الحرب البارده .. مره أخرى


مصطلح الحرب البارده كان يستعمل حتى ما قبل حقبة تفكيك الاتحاد السوفياتي على ايدي غورباتشوف وكوندليزا رايس السوداء,,حيث عاش العالم فترة ستينات وسبعينات وثمانينات القرن المنصرم توازن للقوى بين الغرب بقيادة امريكا واوروبا والشرق بقيادة الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكيه المجاوره له,ولقد نعم العالم ومنه الدول الفقيره بنوع من الاستقرار والأمن العالميين,حتى انهارت منظومة الاتحاد السوفياتي بظهور بروسترويكا غورباتشوف الداعي الى اصلاح الاتحاد ظاهرياً وفرط مسبحة الدول الاشتراكيه تباعاً للدخول في حلف الاطلسي بعدما كانو يشكلو حلف وارسو الشهير,,بعدها استشرت امريكا وبتخطيط ابناء الابالسه اليهود لاجتياح دول العالم من الشرق حتى الغرب مما تسبب في فوضى عارمه لا زلنا نعيش تبعاتها,,لكن ليس ما اسلفت هو جوهر حديثي الفعلي ولكن اسلفت ذلك للاستشهاد والعوده بالذاكره ولو قليلاً الى الوراء...
منذ انتصار الثوره في تونس وتبعها كذلك انتصار الثوار الشباب في مصر, انتشرت افكارهم كما حبوب اللقاح في صبيحة يومٍ اشتد ريحه الى باقي دول الجوار,,فتململت شعوب البحرين الا ان دول مجلس التعاون شدت احزمتها لتغيير وجهت تلك العواصف بدعم البحرين مالياً وعسكرياً وكذلك عُمان,,بالرغم من مراوحة اعصار اليمن مكانه دون ولوج فجر جديد يبشر ملايين المعتصمين بتغيير النظام هناك,, لكن ما لم يكن بالحسبان هو ردة الفعل المبالغ فيها في سوريا حتى فقدت خيرة شبابها بالالاف شهداء للحريه المنشوده وعشرات الالاف يقبعون في سجون النظام يُمثل فيهم ويقتلوا...
لكن تجربتنا في هذا الوطن الذي هو بحجم رغيف الخبز وقطرات ماء عزيزه لا زالت تراوح عصر الحرب البارده ما بين الحكومة والحركات الشعبيه المطالبه بالاصلاحات الدستوريه والسياسيه ,فرهان الاولى قائم على فشل الثورات في دول الجوار ورهان الآخرين نجاح التجربة في مصر الشقيقه الكبرى,,لكن لنعود لثورة الجيش بقيادة عبد الناصر في الخمسينيات ونجاحها وتكرار التجربه في ليبيا وقلب النظام في اليمن ووقوفها في ذات المثلث لعقود,, يجعلنا اقل تفاؤلاً حيث ليس بالامكان افضل مما كان وليس بالضروره نجاح الثوره في مصر ينعكس كذلك على باقي الاقطار العربيه,,فشعوب المنطقه تعاني الأمرين من استفحال الفساد وتجبّر الليبراليين ممن باعوا الاوطان ومقدراتها للذئاب ليعتاشوا هم واشياعهم,,فمشاكل الشعوب اولا لقمة العيش وتأمين الابناء وتعليم معقول وفرص عمل محترمه وحبة دواء وبعد ذلك تطالب بالاصلاحات الدستوريه والسياسيه , لكن يرى البعض ان الاصلاح متلازمه متعددة الوجوه فلا غنى عن الاصلاح الدستوري ان اردنا اصلاحاً سياسياً لينتج عنه اصلاح اقتصادي وبناء مؤسسات للدوله تراعي المأسسه والشفافيه في الطرح والتعامل مع المال العام..نحن نعيش أزمة حرب بارده في تركيبة الدوله وتعاطي اصحاب القرار مع الشأن المحلي بمنظور ما قد ستؤل اليه الامور لدى دول الجوار وهذا برأيي انتحار سياسي بطيء لن يُفضي الا الى مزيدٍ من الاحتقان..
ارجو الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويحفظ وطننا من الانجراف الى آتون الاقتتال وفقدان هيبة الدوله التي نحرص على تمتينها حفاظاً على أمننا وأماننا..ودمتم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات