نقطــــــــــة نظـــــــام


ما زالت الصيحات وصرخات الاستهجان تتعالى يوماً بعد يوم في جميع الوطن العربي حول الجرائم الصهيونية في قطاع غزة منددة بما يحصل من قتل وحصار جماعي للأهل في غزة, بينما أهل القطاع لم يجدوا سوى كلمات رنانه تصدر من هنا وهناك وأصبحت الشغل الشاغل لكل العرب لكن بالكلام أحياناً وبأقلام تكتب وذلك هو أضعف الايمان, بينما الجيش الاسرائيلي أستباح لنفسه قتل الاطفال والامهات بدم بارد.

هذه المظاهرات والهتاف ودعوات التنديد لم نشاهدها قبل الهجوم العسكري الاسرائيلي على القطاع إلا في أوقات محدده ومعينة والتي شهدتها المنطقة أبان الإنتفاظة الاولى والثانية وبعض المظاهرات التي كانت بالغالب منظمة من قبل جهات معروفة للإستفاده منها في مجال ما ولتحقيق مأرب سياسية لهم, بينما اليوم نشاهد تعبئة جماهيرية وحدوية تلقائية تخرج للشارع من كل أطياف المجتمع للتنديد بالجرائم الوحشية الإسرائيلية وبالرغم من ذلك نرى أن بعض هذه المظاهرات تستغل من قبل أطراف لتستعيد ثقة الجماهير بها وتمجيد اطراف لا تسعى إلا لإحداث بلبلة داخلية.

المتابع لهذه الحركات والمظاهرات التي كلنا معها ونؤيدها لهدفها النبيل في وقف العدوان الصهيوني على غزة نرى أن بعض المظاهرات تخرج بهذه الكثرة لتدمير إسرائيل بالكامل وطرد السفراء وشتم الرئيس مبارك وإلغاء معاهدات السلام وكأن هذه المظاهرات والمسيرات والقائمين على تنظيمها تطلق نفس الشعارات التي كانت تطلقها للرئيس عبد الناصر ليدمر إسرائيل وليهزم الولايات المتحدة لتستغل إسرائيل هذا الاندفاع من عبد الناصر الذي لبى نداء الجماهير وتحقق هدفها وتكون لنا هزيمة 1967, أما المطالبين مصر بفتح الحدود لا إغلاقها أفلا ينظروا قليلا الى انه اذا فتحت مصر الحدود على مصراعيها من قطاع غزة سوف تستغل إسرائيل نداء الجماهير العربية المطالبة بفتح المعابر لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى صحراء سيناء وتحدث مصيبة أخرى.

أما المطالبين بإلغاء معاهدات السلام الموقعة من قبل بعض الدول العربية وإسرائيل والتي تشحنها دول ثورية لم نسمع لها موقف محدد وصريح أهم معنا أم علينا مثل إيران التي تسمح لمواطنيها التهجم على السفارة الاردنية في طهران والتحامل على الحكومة الاردنية ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني وهي التي تريد أن تلعب دور المحرر بدون إشعال عود كبريت واحد وما لها سوى الكلام الذي لطالما سمعناه بدون فائدة. ما فائدة إلغاء معاهدة السلام الان؟ وإذا تم إلغائها كيف يتم نقل وإدخال المساعدات الى الشعب الفلسطيني؟ وكيف يتم التواصل مع واشنطن الداعمة لإسرائيل وحثها على وقف العدوان؟.

كما أنه حان لنا أن نتوقف عن الهتاف لحماس فقط مع أننا كلنا مع حماس في دفاعها عن الوطن والشعب الفلسطيني لكن يجب أن ندرك أن الهتاف لحماس فقط سوف يزيد من الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني ولنهتف لفلسطين كل فلسطين فالجيش الإسرائيلي بقصفه لغزة لا يعرف فتح من حماس فالكل سواسية في الدمار الذي جلبه لنا ايهود أولمرت, لا نجد شيء لنكتبه سوى الإنحناء لشهداء غزة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات