جراسا -

 ما يزال في الرياضة خير كثير، والذين يعتبرونها ملهاة للشباب والشعوب،عليهم إن ينظروا ويسمعوا إلى هذه النداءات التي تطالب بوقف العدوان السافر على غزة
عندما ضاقت الشوارع بالجموع المنددة بهذا العدوان الوحشي، وضاقت الاماكن بالرافضين لاعداء الانسانية التي كرم الله بها البشرية، كانت تلك الجموع على اختلاف مواقعها وهويتها السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية تحط بمشاعرها في ستاد عمان ليكون ملاذاً للتعبير والسخط والغضب على الخارجين بغطرستهم على الاخلاق والقيم والحياة، السخط على الذين عاثوا في الارض فساداً، دون إن يجدوا من يلجم شهواتهم العدائية ويوقف هذا الدمار والفتك والاجرام وكل ما يهدف إلى سلب الحرية وقتل الارادة ونزعها من نفوس القابضين على الجمر.
الوسط الرياضي محلياً وعربياً كان في مقدمة المنددين والذين شجبوا حماقة الغزاة منذ ارتقى اول شهيد إلى العلى من فوق ارض غزة، فكان الفيصلي والحزم السعودي اول الطلائع في اعلان الحداد، حتى اذا ما فتح الوحدات ابوابه في جميع الاتجاهات كانت الاندية الاردنية تؤكد هذا التلاحم ووحدة الشعور بمفهوم انساني عروبي قبل إن يكون مفهوماً رياضياً، ثم تقفز الافكار وتتوالد لتكون الرياضة على مقربة من شلال الدم الذي يغمر المنازل والمساجد والثرى الطهور هناك، وذلك باجراء لقاء يرصد ريعه لتضميد جرح هذا الشعب المرابط، ذلك ان تقديم العلاج وتقديم الغذاء من اولويات ما يمكن تقديمه في هذه الظروف الحالكة، ولان الحرب عندما تدور، فان من ادوار المجتمعات الحية، ان يقف فيها كل فرد على ثغر من ثغور الحياة للحد من كل هذه التجاوزات والتي من شانها تدمير الحرث والنسل.
ولان دائرة الرياضية وبما تحتويه من مكونات بشرية، تتسع ولا تضيق، فقد اطلقت الرياضة الاردنية والرياضة الفلسطينية في مجال كرة القدم   عقالها   وهي تعلن معاً اقامة مهرجان تشارك فيه الرياضة العربية للتعبير عن   التضامن الرياضي   لنصرة غزة الذي هو نصرة للامة العربية والاسلامية كما هو نصرة للشعوب التي تؤمن بالحرية وتناضل من اجل التحرير والحياة الكريمة وردع كل من هو معتد فاجر.
اما هذا الصوت الرياضي القادم من البرازيل، والطالع إلى   الفضاء   العربي ، من النجم العالمي كاكا، فانه لأصدق تعبير واحساس انساني   لماذا لا يكون من اطفال غزة من يحلم أن يكون لاعباً عالمياً، لا إن يحلم بالقتل والدمار  ؟ مطالباً بوقف العدوان.
لا ناقة لهذا النجم الفذ ولا جمل حيال ما يجري في غزة، الا أنه انسان يرفض ما يحدث من انتهاكات، ورياضي يتمنى إن ينعم اطفال غزة وغيرهم، بما ينعم هو به، فهل يتعظ كل من له ضمير، ويقول كلمة حق؟ لكاكا، نقول اليوم: انت نشمي في رياضتك، واكثر نشمية وفروسية وانت تطل على احداث غزة مناشداً: اوقفوا العدوان، واتركوا اطفال غزة يحلمون كأطفال العالم.