في الوقت الذي كانت فيه غزة تحت الحصار والدمار، والطائرات تستبيح سماءها، وتقذف اهلها بكل اصناف الحمم ،ويأتيهم الموت محدقا بهم من كل الجوانب لم تنج للاسف من تواطؤ الاشقاء.

والاسطورة ان يخرج علينا ابناؤها بعد سنوات من الحصار المحكم اكثر قوة وصلابة في وجه عدو  أمتهم محققين من المعجزات ما عجز عنه النظام العربي قاطبة.

صواريخ المقاومة التي تدك المستعمرات رغم بدائيتها وارادة المقاوم الفلسطيني وتحديه للموت، خلقتا توازن رعب مع العدو عجز عنه النظام الرسمي العربي، ومع كل هذا الخذلان يخرج علينا بعض المنظرين العرب ليبيعوا الشعب الفلسطيني «جمايل» وكأن ما تفعله المقاومة الفلسطينية منذ النكبة الاولى وحتى اليوم هو للدفاع عن فلسطين فقط وتناسوا عن سابق اصرار انهم هدف للصهاينة، وان المقاومة الفلسطينية ما هي الا كتائب متقدمة للدفاع عن شرف ومقدسات الامتين العربية والاسلامية وما نشاهده اليوم من استعراض على الفضائيات من قبل بعض المرتزقة الذين يتبجحون بالاف الشهداء الذين قدمتهم دولهم من اجل فلسطين اقول لهؤلاء لم يدافع احد منكم يوماً الا عن نفسه وكنتم صاغرين غير مختارين.

ومهما حاولتم تصوير المعركة وكأنها بين حماس والكيان الصهيوني ما هو الا من اجل تقديم مبررات  للتنصل من القضية العربية التي يستبسل الشعب الفلسطيني في الدفاع عنها متقدماً على باقي اخوته من الشعوب العربية التي تئن تحت وطأة انظمة اما متأمرة مع العدو او متخاذلة تسخر كل قوتها للحفاظ على مكاسب اشخاص لا تعنيهم سوى نزواتهم الشخصية،في الوقت الذي هربوا فيه من مسؤولياتهم تجاه قضايا امتهم العربية وارتموا في احضان اعدائهم معتقدين انهم يوفرون لهم الحماية من الشعوب التي مهما حاولوا تضليلها وايهامها بدورهم المهم في مساندة القضايا العربية، الا انه سيأتي يوم تكتشف فيه الامة زيفهم ومدى سقوطهم الاخلاقي،حينها لن تنفعهم التبريرات والاعذار الكاذبة، واذا ارادوا النجاة فما عليهم الا ان يتماهوا مع بوصلة شعوبهم والقيام بدورهم الحقيقي في الدفاع عن انفسهم لا عن الشعب الفلسطيني.

يونس الطيطي
esmel68@yahoo.com