عينان بلون حبَّات الكستناء


عينان بلون حبَّات الكستناء , على شكل حبة لوز برِّي مُهجنة الجينات , لتأخذ شكلاً فريداً لا تلمسه الأيدي بل تلمسه العيون عن بعد , فتأخذ من نور إشعاعهما حاجتها من الطاقة الكامنة فيهما , وتدخل في القلوب المتيمة عشقاً , المسلوبة بين تفاصيل عِبارات تقرأها تعرجات الأفكار, شوقاً , وجنوناً ومن ثم ترنحاً , يسبقه وميض خافت يعلو شيء فشيئاً , لينير العالم , بكل خباياه, وكل عواصفه , وكل أماله وراياته وأحلام أطفاله , وقوة شبابه , وحكمت شيوخه , بحنان قواريره, ونُسك عجائزه , ببساطة تعدل كل الأمزجة ..كل الأدمغه , بتعقلها وجنونها , بعبقريتها وغبائها , بنضجها ,وبراعمها الغضَّه الطريّة الحالمة لأخذ نصيبها الحقيقي من الأنفاس , كي تستطيع التحرك بالمساحة التي هي من حقها دون خوف , او تردد.

عينان بحجم التاريخ ..تطلان على مستقبل الشرق , بثوراته وانقلاباته ..وانشقاقه على الماضي , وتغير المألوف والمعتاد..

عينان صامتتان , ترسمان في سكون قصة التغير عن كثب , عن عشق, وعن مراره , تُمسكان بريشة الحريّة ..وتسكبان النور في كل الدروب الذابلة , لتُشرق ألانوار , ما عاد الظلام طريقنا الى المستقبل, ما عاد مصيرنا ومستقبلنا مجهول , كل شيء ناصع الوضوح , لنلامس الحقيقة سوياً , وللننطلق معها الى ابعد من الخيال..

لنحب ولنحب ولنصل بحبنا لدرجة العشق , ولنحارب العالم كله من اجل ذلك العشق , ولنقفز ونغامر , ما عاد الجلوس على الهامش ينفعنا , لن نتغير ما دمنا ساكنين على محطة الأنتظار , بانتظار فارس وبطل مخلص , ما عاد هذا زمن الأبطال الأسطوريين, انه زمن كلمة الحق , تنير ظلام الجهل , وتستبدله بنور العلم , ما عادت الدموع تجدي نفعاً, وما عدنا بنفس تلك التركيبة التي تميز بها العربي على مدى عهود سابقة, انها بذرة جديدة , غرسها الله في النفوس الصادقة لتحمل في خُروجِها الصعب من عمق الارض الخصبة, لتحمل معها في انبعاثها الجديد نوراً , يجمع لا يفرق , يوحد فلول طال ابتعادها عن جسدها الحقيقي .

عينان تضيئان , تبثان الحياة في القلوب , ترسمان البهجة في النفوس , من نورهما , يشتعل فتيل العزة والإرادة في النفوس, طاقة كامنة تتولد , لتنجز , وتعطي بسخاء دون إبطاء او مذلة , تجود دون أي هدف تجاري , او غرض دنيوي, تعطي للعطاء دون أي مقابل, هنا يمكن ان تتجدد الدماء في العروق , وتتساوى الأنفس كما الأجنة في الأرحام.

عينان , او ربما عيناكِ, تقتلان العاشق المتيم , تذبحان القلب المسكون بالهوى العذري الصافي من الشوائب, تحرقان وتفجران , ثم من بعد ذلك تبنيان الحضارة , قصوراً وقباب وقلاع , وحصون عصية على الجيوش الغادرة العادية.

عينان كحبات المطر بهما الحنين لضوء الفجر , ولهما تخضع النفوس وتسكن, عينان غابتا بلوط في جبال عجلون ترسم حلم الشباب , الغارق بين فوهة الارض واحلام السراب, وتنشَطِبُ الحكاية , وتُقطعُ شجرة في غابة , ويسقط الحلم في فخ جديد..ونعود لحالنا منتظرين ولادة عينان تلعبان دور الفارس البطل الأسطورة المخلص, وتنضب الأنفاس بلهاث متعبٌ أخير, وتُروى القصة على الملأ ولا يفهمها الا نفرٌ قليل .

baniataahmad15@yahoo.com



تعليقات القراء

أمجد (محب لك)
أخي الحبيب أحمد
لله درك ما أفصحك وما أبلغك
كلام رائع وجميل
وقطعة فنية لا يفهما إلا من تجانست روحه معك
ورسالة صدقٍ نرجسية لها ما لها من المعاني التي حيكت وخُطّت لبعض نفرٍ ممن يعرفون قراءة الصدور قبل السطور
04-09-2011 11:35 PM
ليل المساااافه
الاستاذ\ أحمد بني عطا

تحيه وكل عام وانت بخير (بأثر رجعي)



واجبا علينا ان نكتب عن اشهر العيون التي لا و لن تمسهما النار الوارده في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهما(عين بكت من خشية الله وعين

باتت تحرس في سبيل الله)ــــــــــــــ



وهناك عين رائعه اخي أحمد وهي العين

التي تحب لك وللناس الخير وتوصل رساله و (فاكس)سريع الى اللسان ان

ينطق ويقول ــ بسم الله ماشاء الله ــ مانعه للحسد وتحث على الحمد والشكر لله

كلما رأت تلك العين ماتستحسنه النفس

البشريه من جمال او نعمه محدثه بعظمه الخالق نراها هنا وهناك من آيات عظمه الخالق على في انحاء المعموره او في حدائق السماء ليل ونهار او في جمال حسناء كان وجهها

مثل حبة خال بوجهه الجمال او في رزق

وفير لأنسان وهبه الله عز وجلا من حيث لا

يحتسب او في سنوات عمرا مديده تخطت

التسعون لأنسان ( هرم انحنى ظهره وبقوة احترام للأيام) وزاده الله عمرا اضافي مبارك عن متوسط اعمارنا السبعون حسب ماقالت به احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ـــــ واخيرا



ولهذه المقاله لا اقول الا اعجابا بقلمك اخي احمد بسم الله ماشاء الله

وشكرا لجهدك على شذرات الذهب تلك

حيث توهجت النفس بمعاني الكلمات وحسن الانتقاء مع وافر تحياتي وبانتظار ( تبر قلمك الأتي )













05-09-2011 12:37 AM
ليل المسافه للاخ أمجد رقم 1
تحيه اخ لنا في الله ومن ثم في خميلة الأستاذ أحمد وكل عام وانت بخير



اسمح لي بمداخله اخ امجد\

الصدق والنرجسيه لا يتفقان اخ امجد

فحب الذات المفرط يجعلنا نتوهم صفات

ونقاط ليست لنا ولا يحق لنا الخوض بها

حسب طبيعتنا البشريه من حيث ماجبلت

النفس عليها وما اكتسبت من مواقف وعبر وتعامل صقلت النفس بل هي وكما في سطرك الخامس تصبح ( ورسالة صدق وجدانيه لها مالها.....الخ ) مع تحياتي اخ امجد وبالمناسبه حتى مصطلح

النرجسية لم يكتشفه (نرسيس) من انعكاس المرايا بل من رؤية وجهه على

اديم بحيرة ماء متموج ... واسلم لاخيك تحياااااااااااتي

05-09-2011 12:58 AM
أمجد إلى الأخ ليل المساااافة
شكراً لك أخي ليل المسافة
ومداخلتك نافعة وطيبة
جزيت خيراً وكفيت شراً
05-09-2011 08:03 AM
ليل المساااافه الى أخي أمجد مع التحيه


ولك بمثل دعائك اخي أمجد حياك الله

وبياك ودرب مكة وداك ومن زمزم سقاك

كل الشكر اخي أمجد ودمت بخير
05-09-2011 09:29 AM
dana
enno mashallaaaaaa 3leeeeeeeeeek kteeeeeeeeeeeeer klaaaam 7lo w3njad msh 2e 7ada bfhamoooo alla e7meeek enshalla :D
05-09-2011 02:05 PM
احمد بني عطا
اخ امجد ..اشكرك كثير الشكر على كلماتك العطوفه التي تدفع الروح دوما وتحمس القلب ...اتمنى منك اخ امجد ان تبعث لي برقم تلفونك على الايميل لعل الله يكتب لنا لقاء شخصكم الكريم ...
كما واشكر الاخ الطيب بكلماتك وما يضيفه من تفاصيل تثري ما اكتب اشكرك جزيل الشكر وكل التقدير والاحترام ...
dana شكرا لك على تشجيعك وعلى لطف مشاعرك ..وربنا يحميكي
05-09-2011 02:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات