هناك مثل يقول نسمع طحن ولانشاهد عجاج الطحين ، بعد ثمانية شهور من عمر حكومة البخيت ، وبعد الكبوات العديدة بدء من قضية خالد شاهين وقصة العفو العام الذي تحول لعفو خاص ، وجداول العفو الخاص جدا جدا ، وبعد قانون المطبوعات والنشر المسخ الذي اقره مجلس نيابي مسخ ،وبعد تحويل العديد من الملفات لمكافحة الفساد ، وبعد جدل كبير حول بقاء الحكومة بعد العيد أو قبل العيد ،وبعد قصة اللحوم في رمضان وفشل الحكومة في السيطرة على سعرها ، هنا لن تتسع الصفحة الخاصة بالموقع الاخباري لكل شيء سأكتفي بما ذكر .
بعد كل ذلك سنعود للوراء أقل أو يزيد عن السنة وسنتذكر كيفية أداء الحكومات الاردنية في القضايا التي تمس حياة المواطن ونحكم على شيء بسيط وهو حبة البندورة في رمضان الفائت ، فإذا كانت الحكومة الاردنية بكل أجهزتها وإمكانياتها وأذرعها التنفيذية لم تستطع السيطرة على سعر كيلو البندورة وتبعه الخيار ، مع أن رحلة هذه النوعين من الخضار قريبة جدا فهي تبدء بالغور الاردني وتنهتي في سوق الخضار المركزي والمسافة لاتتجاوز المائة وخمسون كيلو متر ، إذا كيف ستسطيع حكومة أردنية مجربة من قبل المواطن أن تسيطر على سعر اللحوم القادمة من مسافات تتجاوز الاف الكيلو مترات ، وغيرها من الشحنات الغذائية ، ورمضان قارب منتصفه الثاني والوضع كما هو عليه .
واذا كانت عاجزة عن السيطرة على الاغنام والابقار وحبة البندورة والخيار ، إذا فهي حكومة تعشق أن تعيش بالحلم لدرجة أنها تصدقه وتريد من الاخرين أن يصدقوه ويؤمنوا بأنها حكومة تعمل بلا ككل ولا ملل ، وهي حكومة لاتختلف عن الدون كيشوت وطواحين الهواء ، وكان الله في عون من سيقراء ما تكتب هذه الحكومة عن بطولات ومعارك إنتصرت بها وهي تحارب طواحين الفساد .