رسالة الى عريب


"الأعراب اشد كفرا ونفاقاً\"
هذه الآية الكريمة نزلت في الأعراب والأعراب هم من يسكن خلف وحول بيوت العرب أو البدو ويعتاشون على كرم هؤلاء وأعطياتهم ولا ينتمون إلى قبيلة محددة ولقلتهم وشعورهم بالنقص انتهجوا الغزو قديماً طريقاً لهم لإثبات ذاتهم .

ونرد على من يستشهد بهذه الآية الكريمة ليوهم العامة ان المقصود هم البدو بعشائرهم وقبائلهم نقول له ارجع إلى قول الله تعالى {ولا يظلم ربك أحداً}وقوله سبحانه { وما ربك بظلام للعبيد}وعن أبي ذر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ينقل عن الله تبارك وتعالى انه قال{يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته...}

واني أقول لمن يغرف بما لا يعرف عن البدو الم تقرأ هذه الآيات والأحاديث أم نصبتم أنفسكم مكان الله والعياذ به لتوزعوا هدايته على البشر الم تسمعوا بقول {كلكم ضال إلا من هديته}.
قال تعالى { وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}التوبة98وهنا نجد ان هؤلاء المشككين في دين البدو وطبيعتهم قد نهجوا نهج المشركين والمرتدين والمنافقين الذين احلوا لأنفسهم الخمر والسكر مفسرين قول الله تعالى على هواهم فأخذوا ما يريدون وتركوا ما لا يريدون اخذين قوله تعالى{ لا تقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}وتاركين قوله{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)المائدة/90-92

هل نسي هؤلاء ان أم رسولنا العظيم بالرضاعة بدوية فالقد كانت إرادة الله ان جاء إلى مكة نسوة من البادية يطلبن أطفالاً يرضعنهم ابتغاء المعروف من آباء الرضعاء على حسب عادة أشراف العرب، فإنهم كانوا يدفعون بأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة والشهامة وقوة العزيمة، فاختيرت لإرضاعه صلى الله عليه وسلم من بين هؤلاء النسوة (حليمة) بنت أبي ذؤيب السعدية؛ من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن التي كانت منازلهم بالبادية بالقرب من مكة المكرمة، فأخذته معها بعد أن استشارت زوجها (أبو كبشة) الذي رجا أن يجعل الله لهم فيه بركة، فحقق الله تعالى رجاءه وبدل عسرهم يسراً، فَدَرَّ ثديها بعد أن كان لبنها لا يكفي ولدها ، ودَرَّت ناقتهم حتى أشبعتهم جميعاً بعد أن كانت لا تغنيهم ، وبعد أن وصلوا إلى أرضهم كانت غنمهم تأتيهم شباعاً غزيرة اللبن صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة.

كذالك نسي هؤلاء وتناسوا ان البدو هم حطب القادسية وهم من ساهم في نشر الدين الإسلامي وهم أحفاد الصحابة وهم العرب الاقحاح نعم ان أهل البادية في ذاك الزمان أكثر قسوة وصلابة وان هذه القسوة والصلابة جعلت منهم أكثر أخلاص وثبات على شرع الله والحفاظ على دينه.
ويقول الله تعالى{و من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم }التوبة 68ونقول الم يقرأ هؤلاء كتاب البرهان في علوم القران لزركشي الذي يقول فيه\"حمل عتاب آية الربا من المدينة إلى مكة فقرأ عتاب عليهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا}البقرة وأوجه السؤال إلى هؤلاء المشككين بأهل البادية أنتخذ هذه الآيات حجة على أهل المدن إلى يومنا هذا بأنهم مردوا مرود الشياطين في النفاق وهل الآية السابقة عن الربا وجهت إلى أهل المدينة أم البادية وهل يجوز ان نتخذها حجة لنتهم أهل المدينة بالربا ونحن نعلم عاقبت من يتعامل بالربا.

وبالعودة إلى الوراء لا يفوتني قول الشوكاني رحمه الله في أهل مدن لوط عليه السلام سدوم وعمورة وادمة وزربييم اذ يصف أهلها بكثرة التصفير والوقوف في الطرقات والأزقة وفتح قميص الصدر وإنزال البنطال إلى ما قرب عظم الحوض وفعل اللواط وهنا أتساءل هل أهل المدن مازالوا يتصفون بهذه الصفات أم تناسوها وعلمي ان غالبيتهم قد أحياها من جديد ونحن نعلم ما عاقبت من يقوم بهذه الأفعال ...
البدو أكثر كرماً وجلداً وحفاظاً والتزاماً ومبدأ ورجولة وصلابة وأيمان يقول رسولنا الكريم{ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة}والبدوي هو من يربيها ويحسن تربيتها والعناية بها.

الم يلتف البدو حول صلاح الدين الأيوبي الم يذهبوا معه إلى القدس لفتح بيت المقدس ونواحيهم شاهده على ذالك مثل نواحي بني حسن (الولجة و المالحة وبيت صفافا و صوبا وخربت اللوز و بتير وغيرها )الم يكن شيخ المجاهدين عمر المختار من منطقة البطنان الصحراوية ومن قبيلة المنفة المرابطة آنذاك على الثغور الإسلامية ونشأ بعيداً عن المدن خوفاً من نقائصها .

لقد حاولت قدر الإمكان الاختصار وعذري إلى أهل البادية وكل بدوي على التقصير لأن الكتابة في خصال البدو الحميدة تحتاج إلى مجلدات واختم بقول الله تعالى{ وجاء بكم من البدو}آية 100يوسف.

kadaahe@yahoo.com




تعليقات القراء

عجيب
أستثني ما جاء من آيات القرآن الكريم وقول الرسول صلوات الله عليه التي إستشهدت فيهما بغير موضعهما، وما يتبقى من كلامك لا يعدوا سوى...
28-08-2011 02:49 PM
علم
كلام جميل وجهد رائع يدل على سعة اطلاع وكلمة غير مدفوعة الاجر من اهل مكه واهلها ادرا بشعابها احسنت اخي الزيود ولا تأبه بال ك الظالة وابن عرس ونشد على يدك من شمال الاردن الى جنوبه ويحي اصلك ابو زيود
28-08-2011 07:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات