قطار دبي السريع .. وباص عمان السريع


برغم أن الموقف موقف فرح وبهجة أصابني الاكتئاب والحزن الشديد وأنا أتابع افتتاح سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الخط الأخضر (المرحلة الثانية) لقطار دبي الذي تمتد مسافة 32 كيلو مترا بعد افتتاح الخط الأحمر بطول 35 كيلو مترا عام 2009م.
وبحق فقد ذهلت وأنا أتابع فعاليات الافتتاح إذ يفوق ما تم عرضه ما رأيته في ألمانيا وسويسرا وغيرها من الدول المتقدمة من حيث الإتقان والإبداع في هذا المشروع الضخم والذي أصبح منذ انجاز مرحلته الأولى معلما من معالم دبي الحضارية، وقد استخدم القطار في مرحلته الأولى حوالي 8.5 مليون راكب... ولا داعي لان أتحدث عن تفاصيل المشروع الرائع والمبهر فهي متاحة لمن يرغب على الانترنت .. ولكني كعربي فخور بهذا الانجاز المتميز.
تابعت التغطية الإعلامية للافتتاح وشعرت بالقهر والألم والحزن والاكتئاب في آن معاً لأني وبحكم عملي أمر يوميا على طريق الباص السريع الذي كان من المفروض أن ينجز خلال (18) شهرا ولا يزال رغم انقضاء المدة المقررة بل على العكس تماما فقد أصبح عبئا ثقيلا على كافة الأطراف بعد أن توقف العمل.....
أتذكر عند مروري اليومي بخط الباص السريع مقترح القطار السريع الذي طرح قبل ما يزيد على 25 عاما... كما لا أنسى خط الحديد الحجازي الذي لا يزال يعمل في تركيا وسوريا ولكنه شبه معطل لدينا ولم نستطع حل مشكلة أزمة السير بين العاصمة عمان ومدينة الزرقاء من خلاله رغم أن الخط بين المدينتين غير معطل...
كنت أقارن وأنا أشاهد الافتتاح بين بلدنا في سبعينيات هذا القرن وبين دولة الإمارات العربية المتحدة التي استقلت في بداية السبعينيات توحدت عام 1976 وما آلت إليه الأمور.... فكيف كنا وأين أصبحنا وأين كانوا وأين أصبحوا؟!؟!
تذكرت أن أفكار رئيس الوزراء الطيب رجب أردوغان حلت معظم مشكلات اسطنبول بل وتركيا كلها، فما العيب أن يبنى خط الباص السريع بأموال محلية بدل الاقتراض من صناديق خارجية؟! هكذا فعل أردوغان فقد أسس شركة اكتتاب عام ساهمت في تغطية تكاليف بناء الخط وأصبحت الشركة تدر دخلا على المساهمين ولم تكن مملوكة لا لفرنسا ولا لغيرها..
وعندما كادت شركة كهرباء اسطنبول على الإفلاس دعمها أيضا وباعها بالاكتتاب العام للشعب التركي فأصبحت بعد إعادة ترتيبها تدر دخلا على كل المساهمين ولم يفكر ابدأ ببيعها إلى شركة فرنسية أو بريطانية بل رأى من العيب في حق تركيا أن تقوم شركة أجنبية بامتلاكها..
وطننا الحبيب يزخر بالعقول الفذة والأيادي المتوضئة النظيفة والكفاءات التي ساهمت ولا تزال في خدمة وحل مشكلات العديد من دول الخليج العربي والدول العربية ودول العالم ... ولا احد يلتفت إليها... فلم يختر منهم لا رئيسا للوزراء ولا وزيرا ولا مديرا ... لدرجة أننا أصبحنا نتأخر ويتقدم غيرنا باستغلال كفاءة أبنائنا التي لم يلتفت إليها لغاية الآن!!



تعليقات القراء

طبوش
أقتبس "وطننا الحبيب يزخر بالعقول الفذة والأيادي المتوضئة النظيفة والكفاءات التي ساهمت ولا تزال في خدمة وحل مشكلات العديد من دول الخليج العربي والدول العربية ودول العالم " ولكنه ايضا يزخر .... و....
انشري يا جراسا.
11-09-2011 11:57 AM
طبوش
أقتبس "وطننا الحبيب يزخر بالعقول الفذة والأيادي المتوضئة النظيفة والكفاءات التي ساهمت ولا تزال في خدمة وحل مشكلات العديد من دول الخليج العربي والدول العربية ودول العالم " ولكنه ايضا يزخر .... و....
12-09-2011 09:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات