اتركها للشعب .. يا جلالة الملك


بعد ثلاثة شهور من الانتظار وتسريب شيء من هنا وشيء من هناك للصحافة ، خرجت نتائج لجنة تعديل الدستور ، وبدء الطخ من جميع الاتجاهات ، منهم من طخ عليها برصاص حي كالاسلاميين وقالوا انها تمخضت فولدت هرا ( احتراما للجنة لم يقولوا فأرا ) ، ومنهم من أطلق عليها رصاصة صوت قال أنها لاتلبي الطموحات ، وهناك اناس الى الان يقيسون الماء قبل أن يغوصوا كي لاتسجل عليهم مواقف في المستقبل ،وكتاب اعمدة مارسوا مهاراتهم في تزيين القبيح ، وكتاب اعمدة مارسوا هواياتهم في تقبيح الزين ، ورجال من مناصبهم العليا قالوا أن التاريخ لم يخرج مثلها أبدا وانها بوابة الدخول لجنة الديموقراطية ، ونواب قالوا أو توهموا أنهم قادرين على تعديلها حتى بعد أن عدلت أو اقترح تعديلها كوسيلة للصيد بالماء العكر على حساب مشاعر الشعب والوطن .
ولعل الشيء الجميل من مظاهر الاحتفال في الاعلان عن المولود الدستوري الاردني الجديد ، الحفلة التي اقامها رئيس اللجنة وكيف أن هناك من قام برسم الخارطة السياسية الاردنية القادمة من خلال حكمه على من وقف الى جوار من ، ومن كان أكثر الحضور حركة ، ومن اقترب ممن ، وهكذا تم صنع فيلم أردني سياسي من الطراز الاول .
كل ما سبق تم في يوم وليله وسيستمر النقاش الى أن يرث الشعب الاردني الوطن وما عليه ،ومن كل المظاهر السابقة الذكر لايعنينا هنا سوى شيء واحد وهو هذا الشعب الذي سيرث الارض الاردنية وما عليها ، والجزء الرئيسي من معادلة الدستور ، وهو الجزء الاكبر الذي تم تهميشه ووضعه على رف قاعات الاجتماعات الخاصة بلجنة التعديل الدستوري ، وكأن الامر لايعنيه بل أن المطلوب منه أن يقر ويؤمن أن هناك رجال قادرين على توجيه السفينة الوطنية لبر الامان وهو كشعب عليه أن يضع كل ثقته بربان هذه السفينة وطاقمها .
وعليه كشعب أن ينسى كل الاخطاء التي ارتكبها هؤلاء البحارة أثناء إبحار الوطن في أمواج الحياة الديموقراطية ، وعليه أن ينسى أن هؤلاء الرجال هم أنفسهم الذين تطاولوا عليه في زمن قديم وقاموا بتعديل ما لا يعدل من مواد الدستور ، وانهم قد أجازوا لأنفسهم الحق وبالنيابة عن الشعب بأن يحددوا ما الذي يضر أو يفيد هذا الشعب ، وأصر هؤلاء الرجال على اقناع انفسهم أن الزمان لم يتغير وبقي كما هو منذ أن كانوا اصحاب قرار في مصير هذه الشعب .
وبعد هذه الوصفة لثورة الاربعة والعشرين ساعة الماضية منذ إعلان لجنة الدستور تسليمها الملف لجلالة الملك ، أجد نفسي موجها حديثي لجلالة الملك بعيدا عن كل هؤلاء الرجال ، وكمواطن يبلغ من العمر العقد الخامس وعلى الشيب رأسه ويشاهد أكثر من خمسمائة محطة تلفزيونية ويتابع أخبار الوطن العربي وما يحدث به من تغيرات ومواطن يؤمن أن بناء هرم الديموقراطية لن يبنى بدون قاعدة أو يبنى من مخيلة مهندس يصر على أن يبدأ ببناء القمة ومن ثم يكمل العمل وتكون النهاية هرم ديموقراطي مقلوب رأسا على عقب .
حديثي هو الأتي : اين الشعب من كل هذا ؟ ، وكم نسبة الذين أطلعوا على مواد الدستور من هذه الشعب ( بعض الدراسات اشارت الى أن نسبتهم لاتتجاوزر الثلث ) ! ، وفي الاصل هل يعلم هذا الشعب ما هي المواد التي تم تعديلها على مدار الخمسين عاما الماضية من هذا الدستور ؟ ، وهل ما تم اقتراحه من تعديلات سيفهمها هذا الشعب ؟ ، وسؤالنا الكبير هنا لماذا لايتم عمل استفتاء شعبي عام على القبول بمبدء التعديل أم لا يتم القبول به ؟ ، ولماذا يتم التعامل مع أمر بهذا القدر من الاهمية بهذه الطريقة من الكولسات وداخل الغرف المغلقة ؟ ، وهنا علينا أن لاننسى أن ألف باء الديموقراطية هي أن تأخذ رأي الطرف الأخر المعني بهذه الديموقراطية ، وهذا الطرف الذي لولا وجوده لما وجدت الاوطان ولا رجال الحكم الا وهو الشعب .
ونحن كشعب ما زلنا نعاني من كولسات رجال السياسة الاردنية ، وقدرتهم على الكيل بمكيالين أحدهما عند جلوسهم على كرسي الحكومة والأخر بعد نزولهم عنه ، وما زلنا نسمع حوارهم المكرر أن هناك ظروف أقوى منهم جعلتهم يقرون ما أقروه ، وان هناك قوى شد دائما يكون لها الحق بإنهاء الامور كما تريد هذه القوى وليس هم .
وهنا اقولها لجلالة الملك وبصراحة :سيدي اشرك الشعب بما يحدث أو اتركها للشعب ليقرر ماذا يريد ؟




تعليقات القراء

حسام البطيخي
مشكور جدآ أخ أحمد ..؟؟
17-08-2011 01:04 AM
ابو سعيد
مش مشكله كل اللقصة ان نطول روحنا ونصبر كمان ميتين سنه ممكن بعدها نصبح شعب ذكي وبقدر يدير اموره لحاله
17-08-2011 11:09 AM
جابر العثرات
الموضوع كله بيد الملك وهو يعلم تماما ما هو المطلوب في هذه اللحظه الحرجه ، بكل بساطه فنحن خبرنا هؤلاء القوم ولا نثق بهم ، لقد حان الوقت ليقول الشعب كلمته يا جلالة الملك .
17-08-2011 12:32 PM
دمي اردني
الشباب يعني مشتدين كثير مع الاخوان
17-08-2011 02:31 PM
ابن بلد
نعتذر...
17-08-2011 03:02 PM
مش اخونجي
مش فاهم الناس كيف بتفكر شو ما في حدا في البلد غير الاخوان محسوبكم لا اخونجي ولا شي بس مع ان للشعب حق بالاستفتاء وان تكون الكلمة الفصل للشعب هيك بتصير ديمقراطية وغير هيك لا
17-08-2011 03:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات