دماؤنا لكم يا اهل غزة


الشعوب تتعرض للمحن والكوارث، وتواجه ازمات ونكبات وطريق الحرية طويل وعسير، ويتطلب تضحيات وصبراً، وحرب غزة هي سلسلة من الحروب التي فرضت على امتنا العربية، كحرب 48، 67، 73 ومعركة الكرامة وحرب بيروت، وهذا الصراع العربي الاسرائيلي سيأخذ وقتاً طويلاً وكفاحاً مريراً، انه صراع ارادات، وصراع حضارات، وصراع عقائد وصراع مصالح دولية وعالمية، ونقطة حشد للعالم الغربي والاميركي في منطقة الشرق الاوسط، لقد استنفد هذا الصراع اجيالاً كباراً من القادة العرب واليهود والاجانب.

هذا الصراع يقوم اساساً على عقيدة دينية لكلا الطرفين، احد الطرفين يدعي ان رب العالمين وعد الشعب بهذه الارض المقدسة وان الحق الالهي والتاريخي هو لشعب واحد دون الآخر، لهذا يجب ان يفني الطرف الآخر، هذا الجزء الاهم في صراع العقيدة. يبدو ان العالم وصل الى حل وسط هو تقسيم فلسطين بين اليهود والفلسطينيين، وهذا الحل ايضاً هو مرفوض من المتشددين في كلا الطرفين العربي واليهودي. وحتى تقتنع كافة الاطراف بواقعية هذا الحل نحتاج الى وقت ودماء وتضحيات، يتخلل ذلك حملات تخوين ومزايدات وخلافات ومآس، ونكبات. ونكبة غزة الآن هي جزء من هذا الصراع المرير الشاق، كل العرب والمسلمين يقفون مع غزة ويحاولون المساعدة، وفي الجانب الآخر كل العالم المتقدم والغربي والاميركي يقف ويتعاطف ويدافع ويدعم اسرائيل.

الأردن الدولة والشعب والكيان السياسي له تضحيات نادرة ومواقف تاريخية وقدم ويقدم كل امكانياته، فلا مكان في فلسطين الا وخضبت الدماء الاردنية روابيها.

ولنا علاقة دينية وتاريخية ورابطة دم مع كل عائلة فلسطينية. وهذا واجب وشرف وتواصل الى يوم الدين، ودائماً نحن طليعة العرب ومقدمة الركب ورأس الرمح، وقيادتنا الهاشمية رمز مشرف ورقم صعب في المعادلة وعنوان دائم للمواقف الوطنية، وسيف قاطع وقت الشدائد.

يا اهل غزة، يا اهل فلسطين، علاقاتنا بكم كعلاقة موسى نبي الله، بهارون اخيه ووزيره وسنده، نحن واياكم نبحر في سفينة نوح عليه السلام، انتم المهاجرون ونحن الأنصار.

الا ترون ان تبرع الملك عبدالله الثاني بالدم مشهداً يثير الاعجاب، وعلامة نخوة، واشارة مودة، وعنوان رجولة، ومصدر عون ونموذج في انسانية الهاشميين، وصورة رائعة في دعم الأهل، وقدوة صادقة في ميادين الوطني، وفعل مؤثر ونبيل يلوح في اطلال الامة، ويجدد رابطة الدم بيننا وبينكم، ويعزز تاريخ ناصع من الالتزام بالقضية.

الا ترون ان دم الملكة رانيا العبدالله يسيل صادقاً في شرايين امهاتكم واخواتكم، ليشفي الجرحى ويضمد النزيف ويشد الأزر.

الا ترون الدموع حائرة في عيون جلالتها والاسى يكسو محياها، والألم غصة في قلبها، والحزن يذوب في صوتها، نحن الأقرب والاصدق والاوفى، نحن معكم، وقلوبنا معكم ودماؤنا لكم، وجنود الله معكم وابشروا بالنصر من عند الله وستخرجون الاقوى والابقى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات