راعني تصريحات وزير التعليم العالي عن معدلات القبول في كليات الطب الاردنيه مما اصابني بالذهول, فأدنى معدل تم قبوله 97,8 في جامعة مؤته وفي الاردنيه 98,6 بمعنى ان جميع الحاصلين على معدلات تزيد عن ال95 قد لا يتم قبولهم في الجامعات الاردنيه في تخصصات يرغبون بها والتي ابوابها مشرّعه لاصحاب الاموال في برامج الموازي والاشقاء من الجنسيات العربيه,,ولسان حالنا يقول أحرام على بلابلة الدوح حلال للطير من كل جنسِ.وما على ذويهم من الراغبين في دراسة الطب وطموحهم يطاول السماء رغبة في هذه المهنه النبيله ان يبحثوا لابنائهم عن جامعات خارج حدود الوطن فيغربوا الابناء ويرحّلوا اموال الوطن لخارجه..
أتذكر في سبعينيات القرن المنصرم عندما ذهبت لدراسة الطب في بلاد الاغتراب ان الجامعات التي انتظمنا للدراسة فيها قد احتفلت في حينه بمرور ماية عام على تأسيس كلية الطب فيها وقد كنا في المئات نحضر المحاضرات على ايدي اساتذة كانوا قد تجاوزوا السبعين من العمر يمتلكوا من الخبرة والعلوم ما لم نصل اليه نحن في هذه الايام,,وها نحن لا زلنا نعمل ونقدم خدمات طبيه جليله ومحترمه يُشار لها بالبنان.
لماذا لا يُصار الى قبول هذه الكوكبه من المتفوقون ممن حصلوا على معدل 95 فأعلى ليكونوا مشاريع اطباء اكفياء في المستقبل ليرفعوا من سوية المهنه اولاً وليرفدوا الوطن بالكفاءات العالية السويه خدمة لانساننا وكذلك لرفد دول الجوار ممن يروا في الطبيب الاردني كفاءه عزّ مثيلها..
لماذا الكليات الاداريه تستقبل الالوف من الطلبه لرفد سوق البطاله بحاملي شهادات البكالوريوس مطالبين بوظيفه عامه ومكتب وسكرتيره,, والمهنه الوحيده التي تميزنا على الغير لندرتها نضع العصي في دواليب تطويرها؟؟ لماذا لا يكون هنالك برنامج وطني على غرار قضاة المستقبل , اطباء المستقبل للاستثمار مستقبلا في هذه المهنه؟
ان ما يحدث يقودني الى استنتاج ان هنالك سياسه بغيضه تسعى الى قهر الانسان وخصوصاً فئة المتفوقين من الاذكياء يقوم عليها مسؤولون فشلوا في الدراسه لكن مناصب الاباء من اصحاب الدوله والمعالي جعلتهم يسودوا علينا وكما يُقال اذا اردت ان تفشل مشروعاً فما عليك الا بوضع الانسان غير المناسب في المكان الغيرمناسب ايضاً ليفشل ذلك المشروع, والوطن باعتقادي انه يسير على هذا النهج الساعي الى الاقتصاص من الاذكياء ليدفعوا ضريبة تفوقهم وتميزهم ولتبقى المهنه تراوح مكانها..
هذه رساله صريحه ابعثها لولي الأمر مفادها استثمروا في العقول الخلاقه من المتفوقين لبناء اردن عصري في السنين القادمه, فالمستقبل ان بقيت الأمور في ايدي حفنه من المرتزقه ممن ترى في الجيل القادم خطراً على مناصبهم هو مظلمٌ وقاتم, هذه الفئه التي استأثرت بالمناصب وبرستيج واعطيات الوظيفه هي التي افشلت القطاع العام برمته , ولن تفلح الجهود المتواضعه كاستحداث وزاره لتطوير القطاع العام خالية الوفاض في اعادة قطار مؤسسات القطاع العام الذي ضل طريقه في العوده الى سكته وسيكون ذلك وخيماً على الوطن وانسانه مستقبلاً..
وزارة التعليم العالي مطالبه في افساح المجال رحباً لابنائنا من المتفوقين ومؤسسات الوطن ومنها مجلس النواب والنقابات المهنيه مدعوه للمطالبه بذلك للعمل على ولوج المستقبل بكفاءات اردنيه يشهد لها لبناء اردن القرن الحادي والعشرون فالانسان هو اغلى ما نملك.. عاش الوطن الاردني عزيزاً كريماً.