الحكومة تفصل والشعب يلبس !


اعتدنا على سماع كلمة ( فصل وأنا بألبس يا عمي ) في معظم مجالسنا سواء منذ الصغر أوبعد أن خط الشيب رؤوسنا ، وأصبحت هذه الكلمة من موروث الطاعة للكبير وأن لاخلاف فيما يطرح من هذا الكبير عند الكبير قبل الصغير من الحضور .
واستمرت المقولة تقال وخصوصا في جلسات العطوات العشائرية والصلحات وطلب الزواج سواء من قبل الشاب في حديثه لأهل الفتاة أو اهله ومن قبل الفتاة لأهلها وخصوصا أبوها ساعة أن يطرح عليها شخصية العريس ، وفي خضم الحياة ومعركتنا فيها من أجل البقاء واستمرار الاجيال وتنقل أسماء الاباء في شخوص أولادنا ، في كل ذلك نسينا أن هناك هامش للحرية في التعبير وقول ما نريد وإن خالف صفة الاجماع عند الأخرين .
واكتفينافي أن تبقى هذه الصفة من الحرية في قلوبنا من أجل أن تستمر الحياة ونتجاوز الوقوع في المحضور من الموروث في مخالفة هذا الاجماع ، حتى في علاقتنا مع ازوجنا وقدرتنا على توهم السعادة أنها توجد في الخلف الصالح والمتعلم على حساب أن تعيش كأنسان بمطلق خيارك المصيري في تكوين أسرة عمادها زوجة تحبها وترضى أن تعيش معها العمر كله .
وامتد هذا النمط في التفكير في جسام امورنا من حوادث القتل والدهس ، وأصبحت مقولة فصل ونحن نلبس هي إقرار من أهل المقتول أو المدهوس بأن أبنهم قد مات نتيجة لتقديرات الله حسبانه وتعالى ويشرب فنجان القهوة وتنتهي الحكاية ، وكما إنتهت هذه الجلسات المصيرية تنتهي قرارات الحكومة لدينا وهي تفصل وتريدنا نحن كشعب أن نلبس كونهاهي صاحبة الولاية علينا ولها وحدهاالحق في أن تقرر إذاما كان يصدر عنا من أفعال أو أقوال يستحق أن يؤخذ به أم أنه مجرد حركات شبابية أعمتها فورة دم عن رؤية الامورفي نصابهاالصحيح الذي يرسخ بقائها كحكومة لها صدر المجلس والبت والحسم في الموقف الذي ينتهي بشرب فنجان القهوة
وفي زخم هذه المقولة الموروثة والمتناقلة من جيل إلى جيل نسينا أن مصدرالفعل فيها هو دكان الخياط الذي يمسك المتر وقلم التعليم ويبدء في أخذ القياس في أدق تفاصيله وخصوصا في مناطق الكتفيين والذراعين وما بين القدمين وطول القماش بالنسبة للساقيين ، وهذا الخياط لايترك سنتيمتر أو مليمتر واحد إلا ويأخذ قياسه ويسجله على دفتره ، وانت تؤكد عليه مئات المرات بأن يأخذ المقاس صحيحا ودقيقا كي لايخرجك أمام الناس بلباس لاعلاقة له بحجم جسمك وتكون عندها إما كمن يلبس لباس أبيه أو كمن يلبس لباس أخيه الصغير .
وهنا أيضا نسينا أن هذا الخياط لايقال له ( فصل وأنا بألبس يا معلم ) إلا بعد عدة سنوات ويكون بها جسمنا كما هو وبدون تغييرمع إصرار من الأهل بعدم تغيير هذا الخياط لأن وبفضل مهارته كان يفصل الملابس لكل أفراد العائلة كبيرها قبل صغيرها ، وتكون المقولة قد حق قولها أنها عائلة واحدة ومقاس واحد وخياط واحد ،وهكذا هي الحكومات الأردنية تؤمن أن الشعب كما هو ولم يتغير عليه أي شيء سواء بالحجم أو بالعقلية وبالتالي فهي التي تفصل عليه كشعب أن يلبس .




تعليقات القراء

متابع
ايها الكاتب يبدو انك تنسى ان خياطنا الوحيد في هذا الوطن الكبير هو جلالة الملك اما الحكومة فهي صبي الخياط الذي عليه فقط ان يجمع قطع القماش والخيوط ادام الله علينا هذا الخياط الذي نحترم وسنلبس من تحت يديه كما لبس من تحت يدي ابيه الحسين ابائنا واجدادنا
03-09-2011 11:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات