تأهيل مغارة برقش


لم يسمع الاردنيون ببرقش إلا حديثا بعد ان تصدر اسمها صفحات الجرائد بعد الإعلان عن النية لإقامة كلية عسكرية في وسط غاباتها مما أثار حفيظة الأهالي والمدافعين عن البيئة فاذا بنا نشد الرحال اليها ونكتشف ان هذه المنطقة جنة عذراء في انتظار ان تدب فيها روح التنمية المنسجمة مع تكوينها الطبيعي.
ففي برقش مغارة منسية تشكلت عبر ملايين السنين داخل الشقوق الارضية والجبال بتحلل الحجر الجيري بفعل الاكاسيد الكربونية الموجودة في مياه الأمطار وفي المياه الجوفية. وللحجر نسبة إمتصاص منخفضة للمياه إلا أن الحجر الطبيعي معرض للتشققات بسبب الافعال الزلزالية التي تزيد من هشاشة الحجر وتعمل على زيادة نسبة الامتصاص هذه بحيث يتحلل الحجر الجيري ويذوب في الماء وتتدلى قطرات الماء المشبعة بفتات الحجر من الأعلى الى الأسفل ولتتشابك مع تلك المتراكمة على الارضية مكونة أشكال ملساء ذات أبعاد رائعة.
إن هذه التكوينات الطبيعية موجودة هناك في بيئتها الطبيعية مستمدة طاقتها من ينابيع المياه والسيول التي تشكل منظومة بيئية متكاملة فلمن أراد ان يستمتع بها فعليه الذهاب الى هناك والوقوف في حضرتها فلن تبخل على زائرها وستعطيه من المتع البصرية والبرودة المنعشة والهدوء الجليل ما يكفيه إلى حين. كما ان الطارق على سطوحها يسمع اصداء متناغمة تجعل منها موقعا فريدا لفن الصوت والصورة.
مغارة برقش تنتظر زوارها الذين يحتاجون الى طريق مرصوف للوصول اليها فالمسافة ما بين الطريق العام وباب المغارة تقارب 300 متر من الممكن تسوية منحدراتها وتعزيزها بمساطب وادراج خشبية تمكن الزوار من جميع الأعمار من استعمالها. أما باب المغارة فهو بحاجة الى القليل من التشذيب بما يمكن الزائر من الدخول والخروج بأمان. اما الممرات الضيقة فهي بحاجة الى أرضيات خشبية ومساند لتمكين الزائرين من التجول بداخلها والاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة. واعتقد جازما بانه يمكن اعادة تجميع المياه في بعض تجاويفها الارضية عند البحث عن المصادر المائية التي كانت تغذيها واعادة إسالتها اليها لانها الآن تحتضر بانخفاض منسوب الرطوبة في جدرانها فإن مكوناتها ستجف وتتكسر بسهولة.
أن مشروع التأهيل هذا سيضيف موقعا جديدا على الخارطة السياحية الاردنية وسيعمل على تنمية المجتمع المحلي التواق الى زواره وسيضع حدا لليد البشرية التي تعبث بتكوينات هذه المغاره واني اعتقد بان ما شاهدناه في مغارة برقش ما هو إلا جزء بسيط مما تخفيه من معالم غير مكتشفة قد تنافس مغارة جعيتا في لبنان في حال سعينا نحن إلى ذلك.
تأهيل مغارة برقش مشروع يجب ان يتصدر جدول أعمال وزارة السياحة للعام 2012 ولتكن البداية بالدراسة الفنية ومن ثم طرح عطاء التنفيذ على مراحل، فهل تلقى دعوتنا هذه صدى عند صناع السياحة في بلدنا.


مختص في التخطيط الإقليمي والحضري



تعليقات القراء

المحامية لينا ظاهر الكلالده
لفتة رائعة من الدكتور مراد الكلالده بأن يثير هذا الموضوع واروع من رائع ان يذكر الجميع بهذه المغارة خصوصا السياحة (المعنية بالموضوع) والطلب بان بتصدر المشروع اعمال السياحة
انا شخصيا لم اكن اعلم بأن في وطننا كهذا مكان
11-08-2011 06:35 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات