قدمه أرض الأردن مواطنا آمنا يعيش الحياة الكريمة كما يريد وبلا قيود والدارس لنفسية الداد يدرك تماما بأنه حاقد متمرس في غطرسة قائمة على الخبث والحقد فخير دليل على ذلك ما جاء فيه ضمن هجومه المنظم على رئيس وزرائه حين طالبه باستئناف أعمال البناء في المستوطنات مؤكدا بأن بناء المستوطنات وتفريغ فلسطين لا يكون إلا بوطن بديل على الأراضي الأردنية متناسيا بأن الأردن وطن أصيل وليس بديل لكل العرب وحاضن لكل العرب ضمن مقاييس الأخوة والالتقاء العربي الإسلامي فالتاريخ يقول ذلك منذ أن جاءت الهجرات الارمنية عام(1905م) والهجرات الفلسطينية عام(1948)م و(1967)م واللبنانية عام(1980)م والعراقية عام(2002)م لتنسج على أرض الأردن عباءة عز شاركت في صناعة خيوطها كل الأيادي من مختلف الأصول والمنابت لتكون العباءة الضافية للهواشم ممن جاؤا من سبط رسول الله ..
ان الدارس للمخططات الصهيونية الحاقدة يدرك تماما بأن الأردن واستقراره شوكة في حلق كل باغض فمن خلال السلوك اليومي الصهيوني ترتسم علامات الحقد على الأرض والتي تترجم من بناء مغطس لسيدنا المسيح في الأراضي الإسرائيلية والترويج له لقتل السياحة الأردنية وطمس معالم الحقيقة على الأراضي الأردنية مؤمنين بأننا في الأردن فهمنا الأمر جيدا فالدم الأردني الفلسطيني الذي امتزج على الأرض الأردنية عبر مصاهرة وجوار لقادر على تفويت مخططاتهم الرامية لبث الفرقة وضرب الأردن في الصميم ...
وأننا لندرك تماما بأن السم الذي نفثه الداد الحاقد من خلال دعوة جلالة الملك للمغادرة الأردن للندن تحمل في طياتها الكثير ...معتبرا تلك التصريحات قنبلة عنقودية سقطت في صحراء الأردن وأبطل مفعولها بوعي وثقافة المواطن الأردني الذي يشاهد كل يوم التنكيل والتعذيب والدمار الذي ينفذ على الأراضي الفلسطينية ممهدا مدركا الداد بان الاضطرابات التي يريدها لتندلع ما هي إلا طاقة فرج لإسرائيل لضرب المخيمات الفلسطينية في الأردن وإبادة ما أمكن وجرهم لحرب أهلية للتخلص منهم بلا ثمن تدفعه إسرائيل الحاقدة متناسيا الداد بأن قدسية الهواشم وحبنا اليهم أكبر من تصريحات هوت في واد الويل في جهنم لتحرق كل من سولت له نفسه بضرب الوحدة الوطنية .