لك الله يا سوريا


نتابع بحرقة وألم شديدين ما يحصل لإخواننا في سوريا الشقيقة من عملية ذبح جماعي, فلا يمر يوم دون أن نسمع عن سقوط شهداء من أبناء الشعب السوري على يد الجيش وقوات الأمن السوري والشبيحة, آلاف الشهداء والآلاف من الجرحى والمفقودين وعشرات الآلاف من المعتقلين الذين ضحوا من اجل إسقاط النظام. فالشعب السوري قدم الكثير من التضحيات وفرض عليه العقاب الجماعي بشكل وحشي لم يسبق له مثيل على يد مليشيات بشار الأسد من الجيش والأمن والشبيحة. ورغم هذا كله فالسفاح بشار الأسد (نشار الجسد) ما زال مُصراً على أن يكون رئيساً لسوريا حتى لو كان رئيساً على شعب أموات.
ونقدر عالياً طلب حكومتنا قبل أيام من النظام السوري بوقف العنف ضد أبناء الشعب السوري حتى لو ان هذه الدعوة جاءت متأخرة وجاءت بدون استدعاء للسفير الأردني في سوريا, كما فعلت بعض دول الخليج التي حسمت موقفها واستدعت سفرائها في سوريا كرد فعل على المجازر التي يقوم بها بشار الأسد (نشار الجسد) ضد أبناء شعبه. ونقدر أيضاً عالياً الدور الذي تلعبه تركيا لمساعدة الشعب السوري في ثورته ضد بشار الأسد.
إن هذا القمع والقتل والقصف الجوي والبحري للأحياء في سوريا لأن نظام بشار الأسد يعلم أنه لا يستطيع أن يحتفظ بسلطته وسلطانه، ومنافعه ومكاسبه إلاّ بالاستناد إلى حكم دكتاتوريّ راسخ مهيمن مستمرّ، هو وأعوانه الذين يحيطونه بهالات مصطنعة من التعظيم والإعجاب, وهذا ما أثبته الشعار الذي يرفعه النظام وأعوانه: (الله سوريا بشار وبس)، وأذناب النظام يتفنّنون في اختراع دواعي تحميد النظام وتمجيده واستمراره في الحكم. وهذا النظام الدكتاتوري اختار أسلوب القمع العسكري ظناً منه بأنه بهذا سوف يقضي على الثورة السورية, ولكن الشعب السوري الثائر أثبت انه كلما زاد القمع العسكري كلما ازداد إصراراً على إسقاط النظام وأعوانه.
يراهن نظام بشار الأسد على الدعم الإيراني ومباركه حزب الله, فإيران وحزب الله يعملون على تثبيت نظام بشار الأسد ويساهمون في قمع الشعب الثائر. وهم على يقين بأن نجاح الثورة السورية لن يتفق مع مصالحهم لذلك فهم يحاولون وبشتى الوسائل وباستخدام العديد من الأوراق كبعض نخب العملية السياسية بالداخل والخارج ونفوذ حزب الله الغير محدود في سوريا وعن طريق الأموال الإيرانية لعملاء الداخل والمشاركة والسكوت عن القتل الجماعي للشعب السوري كل ذلك من اجل أن تثبط همة الثورة السورية قدر المستطاع وإظهارها على انها مجرد عمليات مسلحة يقوم بها مخربين .
أما الغرب فإنهم لا ينادون بإسقاط بشار الأسد نصرة للإنسانية والحرية كما يزعمون وإنما هم على اتفاق على ضرورة إبعاد بشار الأسد من الحكم دون أن تحقق الثورة أهدافها بخلق سوريا الحرة, وفي نفس الوقت يريدون ضمان ان من سيستلم الحكم بعد بشار الأسد سيخدم مصالحهم وسيقوم بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل بالشروط الأمريكية.
يجب على جميع العناصر السياسية الوطنية والأكاديميين في سوريا الوقوف بجانب الثائرين ضد النظام وذلك من اجل تأطير الثورة في صيغ سياسيه وتنظيميه من اجل ضمان نجاحها وإيجاد دوله مدنيه حديثه ديمقراطيه حرة, ودولة مؤسسات تنعم بالعدالة الاجتماعية والمساواة بالحقوق والواجبات, والمواطنة المتساوية, ورفع كافة المظالم وإعادة الحقوق المسلوبة والمنهوبة لأصحابها, وإعادة الاعتبار لمن همش أو أبعد , وتعويض عادل لكل لأهالي شهداء الثورة والمتضررين, والقضاء على فكرة الحزب الواحد الحاكم التي خرجت من رحم النظام .. وكذلك مواجهه مرحلة ما بعد بشار الأسد وتحدياتها. ولكن للأسف الشديد هناك الكثير من السياسيين والأكاديميين الذين ما زال الخوف من النظام يمنعهم من الانضمام إلى شعبهم السوري الثائر, وهؤلاء ضررهم كبير جداً على الثورة السورية ولهم دور كبير في كبح الثورة وتجميدها حتى لا تنجز الحسم الثوري بإسقاط بشار الأسد وأعوانه.

إن السبب الرئيسي لعدم نجاح الثورة السورية بالرغم من مرور أشهر عليها وبالرغم من ان الشعب السوري كله ثائر إلا انهم تنقصهم القيادة والتنظيم الدقيق والتنسيق وقد استغل النظام السوري وبدعم من إيران وحزب الله ذلك من اجل إجهاض الثورة والالتفاف عليها واختزالها ببعض الإصلاحات التي تخدم أجندتهم الخاصة جميعاً من اجل الإبقاء على نظام بشار الأسد. فمن اجل حسم الثورة على الشعب السوري بكافة أطيافه سرعة المبادرة بتشكيل حكومة انتقالية والزحف على كل مؤسسات الدولة المدنية والسيطرة عليها والمحافظة على محتوياتها والدفاع عنها وفرض الواقع الثوري على الذين ما زالوا يخافون النظام.
ونحذر الشباب السوري التواق للحرية والتغيير ونيل كرامته وكافة حقوقه من المؤامرات التي تحاك من إيران وحزب الله وكذلك تلك التي تحاك قبل الدول الغربية وبالذات من قبل أمريكا وإسرائيل من احتواء الثورات العربية والالتفاف عليها وإجهاضها, أو على الأقل احتوائها في حدود إصلاحات جزئيه من اجل التحكم بها حتى لا تخرج عن سيطرتهم ومن اجل المحافظة على مصالحهم كما يحدث الآن في كل من مصر وتونس. وهم يقومون بذلك عن طريق الدعم المالي واستخدام العملاء والضغوط على مراكز القوى التقليدية ودعم بقايا النظام.
فلكم الله أيها الشباب السوري المنتفض, وبإذن الله سوف تنجح ثورتكم وتحقق أهدافها, وسيسقط نظام بشار الأسد (نشار الجسد) قريباً جداً, وسيسقط معه كل رموزه عن كل مراكز صنع القرار, وسيتم محاسبة ومحاكمة كل المجرمين والمذنبين. وإبعاد لكل الفاسدين. ومن ثم الانتقال إلى بناء كل مؤسسات الدولة المدنية الجديدة الديمقراطية, وإصلاح السياسات والنظم, كما يحصل الآن في مصر وتونس.
وختاماً فإننا نقف وقفة احترام وتقدير وإكبار لشعب سوريا الثائر, وندعو الله له بحق هذا الشهر الكريم أن ينتصر في ثورته ضد نظام السفاح بشار الأسد وأعوانه الفاسدين القتلة.



تعليقات القراء

كركي
مقال ... وحرام الواحد يفتح عليه يا زلمة روح نام
21-08-2011 09:18 AM
rori
سوريا الها الله , وانا الي انت

smilyrori@hotmail.com
21-08-2011 11:18 AM
jevara
يا اخي الظاهر انك ملقط مقالك من هون ومن هون..ومثل ما قال اخونا رقم واحد
22-08-2011 12:36 PM
Roba
وختاماً فإننا نقف وقفة احترام وتقدير وإكبار لشعب سوريا الثائر, وندعو الله له بحق هذا الشهر الكريم أن ينتصر في ثورته ضد نظام السفاح بشار الأسد وأعوانه الفاسدين القتلة.
22-08-2011 03:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات