فى أيام العتق


خلق الله الإنسان حرا.. كريما ..عزيزا
يتنسم الحرية.. ويلتحف الكرامة... وتتوّجه العزة

كل ما حرّمه أو فرضه الله على عبده كان حفظا لكرامته، وتهذيبا لشهوته، وترسيخا لعزته

ليست الحرية هى انطلاق المرء خلف شهواته وأهوائه.. بل هذه هى العبودية والذلة بعينها ,ومن يرى فى ذلك قيدا نراه نحن قانونا لاحترام حرية الآخرين، والحفاظ عليهم

ولو كانت قيمة الإنسان تقاس بمقدار ما يناله من لذة ..فسيكون الحيوان أكثر منه قيمة وأعلى قدرا.. فهو ينفلت من كل قيد هائما كما يحب، وينطلق وراء كل لذة راكضا كما يهوى

يقول الله عز و وجل \"أرأيت من اتخذ إلهه هواه\"

قد يكون هوى العبد إلهه فيطيعه، ويعبده، ويخشاه

فالسلطة شهوة، وصاحب السلطة لها عبدا... والكرسى هوى ،ومن يألفه صار له عبدا

من هذا المنطلق نجد أن الحاكم قد يكون عبدا، والشعب المستعبد هو من يكون حرا، أو بالأحرى يناضل من أجلها

أن يحكم طاغية شعبا.. فهذه غُمة
أن يستبد الهوى بطاغية موتور فيتحكم فى شعب أربعين عاما ... فهذه كارثة

عاش الشعب الليبى أربعين عاما من التغييب الثقافى، والعلمى، والسياسى، والحضارى.. فلا تواجد لليبيا فى محافل ثقافية ..ولا مؤتمرات علمية ..ولا فى أى مجال

عاش الشعب الليبى أربعين عاما تحكمه فلسفة العته واللامنطق..فالمجد لمن يستحق السحق ، والسحق لمن يستحق المجد

موازين ظلت مقلوبة فى هذا البلد الطيب عشرات السنين... سنوات من الحظر والعقوبات... أموال تنفق بلا حساب على التسليح.. ثم مليارات فى تعويضات عن جرائم إرهابية وّرط فيها القذافى بلده ؛ لتدفع هى الثمن

المعارضون إما فى المنفى أو المعتقل.. و فى ليبيا غالبا ما يخرج المعتقل من محبسه الى قبره

مثلما فُعل بما يزيد عن ألف شاب من المعارضين الإسلاميين فى سجن أبو سليم قتلوا بليلٍ، ودفنوا دون أن يسمح لذويهم بإلقاء النظرة الأخيرة عليهم، أو توديعهم إلى مثواهم الأخير، أو إقامة العزاء

أربعون عاما فى دولة عائمة على آبار النفط ، وللأسف تعانى معاناة من لا يملك أى ثروة

لا مستشفيات تعالج.. ولا مدارس تعلم... ولا ثروة تنعش أصحابها

ومن شاء أى من ذلك فليخرج من ليبيا.. وكأنما حُكم على الليبيين أن يعيشوا فى غياهب الجب، وليسوا فى دولة نفطية تستطيع إيراداتها أن تجعل ليبيا فى مصاف دول العالم الأول

عاش أحفاد عمر المختار أكثر من أربعين عاما من الاسترقاق والاستعباد يأتي بعدها تحرير الرقاب
فالعتق من نيران العبودية جاء فى أيام العتق ،بعد أن ذاق الشعب ويلات الرق على يد سيد أخرق

فليرحم الله آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل أجمل ما منحه الله لنا ألا وهى الحرية..وليحتفى الشعب المجاهد الذى صبر شهورا بحريته وبعتقه من العبودية

ومن ....النار إن شاء الله


reemelmasry2000@yahoo.com



تعليقات القراء

الصحفي حسين السلامين
مقال رائع ويستحق القراءة لما يحويه من مضامين تستحق الوقوف عندها، فالى الامام دوما.
27-08-2011 05:57 PM
نبيل
الكاتبه المبدعة الاخت ريم اعتقد ان الصورة الفسيفسائية التى رسمتيها بمقالك الانف يتجلى في جميع البلدان العربيه حيث الشعب او القطيع او البعارين سميهم ما شئت يعمل لصالح النخب الحاكمة فقط والتى استنفذت صبر شعوبها من خلال النزف الصارخ لمقدرات الشعوب العربيه والتى لو التحمت مع بعضها البعض لغلبت كل التكتلات السياسية والعالمية

فمنابع النفط عندنا ونستطيع تشكيل تكتل اقتصادي عالمي يضع الهالم له القبعة طوعا او كرها



ورحم عمر بن عبد العزيز

حين قال انثروا القمح على روؤس الجبال حتى لا تجوع الطيور في عهد عمر بن عبد العزيز



فاين هم حكامنا من مثل هذه القيم والشعب الصومالي المسلم يوم بالمئات يوميا

ويجمع لهم الفتات لكي يقتاتوا على ما يقرره الحمائم والصقور واعنى امريكا وحلفائها
28-08-2011 10:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات