هذا الشبلُ من ذاك الأسد


نحمد الله – سبحانه – أن حبانا في هذا الشهر؛ رمضان المبارك بنعم كثرة، وجعل لنا فيه غيرَ وسيلة للرحمة والمغفرة والعتق من النار، فضلاً عن أنه يسّر لنا علماء يعرّفوننا أمور ديننا، ويعلّموننا الفقه على أصوله، ومن هؤلاء فضيلة الدكتور محمد نوح القضاة؛ الذي يطلّ علينا عبر شاشة التلفاز الأردني كلّ مساء رمضاني بوجهه السمح، وهو باسم الثغر، ذلك العالم العلم الذي ينماز بأسلوبه الحسن، ومهجيته الوسطية، التي يسعى بوساطتها إلى التيسير على المسلمين؛ فهو لا يفتأ يحاول جاهدًا الترغيب في الحلال والترهيب من الحرام، مستخدمًا أسلوبًا يتّسم بالإقناع، ومستعينًا بالحجة والبرهان والدليل الشرعي من القرآن والسُّنة، ومتّكئًا في حديثه إلى الآخرين وفي إيصاله ما يريد على أساليب تربوية عدّة، منها القّصص المحبّب الذي يشدّ المستمعين إليه.
والحقّ يُقال : إن الدكتور القضاة نجح في جذب حبّ الآخرين له، وهذه أخلاق المسلم؛ حتى إن الفئات العمرية جميعها على اختلاف ثقافتهم وأنماط تفكيرهم ينتظرون طلّته البهيّة بفارغ الصبر؛ إذ يجتمع أفراد العائلة كافة؛ صغارًا وكبارًا، شبابًا وشيوخًا، رجالاً ونساء، وعيونهم شاخصة إلى شاشة تلفازيا الحبيب، تلتقط آذانهم كلمات ذلك الشيخ العذبة بفهم ووعي وإدراك، وقلوبهم ملآى بحبّ الله ورسوله. وبذا، فقد تحقق حلم طالما انتظرناه في زمن القنوات الفضائية والإنترنت والهاتف النقال، وهو أن يعود المسلمون إلى دينهم عَوْدًا جميلاً، وقد قدّر الله – سبحانه – أن يتمّ ذلك أو يتحقق بعضه بوساطة برنامج تلفازي تُناقش فيه أمور الدين على نحو حسن وسلس، استطاع به الدكتور القضاة أن ييسّر لنا أمر ديننا الذي به سعادتنا في الحياتين: الدنيا والآخرة، فصوّبت أخطاؤنا، وترك الكثير منا المعاصي، ودخلت شمس الأمل إلى بيوت الكثيرين وقلوبهم، وبتنا نقتدي بسلفنا الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم، ونرغب بحقّ في تمثّل أخلاقهم.
ولمّا كان الدكتور محمد كذلك، فإنه يذكّرنا بالذي له في قلوبنا كل الحبّ والتقدير والعرفان بالجميل، والده فضيلة الدكتور نوح سلمان القضاة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، الذي إن غاب جسده فإن روحه ستظل ماثلة بيننا، وسيبقى علمه وفكره نبراسًا نقتدي به ومنارة تضيء لنا طريقنا.
وختامًا، فإن الشكر كلّه لذاك الشبل، ابن ذلك الأسد، الذي يؤثر فينا تأثيرًا إيجابيًّا، ولا يبخل علينا بعلمه، ويسَعُنا بحلمه وصبره وأناته. والشكر موصول لتلفازنا الأردني، ولكل القنوات الأخرى والفضائيات التي تسهم في أن تغرس فينا تعليم ديننا، تلك القنوات التي نؤمّل أن تواصل مسيرتها، كما نؤمّل أيضّا أن يواصل حبيبنا الدكتور محمد القضاة مسيرته الطيبة خدمة للإسلام والمسلمين.

Anos_j2005@yahoo.com





تعليقات القراء

موسى الطراونه/ المملكة العربية السعودية
مقال رائع يا صديقي وهذا ليس غريب عن شخص مثل ... أتمنى لك التوفيق
22-02-2012 10:08 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات