معالي وزير الصحة : هل تعلم عن قضية ( فواز ) المواطن الأردني اليائس بسبب قراراتكم !


في البداية أدعو الله – سبحانه – أن يعين جلالة الملك على هكذا حكومات و مسؤولين ؛ فنحن كشعب نشعر أن جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله – هو الوحيد الذي يفكر بالشعب الأردني و يسعى جاهداً لتخفيف معاناة الأردنيين ، و لكن كلما حقق جلالته إنجازا رائعاًً دمر بعض المسؤولين مائة إنجاز مما تم تحقيقه بجهد الملك و الأردنيين ، فطالما حث جلالته الحكومة و المسؤولين بكافة درجاتهم على الاهتمام بهموم المواطنين و التخفيف عنهم ، و خصوصاً البسطاء و الفقراء منهم ، و لكننا نجد بعض أصحاب القرار يتفننون بمضاعفة معاناة الناس بحجة اللوائح و القوانين!

أسوق هذه المقدمة لأعرض مأساة مواطن أردني شرحها لي و أرسل تفاصيلها يستنجد بأصحاب الضمائر الحية في الحكومة ووزارة الصحة على وجه الخصوص لوضع حداً لمعاناته هو و أسرته ، و يشهد الله أن هذا المواطن و يدعى ( فواز عيسى الخليفات ) لا يمت لي بصلة قرابة و لا نسب و لا يجمعني به إلا اننا أردنيون نتفاعل مع آلام بعضنا ، و كذلك يلجأ لنا المواطنون الذين يئسوا من رحمة الحكومة ، و ما قنطوا من رحمة الله ، فقد سخر الله أقلامنا لعرض معاناتهم و مرارة عيشهم لتصل لصاحب القلب الكبير جلالة الملك المعظم الأب الحاني لجميع الأردنيين لينصف فقراء الأردن ، هؤلاء الفقراء الذين يفكر بهم جلالته على أنهم بشر يستحقون الحياة الكريمة ، بينما تفكر بهم الحكومات المتعاقبة على أنهم مجرد أرقام وطنية و ملفات تطبق عليهم قوانين جامدة لا تعرف بين سطورها الرحمة أو الرأفة .

فبعد أن يئس المواطن فواز الخليفات من أن تنصفه وزارة الصحة و بعد أن أغلق معالي وزير الصحة الأكرم و عطوفة أمين عام وزارة الصحة آذانهم و قلوبهم عن سماع مصيبة موظفهم فواز طلب مني أن أعرض قضيته من خلال الإعلام الأردني النزيه لتصل شكواه و آهات أطفاله و صوت أمعائهم الخاوية إلى جلالة الملك الذي ما خاب من توجه إليه بمظلمة أو شكوى .

نعم أطفال مواطن أردني أمعاؤهم خاوية بعد أن قامت وزارة الصحة بقطع مصدر رزقهم و ذلك بفصل والدهم من العمل منذ فترة طويلة ! و هذه تفاصيل قصة هذا المواطن اليائس :

اسمه ( فواز عيسى الخليفات ) و رقم هاتفه (0799836780 ) من سكان منطقة غور الصافي و هو رب لأسرة مكونة من سبعة أفراد و متزوج من امرأتين ، و كان يعمل في ملاك وزارة الصحة في مديرية صحة الأغوار الجنوبية بوظيفة مأمور مقسم ، حيث تم تعيينه في الوزارة بتاريخ 22/2/1995 حتى تاريخ 18/12/2010 ، و بسبب حجم أسرته الكبير و محدودية دخله و لظروف مالية صعبة اضطر فواز لكتابة شيكات و كانت بدون رصيد و تم سجنه لمدة عام ، و أثناء وجوده في السجن تم فصله من العمل في وزارة الصحة بسبب التغيب !! و بعد خروجه من السجن تقدم بطلب إعادة تعيين في وزارة الصحة ليعود لوظيفته ، مرفقاً مع الطلب قرار الحكم و شهادة عدم محكومية , ولكن كانت الصدمة التي تلقاها فواز المواطن الأردني الفقير رفض وزارة الصحة لطلبه و عدم إعادته لعمله و عذرهم أنه تجاوز المدة القانونية للغياب بدون عذر مشروع !

نتساءل كم عقوبة أوقعتموها كدولة على فواز : ( السجن ) و الطرد من الوظيفة ؟! أليس هذا ظلم ؟ عقوبتان لنفس الجرم !! تدخل أحد النواب الكرام في موضوعه لدى الوزارة دون فائدة ، و عندما أطلعني هذا المواطن البسيط – و كلنا مواطنون بسطاء – على مأساته مع وزارة الصحة منذ أكثر من شهرين ، و قبل أن أكتب هذا المقال ، قمت بزيارة وزارة الصحة عدة مرات لأفهم الموضوع منهم ؛ حتى لا يتهموننا أننا نكتب دون الرجوع إليهم و الإستفسار منهم ، و قمت بمراجعة مكتب عطوفة أمين عام الوزارة ضيف الله اللوزي قبل رمضان و كان في سفر ، و قابلت مديرة مكتبه و كانت بمنتهى اللطف و التفهم و لكنها لا تمتلك صلاحيات ، و طلبت أن لا تبدي رأيها إلا بعد الإطلاع على ملف فواز الخليفات ، و بعد مراجعتها أخبرتني انها لا تستطيع أن تفعل شيئاً بسبب الأنظمة و القوانين ، و حولتني للدكتور سامي الدليمي القائم بأعمال أمين عام الوزارة بالوكالة في ذلك الحين ، و بكل صراحة قابلته عدة مرات و كان يحاول إظهار تفهمه لمشكلة فواز عندما رجوته أن ينظر لها من منظور إنساني و ليس من منظور قانوني بحت ، و لكن في كل مرة كان عطوفة الدكتور يطلب ملف فواز للإطلاع عليه و لا أذكر أن الملف تم إحضاره أبداً (!) رغم طول فترة انتظاري عنده إلى أن أشعر بالخجل و أترك مكتبه آسفاً ، و أظن انه كان يطلب الملف من قبيل المجاملة و ليس الجدية في النظر في مصيبة هذا المواطن الأردني الذي يعيش في أقسى منطقة بيئية في الأردن ، في الغور سلة الخبز الأردنية مع أن أهله محرومون من أبسط الحقوق .

المهم أن فواز عيسى الخليفات رب الأسرة الكبيرة ، المواطن البسيط الفقير البعيد عن العاصمة و الذي – كما أخبرني – لا يمتلك أجرة الطريق ليراجع الوزارة بموضوعه ، هذا المواطن اضطر للإستدانة و كتابة شيكات دون رصيد لينفق على أسرته ، فعل ذلك و حرر شيكات دون رصيد عندما كان لديه دخل ثابت من وزارة الصحة فماذا تتوقعون منه أن يفعل بعد أن انقطع دخله؟! انقطع دخله بسبب أن وزارة الصحة ترفض أن تتفهم و تدرك أن فواز كان في السجن لذلك تغيب عن العمل ، أي لسبب خارج عن إرادته فلم يكن نائماً في بيته أو يعمل في عمل آخر ! لماذا لا يكون هناك تنسيق بين إدارة السجون في الأمن العام و باقي الوزارات و المؤسسات الحكومية ليتم إخبارهم بأي موظف يتم سجنه لتقوم تلك الجهة الحكومية بإعادته للعمل بعد إنتهاء محكوميته و خصوصاً أن الجرم غير مخل بالشرف ، لماذا يدفع فواز – و غيره من الموظفين – ثمن سوء التنسيق بين مؤسسات الدولة؟!

معالي وزير الصحة – ببساطة – الآن فواز الخليفات لديه أسرة كبيرة و ليس لديه دخل لينفق على هذه الأسرة ، و فواز إبن الأغوار عمل في وزارتكم أكثر من خمسة عشر عاما ،ً و دخل السجن بسبب الديون و خرج منه أسوأ حالاً مما دخل ، و ترفضون إعادته لعمله رغم أن غيابه خارج عن إرادته ، الآن يا معالي الوزير كيف سينفق فواز على أسرته ؟! ماذا تنصح فواز أن يعمل يا معالي الوزير ؟ هل يسرق أم يحتال ليطعم أولاده ؟! ماذا يفعل بعد أن أغلقتم الأبواب في وجهه؟! أنه لا يهدد بأن يسرق أو يحتال بل كل ما سيفعله – كما أخبرني – أنه و أسرته سينامون على جمر العوز و الحاجة و الجوع و سيتوجهون و بعض أقاربه معه لتنفيذ اعتصام مفتوح أمام وزارتكم ، و ثم أمام رئاسة الوزراء لعلكم في مبنى الدوار الرابع تسمعون صوت جوعهم و حاجتهم فتتحرك ضمائركم و تطبقون روح القانون و ليس نصوصه الجامدة ، فتعيدونه لعمله ، لتعملوا بما أمركم به سيد البلاد الملك المفدى و تشعروا مع فقراء الوطن .

معالي وزير الصحة هل اصبحت وزارة الصحة مجرد مبنى جديد وحافظت على العقلية القديمة في إدارة الأمور ؟! لماذا لم يتم تجديد أساليب التعاطي مع قضايا المواطنين مثلما جددتم وزارتكم ؟ فجميع ما سيتقاضاه موظف بسيط مثل فواز من رواتب طوال مدة خدمته القادمة و لو عاش كموظف مائة عام لن يصل مجموعها تكلفة سيراميك عدة حمامات في المبنى الجديد لوزارة الصحة ! معالي الوزير أرجوك اسمع من فواز و من كل مواطن أردني حاول الوصول لحضرتكم دون فائدة ، أرجوك اسمع من فواز و أسمع من الأردنيين أناتهم و لا تجبرهم على اعتلاء أبراج الاتصالات مهددين بالانتحار ليصل صوتهم لآذانكم قبل أن نسمع صوت إرتطام أجسادهم المنهكة بالأرض .

نتمنى أن تهتموا بقضية هذا المواطن البائس لأنها ليست قضية شخصية و لكنه يمثل نموذج لمعاناة الكثير من المواطنين ، فالمواطن الأردني يا حكومتنا يتمنى أن يشعر أنه مواطن في دولة تحميه و تسمع معاناته و تجد الحلول له و ليس مجرد رقم وطني و مجموعة أوراق جافة في ملف مرمي في أرشيف الدولة .

Sameeh_jordan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات