زغلول


ذلك العصامي الذي يعمل بصمت رغم أن النمل يخشى دبيب قدميه ورغم ان النساء تخشى غضبه ورغم ان الرجال يقدّمون له ما يريد .
وفي كل حي زغلول وفي كل بيت سيرة لزغلول كيف لا وسمرة الشمس اختلطت مع سمار الوجه العربي المصري لتبني شخصية فيها من الخجل المحبب للجميع وفيها من الزنود التي لا تعرف الكلل مما يجعل ربّات البيوت في انتظاره على الأقل مرتين يوميا وهو يأتي الى الحي بصوت مميز يُسمع من بداية الرحلة في محيط الحي والرجال يئتمنوه على بيوتهم ما لزم ذلك فهو يمثّل لهم النظافة والآمان بوجود رجل في حيّهم بينما هم في اعمالهم يكسبون رزق عيالهم .
ومع انّه ليس بأردني فقد عرف طريق الواسطات والكسب غير المشروع ومعظمه يُحصّل إمّا عن طريق الخجل أو عن طريق التباطؤ أو إيقاف الخدمة المطلوبة فتصيح المرأة وتحت الضغط يخضع الرجل ويكون لزغلول ما يريد .
ذلك الرجل البرتقالي الملبس الذي يقود عربته بنفسه خوفا عليها لأنها أمانة مستردّة يخشى عليها من الخراب وعلى نفسه من الغرامة وكذلك لا يأتمن على احد غيره من قيادتها لأنها مصدر رزق آخر له هو أحقّ به من غيره .
وعندما أحسّت نساء الحيّ بجبروت زغلول وتحيّزه لبعضهنّ عن غيرهنّ فاتفقّن على الوقوف معا ضدّه حتّى إنتصرن عليه وتمّ إزاحته إلى مكان ليس ببعيد وأخذن يتناقلن أخباره يوميا بينما هو حنينه إلى تلك الوجوه الباسمة والغاضبة والتي تكيّف معها على مدى الأيام ولكن ما الفائدة فقد وقع في مواجهة الحريم وما أقسى ذلك .
ولكن مع مرور الايام القليلة إستشرس زغلول في استعمال واسطاته مع المسؤولين وترافق ذلك مع شعور نساء الحيّ أنه لا غنى عن الزغلول الذي تكيّفن مع مزاجاته وطريقة عمله وتأكدن أنهن لن يتكيّفن مع غيره فهو بخجله وأمانته ومزاجيّته وتحيّزه لبعضهنّ عن الأخريات أدركن ان الوصول لرضى الزغلول هو جيبه فما دام أن المدام تدفع والرجل يدفع ما دام رضى الزغلول واجب وكل شيئ في السليم ومحيط البيت نظيف .
وقد شمخت نفسية زغلول عاليا منذ ان نسبوه للوطن فأصبح عامل وطن وليس كل من أعطى نال هذا اللقب وما يُرح زغلول ورفاقه أنه لو كان عامل وطن امريكي فإنه يأخذ راتبا أفضل من وزرائنا اصحاب المعالي ولم لا فعامل الوطن مهما عمل فنتيجة عمله نظافة للوطن أو جزء منه وإن ارتكب فسادا يكون غير مؤثر على تنمية الوطن علما أن نفسه تأبى إرتكاب الفساد والإثم غالبا وقد يكون لسد جوع أو عوز له ولعياله وبالمقارنة مع الوزير فإنّ أي هبشة له يؤثر على الوطن وأمن المواطن وجياع الوطن وفقراؤه بينما هو كوزير غير يحتاج لشيئ حيث أنّ الوطن أعطاه أكثر بكثير مما يستحق ولكنّ النفس أمّارة بالسوء وأي ارتكاب خاطيئ يؤدي إلى إتساخ الوطن وسمعة بنوه والعياذ بالله .
وبالعودة لزغلول الذي احب الاردن واغانيه الوطنية تراه في ظل لهيب الشمس المحرقة متكئا على سور يشرب شايا اردنيا احمرا ويغنّي هاشمي هاشمي وإذا إستعر به الحنين للوطن تراه دامعا تحت ظلّ شجرة يدمدم
بساط الريح قوام يا جميل أنا مشتاق لوادي النيل

أنا لفّيت كثير ولقيت البعد عليَّ يا مصر طويل
وهكذا يتجسّد حب عامل الوطن العربي في بلاد العرب لمكان إقامته وموطن رزقه فهو يساهم في تنظيف بلد اغترابه ويرسل العملة الصعبة لبني وطنه كما هم مغتربينا في صقاع العالم جادّون في عملهم مُخلصون لوطنهم .
فتحيّة إلى عامل الوطن زغلول وزملاءه من أردنيون ووافدون الذين يكرّمهم جلالة الملك والحكومة بإستمرار تقديرا لجهودهم متمنين أن يكون وزراؤنا ومسؤولينا زغاليل اردنيّة في حب وطنهم وإخلاصهم له .
وكل عام والاردن مواطنين ووافدين بألف خير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات