إلى متى ستصمد غزة ..


هل يعقل يا أمة المليار أن تنتصر غزة بعد الحصار والنار, ونحن ننظر من دون أي قرار؟

العنوان واضح والمعنى واضح والمقصود واضح وليس هناك ضرورة لترجمة العنوان, وهذه المرة قررت إستخدام عقلي متجاهلاً تلك العواطف الكاذبة, فإن لم يكن السقوط هذه الليلة سيكون غداً وإن لم يكن غداً سيكون بعده, ولكن النهاية ستكون خزيا وعارا ليس على المقاومة بل علينا نحن, نحن فقط الناظرين والمنظّرين الصارخين والمتظاهرين والمتفرجين من بعيد.

 

دعونا نعترف ولو لمرة واحدة بقوة أسلحة وبربرية الإحتلال ومع ذلك لا أنكر قوة الإيمان, ولكن هناك عقل يحتم علينا أن نشاهد فنحلل ما يحدث بمنطق, أحد عشر يوماً من القصف والدمار في كل شبر بأرض غزة, وأربعة أيام من الغزو البري على غزة, والشهداء في تصاعد والجرحى أيضا كذلك, ولو أن المعركة كانت رجل لرجل لأختلف العنوان.

 

لا أسمح لأحدكم أن يتهمني بالتشاؤم والإنكسار فأنا عربي وهذا وحده كافٍ لإدانتي, ستسقط غزة رغم أنني لا أريد أن يحدث ذلك ولكن الحدث الأليم يثبت ذلك, فما الذي تنتظرونه من رجال لا يملكون سوى أسلحة بدائية تقاوم أسلحة عسكرية بآخر المواصفات وأضف إلى ذلك إنتهاك المحرمات من مجرم قلبه أشد قسوة من قلب الشيطان.

 

سيكتب التاريخ في عدوان بني صهيون على غزة ما يلي:

 

- قامت وزيرة الخارجية بني صهيون آنذاك بإصدار قرار من قلب أم الدنيا متوعده ومهدده قوم غزة, بأن تحرق الأخضر واليابس.

 

- بعدها قامت قوات الإحتلال الصهيونية بتاريخ 27 - 12 - 2008 بشن حرب مفاجئة وشرسة على قوم ضعاف بغطاء دولي وبعبائة عربية, وكانت النتيجة أستشهاد أكثر من (...) وجرح أكثر من (...), وانتهت الحرب بنصر مزيف لبني صهيون.

 

- لم ينجح حكام ورؤساء وفخامة الدول العربية آنذاك بأن يجلسوا على طاولة واحدة نظراً لوجود خلاف بينهم فاكتفى بعضهم بالنظر من بعيد واكتفى الآخرون بالشجب والتنديد, واكتفوا بالسماح لشعوبهم بالتظاهر والتنفيس عن غضبهم بالسير في الشوارع العربية منددين وصارخين وأما أفعال هذه الشعوب المحكومة كانت عبارة عن التبرع بالريال والدينار.

 

- في إحدى ليالي الحرب سقطت غزة بيد بني صهيون بعد قتل وتدمير وتم تسليم غزة إلى سلطة شرعية دولياً وغير شرعية شعبياً, وتفاجأت تلك السلطة آنذاك أنه لم يبقى من غزة سوى الخراب وأما شعب غزة فقد أبيد عن بكرة أبيه وتبخر تحت الأنقاض فنالوا الجنّة ونالت السلطة النار والدمار.

 

هذا ما سيكتبه التاريخ وهذا ما سنحدّثه لأحفادنا بعد أعوام, ولكن كيف سنحدث أحفادنا وأين ستكون أعيننا؟! نعم في الأرض بل تحت الأرض ولكن تذكروا يا معشر القوم أن تقصوا شواربكم حتى يكون لنا حجة للأحفاد بأننا لم نكن رجالا.

 

دقيقة.. غزة آخر قلاع الكرامة على وشك الإنهيار, فلا تلوموا المقاومين المجاهدين بل دعونا نلوم أنفسنا ولا تلوموا الحكام بل لوموا أنفسكم يا من تشاهدون الأخبار وبعد قليل تنتقلون لدوري أبطال كرة القدم أو دوري الخليج لهذا العام.

 

قبل أن أنسى دعونا نشكر حكومة مصر على دعمها بفتح المعبر لأموات غزة, وأيضاً الشكر الجزيل لدول الخليج على تلك الدراهم والريالات وعلى تصديرها النفط لإنارة شوارع غزة عن طريق صواريخ الطائرات وقنابل الدبابات.

 

أما العتب سيكون للمقاومة التي قاتلت ببطولة وشراسة لأنها رضيت بنا أخوة بالإسلام والعروبة, وأخذت نصيبنا من الشهادة.

 

انتهت قصة غزة وانتهت قبلها بغداد وقبلها القدس, ولكن الفرق بين هذه النهايات أن بغداد سقطت بالخيانة وبدون صواريخ والقدس تم بيعها في أحد أيام التاريخ وغزة ناضلت ببسالة للنهاية حتى نال اهلها الشهادة, وللأسف لم تنته قصة العار العربي إلى ذلك اليوم الذي سأحدث به حفيدي عن قصة سقوط غزة.

 

عجبي يا أمتي؛ فهل يعقل أن تنتصر غزة بعد الحصار ومن ثم النار؟!




abo_ahmad_1983@hotmail.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات