مع دوريات البحث الجنائي في الميدان .. بقلم المحامي محمد الصبيحي
معادلة صعبة بين الامن وبين الحرية!! نريد الامن التام ونشتاط غضبا من رجال الشرطة اذا لم يمسكوا بعد بالحرامي الذي سرق بيتنا رغم أننا تركنا نافذة البيت مفتوحة وقلنا للحرامي تفضل!! ولا نتوانى عن توجيه نقد قاس للشرطة اذا أشاروا الينا بالوقوف وابراز البطاقة الشخصية أو مراجعة المركز الامني، وبعضنا يتثاقل حتى اذا طلب منه الحضور للتعرف على مشتبه به أو معاينة مسروقات تم ضبطها!! نطالب باحترام حقوق الانسان،, نعم هذا واجب قانوني وأنساني،, ولكن هناك جانب مخفي من الصورة لم نكتشفه نحن قراء الكتب والصحف، وهو أن بعض المجرمين المتخصصين في السرقة والسطو أكثر قدرة ومعرفة من ناشطي الحراكات السياسية والحزبية بتشريعات حقوق الانسان والاكثر اتصالا بأعضاء ومنظمات حقوق الانسان، وعلى سبيل المثال فان واحدا من أخطر ممتهني السطو في الاردن وما أن يتم جلبه من قبل رجال البحث الجنائي للتحقيق معه حول جريمة ارتكبت الا ويكون ناشطو حقوق الانسان الذين يحتفظ بقائمة كاملة بهواتفهم وعناوينهم قد سبقوه الى المركز الامني، اذ يكون قد خطط مع أشقائه بتبليغ كل منظمات حقوق الانسان فور استدعائه من قبل الشرطة، والهدف عرقلة التحقيق أو الضغط لتفادي قرار توقيف على ذمة القضية. خلال أيام العيد كان رجال البحث الجنائي يحاصرون ولمدة يومين وعلى مدار الساعة ليلا ونهارا منطقة سكنية على جانب شارع المدينة المنورة من كافة الجهات والمنافذ بعد أن رصدوا وصول أخطر مطلوب أمني-ممتهن لعمليات السطو المسلح-اليها، ولم يدرك السكان أن الحي محاصر ولم يشعروا بشيء الا بعد أن باشر المذكور باطلاق النار بغزارة على رجال البحث الجنائي وتمكن من جرح أثنين أو ثلاثة منهم قبل أن يقع جريحا ثم يلفظ أنفاسه في المستشفى، رغم أن المجرم كان يختبىء في حدائق منازلهم ويتنقل من حديقة الى أخرى باحثا عن منفذ للهرب بعد أن أدرك بفراسته وخبرته أنه محاصر. لقد لفتت هذه العملية انتباهي ومر عليها معظمنا مرور الكرام في معمعة العيد وانشغالاته، فطلبت من إدارة البحث الجنائي معاينة ما جرى على الواقع وبدون تردد استجاب العميد فاضل الحمود مدير أدارة البحث الجنائي، فقمت بمرافقة أحد كبار ضباط الادارة الى موقع الحادثة فوجدتها مجموعة من العمارات المزدحمة وبينها حدائق ذات أسوار منخفضة،, وقفنا أمام المنزل الذي كان مستهدفا من المجرم وتجولنا في الدائرة التي كانت محاصرة ذات المنافذ المتعددة، الى مكان تبادل أطلاق النار وسقوط المجرم، وكان السؤال الاهم عن كيفية محاصرة هذه المنطقة دون أن يشعر السكان بكثافة التواجد الامني، فكان جواب المقدم خالد عمليا عبر أجهزة الاتصال المزودة بها سيارته المدنية، ومن مكان الحادثة، أنتقلنا الى خلدا وأم السماق الى الرابية الى أم أذينة في جولة أمتدت أكثر من ساعتين، وفي كل حي وعبر الاتصال - المشفر - كانت دوريات البحث الجنائي بملابس وسيارات مدنية متنوعة تتجمع في نقاط غلق والتقاء مخطط لها فلا نجد الا والرجال يحيطون بنا من هنا وهناك خلال أقل من خمس دقائق!! ولم يشعر أحد من المارة بوجودنا على الاطلاق، وكل دورية يحمل افرادها (البوم صور (لعدد من المطلوبين الخطرين وأصحاب السوابق وبينهم صور نساء يتخذن من الشعوذة أو ادعاء المرض وسيلة لدخول البيوت وسرقتها. ومن خلال الحوار مع رجال البحث الجنائي في الميدان تبين أن ساعة الافطار في رمضان ابتداء من أذان المغرب وحتى الحادية عشرة ليلا كانت الاكثر عبئا وجهدا عليهم فهي الفترة التي ينتهزها اللصوص للسطو حيث تكثر دعوات الافطار بين العائلات وتخلو بيوت من ساكنيها، وبالنتيجة فان قلة من رجال البحث الجنائي - وبالتناوب - من تمكنوا من تناول الافطار لبعض أيام رمضان مع عائلاتهم أو قضاء العيد بينهم. حدثوني عن مدى الاهمال من بعض المواطنين-رغم كل الحملات الإعلامية-الذي يشجع المجرمين على مزيد من الجرائم ويضاعف العبء على الشرطة، ويبدو أن مقولة كل مواطن خفير التي كنا نتغنى بها لم تعد موجودة، ولم يعد جزء كبير منا معني بالتعاون والمساهمة في درء الجريمة عن مجتمعنا. وكما يقول أحد الضباط فان رجل البحث الجنائي غير معني بمشاركتك في مسيرة سياسية أو اعتصام ولكنه معني ألا يسرق بيتك أو يمس أسرتك أذى وأنت في المسيرة. وما زلت حتى الآن متمسكا بايجاد معادلة متوازنة بين الامن والحرية في التشريعات وبين الواقع والميدان وهي بدون شك قضية صعبة تحتاج الى حوار شائك والله يعطيهم العافية من يسهرون ونحن نيام.
معادلة صعبة بين الامن وبين الحرية!! نريد الامن التام ونشتاط غضبا من رجال الشرطة اذا لم يمسكوا بعد بالحرامي الذي سرق بيتنا رغم أننا تركنا نافذة البيت مفتوحة وقلنا للحرامي تفضل!! ولا نتوانى عن توجيه نقد قاس للشرطة اذا أشاروا الينا بالوقوف وابراز البطاقة الشخصية أو مراجعة المركز الامني، وبعضنا يتثاقل حتى اذا طلب منه الحضور للتعرف على مشتبه به أو معاينة مسروقات تم ضبطها!! نطالب باحترام حقوق الانسان،, نعم هذا واجب قانوني وأنساني،, ولكن هناك جانب مخفي من الصورة لم نكتشفه نحن قراء الكتب والصحف، وهو أن بعض المجرمين المتخصصين في السرقة والسطو أكثر قدرة ومعرفة من ناشطي الحراكات السياسية والحزبية بتشريعات حقوق الانسان والاكثر اتصالا بأعضاء ومنظمات حقوق الانسان، وعلى سبيل المثال فان واحدا من أخطر ممتهني السطو في الاردن وما أن يتم جلبه من قبل رجال البحث الجنائي للتحقيق معه حول جريمة ارتكبت الا ويكون ناشطو حقوق الانسان الذين يحتفظ بقائمة كاملة بهواتفهم وعناوينهم قد سبقوه الى المركز الامني، اذ يكون قد خطط مع أشقائه بتبليغ كل منظمات حقوق الانسان فور استدعائه من قبل الشرطة، والهدف عرقلة التحقيق أو الضغط لتفادي قرار توقيف على ذمة القضية. خلال أيام العيد كان رجال البحث الجنائي يحاصرون ولمدة يومين وعلى مدار الساعة ليلا ونهارا منطقة سكنية على جانب شارع المدينة المنورة من كافة الجهات والمنافذ بعد أن رصدوا وصول أخطر مطلوب أمني-ممتهن لعمليات السطو المسلح-اليها، ولم يدرك السكان أن الحي محاصر ولم يشعروا بشيء الا بعد أن باشر المذكور باطلاق النار بغزارة على رجال البحث الجنائي وتمكن من جرح أثنين أو ثلاثة منهم قبل أن يقع جريحا ثم يلفظ أنفاسه في المستشفى، رغم أن المجرم كان يختبىء في حدائق منازلهم ويتنقل من حديقة الى أخرى باحثا عن منفذ للهرب بعد أن أدرك بفراسته وخبرته أنه محاصر. لقد لفتت هذه العملية انتباهي ومر عليها معظمنا مرور الكرام في معمعة العيد وانشغالاته، فطلبت من إدارة البحث الجنائي معاينة ما جرى على الواقع وبدون تردد استجاب العميد فاضل الحمود مدير أدارة البحث الجنائي، فقمت بمرافقة أحد كبار ضباط الادارة الى موقع الحادثة فوجدتها مجموعة من العمارات المزدحمة وبينها حدائق ذات أسوار منخفضة،, وقفنا أمام المنزل الذي كان مستهدفا من المجرم وتجولنا في الدائرة التي كانت محاصرة ذات المنافذ المتعددة، الى مكان تبادل أطلاق النار وسقوط المجرم، وكان السؤال الاهم عن كيفية محاصرة هذه المنطقة دون أن يشعر السكان بكثافة التواجد الامني، فكان جواب المقدم خالد عمليا عبر أجهزة الاتصال المزودة بها سيارته المدنية، ومن مكان الحادثة، أنتقلنا الى خلدا وأم السماق الى الرابية الى أم أذينة في جولة أمتدت أكثر من ساعتين، وفي كل حي وعبر الاتصال - المشفر - كانت دوريات البحث الجنائي بملابس وسيارات مدنية متنوعة تتجمع في نقاط غلق والتقاء مخطط لها فلا نجد الا والرجال يحيطون بنا من هنا وهناك خلال أقل من خمس دقائق!! ولم يشعر أحد من المارة بوجودنا على الاطلاق، وكل دورية يحمل افرادها (البوم صور (لعدد من المطلوبين الخطرين وأصحاب السوابق وبينهم صور نساء يتخذن من الشعوذة أو ادعاء المرض وسيلة لدخول البيوت وسرقتها. ومن خلال الحوار مع رجال البحث الجنائي في الميدان تبين أن ساعة الافطار في رمضان ابتداء من أذان المغرب وحتى الحادية عشرة ليلا كانت الاكثر عبئا وجهدا عليهم فهي الفترة التي ينتهزها اللصوص للسطو حيث تكثر دعوات الافطار بين العائلات وتخلو بيوت من ساكنيها، وبالنتيجة فان قلة من رجال البحث الجنائي - وبالتناوب - من تمكنوا من تناول الافطار لبعض أيام رمضان مع عائلاتهم أو قضاء العيد بينهم. حدثوني عن مدى الاهمال من بعض المواطنين-رغم كل الحملات الإعلامية-الذي يشجع المجرمين على مزيد من الجرائم ويضاعف العبء على الشرطة، ويبدو أن مقولة كل مواطن خفير التي كنا نتغنى بها لم تعد موجودة، ولم يعد جزء كبير منا معني بالتعاون والمساهمة في درء الجريمة عن مجتمعنا. وكما يقول أحد الضباط فان رجل البحث الجنائي غير معني بمشاركتك في مسيرة سياسية أو اعتصام ولكنه معني ألا يسرق بيتك أو يمس أسرتك أذى وأنت في المسيرة. وما زلت حتى الآن متمسكا بايجاد معادلة متوازنة بين الامن والحرية في التشريعات وبين الواقع والميدان وهي بدون شك قضية صعبة تحتاج الى حوار شائك والله يعطيهم العافية من يسهرون ونحن نيام.
تعليقات القراء
غريبه كاتب اسمك صح
ثانيا : يوجد اشخاص ضعاف نفوس يقومون بالاسائة عامدا لهاذا الجهاز من خلا التشهير والاسائة لة يشتي الطرق والوسائل
ثالثا: تعليق على مقال الكاتب """" وبالنتيجة فان قلة من رجال البحث الجنائي - وبالتناوب - من تمكنوا من تناول الافطار لبعض أيام رمضان مع عائلاتهم أو قضاء العيد بينهم"""" يوجد صديق لي يعمل في ادارة البحث الجنائي قال لي انة طيلة شهر رمضان لم يفطر مع اهلة سوي 12 يوم فقط وطبلة ايام العيد كان على راس عملة سوي يوم واحد فقط قضاة اهلة ؟؟؟؟؟
واخير يعطيم الف عافية لانهم يسهرون الليل والنهار لحفظ هذا الوطن من اي مكروا لا قدر الله.......
هناك سلبيات كتبنا عنها ولكن أيضا يوجد أيجابيات ويوجد جهد وسهر .. ألا تتفق معي أنه لا بد من الانصاف ولا بد من النقد أيضا ؟؟
أنا أطالب بتحقيق توازن بين ضرورات الامن وبين حق الحرية وعدم الاحتجاز التعسفي ؟؟
هذا مطلب يتم بحثة والحوار حوله في كل الدول المتقدمة حتى الان وليس في العصور الوسطى
محمد الصبيحي
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
يا أخي ما تطالب به كان متبعا في العصور الوسطى.