الموقف التركي


وفق المعادلة السياسية والاقتصادية فان تركيا الجمهورية العلمانية تخضع لاستحقاقات في علاقتها مع الدولة الصهيونية تفوق كل الاستحقاقات التي تخضع لها الدول العربية التي تحتفظ بعلاقات مع الصهاينة ومع ذلك فاننا نسمع ونرى من رئيس الوزراء التركي ما "يفش الخلق" اولا وما هو سياسي واخلاقي بامتياز في ردود فعل الجمهورية التركية وتشخيصها لواقع حال العدوان الهمجي على غزة ، ان كان خلال جولته على المنطقة او خلال لقائه على فضائية الجزيرة ، فهو يحمل الاحتلال وزر دماء الشهداء والجرحى ويطالب الاحتلال بدفع الثمن وهو يقول ان عدم تجديد الهدنة ناجم عن التعنت الاسرائيلي وكذلك اطلاق الصواريخ ويتحدث عن جرح للكرامة التركية جراء الموقف الاسرائيلي.

وعلى النقيض نجد موقف دوائر الفعل العربي الذي يتحجج بالبرد وحر الصيف في علاقاته مع اسرائيل ، ونجد من يوزع وزر المجزرة على الجلاد والضحية بالتساوي واحيانا يميل على الضحية اكثر بل ويتفنن في اجتراح اسباب العجز المتأصل في دوائر الفعل وعواصم صنع القرار.

سمعنا من رئيس الوزراء التركي ما لم نسمعه من الشقيق ويتحدث اردوغان عن ردود فعل تركية حقيقية حيال المجزرة علما بان بلاده ومنذ عقود مرتبطة عسكريا واقتصاديا بعمق مع اسرائيل ونجده يتحدث دون تلكؤ. لا نطالب الشقيقة الكبرى باكثر من التساوي مع الصديق التركي ولا نطالب عواصم الفعل العربي بعدم افشال الحراك التركي كما المح رئيس الوزراء التركي في مقابلته مع الجزيرة.

طبعا نعرف ان تركيا ونظامها الديمقراطي يفرضان على الاحزاب التركية الالتزام بموقف الشارع التركي لانه سيعود له بعد وقت قريب ونعلم ان جماهير الشارع العربي لا وزن لها في قبان الاحزاب الحاكمة التي تعرف نتائج الاستفتاء او الانتخاب سلفا حسب معايير الاونصة الذهبية"99 ، 999"ولكننا نراهن على رابطة الدم والعروبة كي تشفع لاهل غزة عند الشقيق العربي في اتخاذ موقف واضح وواقعي "حسب مفردات الناطقين باسم وزارات الخارجية العربية" لان معظم المواقف العربية الى الان مستسلمة وليست واقعية حسب القاموس السياسي ، فتعليق المبادرة العربية التي تم طرحها في دمشق اجراء واقعي وسحب السفراء اجراء واقعي وعقد قمة عربية تقول كل ذلك اجراء واقعي.

نحن لا نطالب لا سمح الله بتحريك الجيوش ، وحاشا لله ان نطلب تزويد المقاومين بالسلاح ، وتقطع ألسنتنا قبل التفوه بمطلب مثل وقف التسلح العربي وصرف نفقاته على التنمية والتعليم وبرامج الامان الاجتماعي ، نحن نطالب فقط ببعض الكرامة ، الكرامة فقط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات