من أمن العقاب أساء الأدب


.... السبب الحقيقي لتجرؤ العدو على المعتدى عليه الظهور بالضعف . فالأمة العربية ما فتئت تظهر بضعفها الخانع أمام الدول المتجبرة , حتى استهانت بكل ما تملك , من شعوب , و إمكانيات , وإستراتيجيات موقعية , وثروات دماغية , وأخرى طبيعية .
فبعد ضعف دولة الخلافة الأسلامية العثمانية , حامية الأسلام والمسلمين لقرون مضت , استشرى الأستعمار الأوروبي في بلاد العرب , فكان من أولى أعماله , تفتيت الوطن العربي الى دول , وتعزيز الأقليمية , وإيجاد خلافات حدودية بين هذه الدول , وإيجاد الفرقة داخل صفوف الأمة , وتشتيت الشعوب العربية تائهة بين القبلية , و قتل الروح المعنوية , والتغني بالبندقية في الأعراس و عند ملاقاة المحبوبه عند عين الميّه (عين الماء) . وتحولت المناداة بالتحرير و مجابهة العدو الى داخل الفنادق وتم تجنيب ساحة البنادق . وتحولت الأمة من أمة مجاهدة مدافعة الى أمة متباكية و مستدعية بشكوى أمام المحاكم الدولية , فهي تشجب تارة , و تستهجن تارة أخرى , و بأحر مواقفها تستنكر فقط . فأصبحت هذه الأمور فيما بعد من القوة المناداة بها .
فخرج الأستعمار من الباب ليعود من الشباك , عندما زرع في قلب الوطن العربي السرطان الأكبر إسرائيل , والكارثة أن العرب أصبحوا يتعاملون مع هذا الكيان الصنيع كدولة شقيقة و رفيقة , وكثير منهم يتغنى باسرائيل كأفضل دولة على الأرض العربية تتعامل بالديموقراطية , حتى أخذت الدول الأوروبية الحجة في الدفاع عن اسرائيل , ومقاتلة من تسول له نفسه الأعتداء عليها .
بإختصار أمنت الدول الأستعمارية من العقاب حتى أسائت الأدب , التي ما زالت مستعْمِرَة للدول العربية , إستعمارا إما سياسي أو إقتصادي أو عسكري أو بجميعهما , فصدق من قال أن سبب قوة العدو ضعف المعتدى عليه .
هذه القضية العظيمة في مصير الأمة , هل يجب مجابهتها بأنظمة عربية إستبدادية قمعية ؟ لا تهوى غير المحافظة على وجودها , حتى إستطاعت أن تجعل عقول المدافعين عن الفساد , لا تحتوي سوى الدفاع عن المفسدين بالمهج والأرواح , وعدم الإكتراث في إراقة دم الشعوب بالشارع , أو هدم البيوت , أو ترحيلهم للسجون .
إن الأستعمار ما زال مستمرا في إستعماره لعقولنا , و أحوالنا , حتى أصبحنا نمدح عدونا تارة , و نقدح صديقنا تارة أخرى , لا نفرق بين الصديق و العدو .
وصدق من قال , حتى نجابِه خارجيا فلا بد أن نصلح داخليا , فعزة هذه الأمة مقرونة بالألتزام بالأسلام و تعاليمة و إحترام الأنسان كأنسان و الأفضلية ( للتقوى والأقوى والأعدل ), فنعم الأمة التي يكون فيها الحكم تقيّاً و قوياً وعادلاً .
فوجود أنظمة مستبدة , و أنظمة ظالمة , و أنظمة لا تخشى إراقة دماء أفراد شعوبها , كالنظام القذّافي و المصري سابقا و اليمني الحالي والسوري الجاري نحو الهاوية و غيرها من الأنظمة , هي أنظمة إستعمارية بإمتياز , لانها تخدم الأستعمار و تحقق أهدافه , وتجعل الأمة مستمرة في الخضوع و الأستسلام للأعداء.



تعليقات القراء

مواطن
من ضرورات عيش الأمة بكرامة , أن تكون الأمة لها هيبتها و بعيده كل البعد عن الترهل داخليا .
03-09-2011 03:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات