روبن هود الصحافة الأردنية


لمن لايعرف قصة روبن هود هي قصة بسيطة ، هو رجل كانت مهمته أن يقوم بسرقة اموال الاقطاعيين الانجليز التي يأخذونها كضرائب من الفلاحيين ومن ثم يقوم بإعادتها لهم ، وهي قصة مع انها تحمل في طياتها عمل مخالف للقانون إلا انها تؤخذ من جانب عمل الخير كون هذه الاموال كانت تؤخذ بدون وجه حق .
وعن علاقة هذه القصة في الصحافة الاردنية هي علاقة بالهدف والقصد أو النية من العمل ، فقد استمرت عملية احتكار الخبر أو المعلومة الصحفية في الاردن سنوات طويلة ، وكان هذا الاحتكار يتم من قبل المؤسسات الصحفية الكبيرة وذات المساهمة الكبير للمال الحكومي بها ، ومن خلال التلفزيون والاذاعة الاردنية ، وهذا الاحتكار يسمى في الاعلام إحتكار ترتيب اجندة الجمهور أي أن هذه الوسائل الاعلامية كانت تختار ما يهمها من أخبار وتقدمها للجمهور مرتبة بذلك بماذا سيفكر هذا الجمهور هذا اليوم أو خلال الاسبوع الحالي ، وذلك من خلال تركيزها على قضايا معينة دون غيرها .
وكون هذه المؤسسات يعود جزء كبير من ملكيتها للحكومة فهي مارست ولفترات زمنية طويلة هذه السلطة ، بل نجد أن هذه الوسائل الاعلامية قد بالغت في سلطتها من خلال تركيزها على الجوانب الحسنة من الاداء الحكومي والمجتمعي الغير حقيقيين من وجهة نظر الجمهور العادي ، وادت هذه الطريقة بهذا الجمهور للبحث عن مصادر إعلامية اخرى للحصول على الخبر الصحيح من خلال بحثة عن محطات اذاعية تبث من خارج حدود الوطن في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي .
ونتيجة حتمية للتطور التكنولوجي لوسائل الاتصال ، وظهورتقنية البث الفضائي الذي ادى لظهور المحطات الفضائية الاخبارية سواء التلفزيونية أو الاذاعية ، وظهور شبكة الانترنت واتساع انتشار استخدامها من قبل الجمهور بأقل تكلفة ممكنة ، ادى ذلك لتعدد الخيارات أمام هذه الجمهور في الحصول على الخبر بشكل عام وخصوصا الخبر المحلي ، وبعيدا عن سيطرة الوسائل الاعلامية الحكومية أو شبه الحكومية .
ونتيجة لإرتفاع تكلفة انشاء وسيلة اعلامية كالاذاعة أو التلفزيون ن وإقتصار انشائهما على رأس المال الكبير الذي بالنهاية سيكون مواليا للسلطة السياسية من منطلق أنها اي هذه السلطة السياسية هي من تعطيه الصفة القانونية والرسمية بالعمل ، لم تستطع هذه الوسائل الخروج عن الخط العام للإداء الحكومي في التعامل مع الخبر ، خصوصا أن هذه المحطات الاذاعية أو التلفزيوينة تخضع لقوانين تحد من حرياتها ومن سقفها الاعلامي في التعاطي مع تغطية الخبر المحلي .
وكان لابد من وجود وسيلة اعلامية يفرضها التطور الطبيعي لتكنولوجيا الاتصال ، وبأقل تكلفة ممكنة ومن خلال مجموعة من الافراد الذين يمثلون الجزء الاكبر نمن المجتمع ، وهم افراد يؤمنون بحرية التعبير وحق التعامل مع المعلومة الاخبارية بموضوعية ونزاهة وبعيدا عن سيطرة الرقيب الحكومي المنتقاة للخبر ، وكان في ظهور الصحافة الالكترونية بداية لبروز هذا النوع من الوسائل الاعلامية بين الجمهور ، ومن استخدام الفضاء الالكتروني الواسع والمنتشر بين كافة فئات المجتمع وطبقاته .
وتمثل السلعة المتداولة في وسائل الاعلام وهي الخبر الهدف الرئيسي لجميع الوسائل الاعلامية ، وقامت الصحافة الالكترونية بممارسة حقها في التعامل مع هذه السلعة من منطلق انها حق عام ومباح الحصول علية للجميع ، لأنه ومن خلال هذا الخبر يستطيع المواطن العادي أن يحقق مجموعة من الفوائد تحقق له الاستقرار النفسي والمعرفي داخل مجتمعه ، وفي نفس الوقت تقوم هذه الوسيلة الاعلامية بوظيفتها الطبيعية المتمثلة بإخبار الجمهور العام في المجتمع بما يجري من احداث تؤثر على علاقته مع هذا المجتمع على جميع المستويات سواء الامنية أو السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية وبكل موضوعية ونزاهة وبدون أي تزييف للواقع المعاش لهذا الجمهور .
وقد أدى ظهور الصحافة الالكترونية ألى كسر العديد من الاحتكارات الحكومية للخبر المحلي ، مما دعى الجهات الرسمية ومن يسير في فلكها لمحاربة هذه الوسيلة الاعلامية وإطلاق عليها الكثير من المسميات التي تصب في انها صحافة صفراء وتقوم على القرصنة وعدم الموضوعية والمهنية وانها تمتهن الابتزاز بهدف تحقيق الربح المادي لمالكيها ، وقد استخدمت بهذه المعركة كل الوسائل الاعلامية الحكومية والوسائل التي يسيطر عليها من قبل اشخاص لهم مصالح تربطهم مع القانون الذي يشرع لهم عملهم الاعلامي ، وكذلك تمت محاربتها من قبل الجهات ذات الصفة التظيمية للعمل الاعلامي الاردني وبكل الوسائل والطرق بغية ايقاف هذا الروبن هود عن سرقة الخبر وتقديمه للجمهور كما هو وبدون أي مزوقات وجماليات تبعد هذا الجمهور عن واقع مجتمعه المعاش .
اذا هو روبن هود القرن الواحد والعشرين الذي ظهر من بين رماد المعركة الاعلامية الطاحنة القائمة على قواعد رئيسية وهي جباية الخبر من حياة الناس وهم صانعي الخبر وتسويقة من خلال الوسائل الاعلامية الضخمة والمسيطر عليها من قبل الحكومات وبهدف رئيسي هو المحافظة على بقاء الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما هي عليه ( المحافظة على الوضع القائم والراهن كما هو ) بهدف بقائها كوسائل الاعلامية زوجة شرعية للأنظمة السياسية الحاكمة وصاحبة الكلمة الحق في التعبير عن الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلد .
فمرحبا بروبن هود الصحافة الاردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات