أهلا بالحبيب .. وإلى اللقاء يا رحيق القلب ..


تقدم القلم كثيراً، ثم عاد وتراجع متردداً عن الكتابة، فهو يمر بأصعب حالاته وظروفه، ظرف من الصعب تحمله على أي قلم آخر، فقد وقع بين فراق الحبيب، ولقاء العزيز، ترى ماذا يقول، وكيف يعبر عن المشاعر، وعن ما في خاطره يجول، ففي الوقت الذي تنهمر فيه دمعة من إحدى عينيه، حزناً على فراق الأحبة، تذرف دمعة العين الأخرى فرحاً وترحيباً بالحبيب الذي تشتاق له النفس دائماً.


قبل أقل من شهر على إطلالة الشهر الحبيب، شهر الخير والبركات، شهر رمضان المبارك، توقف كل شئ قسراً، توقف القلم عن الدوران، وتجمد الدم عن الجريان، وإنهمرت دموع العين كإنهمار الوديان .
ذلك عندما وجد القلب أن لا مفر من وداع من رافقه سنوات، وعاش معه الأحزان والمسرات.
الوالد الحبيب، الذي طالما رافقته في دموع ذرفت للفرح، وأخرى كانت تذرف للأسى والحزن، الوالد الذي لطالما ضحكنا أنا وهو معاً، وحزنا معاً، وغضبنا معاً، وفرحنا معاً، حتى آخر لحظات حياته \\\\\\\"رحمه الله\\\\\\\".
ولكن لا تقلق يا والدي الغالي، فكما رافقتك في حياتك محبة وإحتراماً، سأبقى على العهد معك متفائلاً بتجدد اللقاء بإذن الله.
فإن كنت قد فارقتني جسداً، فإن روحك لن تفارقني أبداً ما حييت، سأبقى أستمع لنبضات قلبك الخفاق، وسأبقى أشتاق لقبلة أطبعها على رأسك مع كل لقاء، حتى ولو كان ذلك خلسة، كما كنت أفعل عندما كنت تتهرب من هذه القبلة يا والدي الغالي، وسيبقى إسمك ملازماً لإسمي فخراً، وحباً، وإعتزازاً، ما بقيت أجسادنا قادرة على إستنشاق الهواء، وألسنتنا على تسبيح الخالق الوهاب.
أغتنم هذه الأيام المباركة لأرسل لك رسالة حب وشوق يا والدي الغالي، شهر يمر على فراقنا، شهر إنقضى كإنقضاء كالسنوات، إحتجت فيه كثيراً للبلسم الذي يخفف عني آلالامي، دعائك لي يا والدي بالرضا والقبول.
ما زلت أحتفظ بدعواتك لي في هاتفي، حتى أعود إليها كلما إشتقت إليك وإلى جميل دعواتك، ولكن الشوق إلى سماعها منك لا ينقطع.
وسيبقى لساني داعياً لك بالرحمة والغفران، وبتحقق أمنية اللقاء بك أنت، والوالدة الحبيبة، وباقي الأحبة في فردوس الجنان.
\\\\\\\"قبلة على جباه آبائنا\\\\\\\" كانت آخر مقالاتي قبل يوم فقط من يوم الفراق، وقبلة على جبهتك الغالية كانت آخر العهد بيننا، وكم أتمنى أن تكون هذه القبلة هي أول العهد بيننا، عند اللقاء مجدداً في الجنان بإذن الله.
في الوقت ذاته تعيش النفس فرحة اللقاء بشهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النيران، فأهلاً بشهر البركة، وتكفير الخطايا والآثام، أعاننا الله على الصيام، والقيام، وتقبل منا ومنكم الطاعات والعبادات.
قال صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
نرجو الله أن يعيد علينا وعليكم شهرنا الحبيب أعوام وأعوام، والجميع بأتم الصحة والعافية، ونقولها من القلب أهلا ومرحباً بالشهر الحبيب، شهر رمضان، كما ونسأل الله عزوجل أن يغفر لوالدينا، ويجعلهم من أهل الجنان، ويوسع عليهم، وييسر حسابهم، ويجعلنا من البارين بهم في حياتهم، وبعد وفاتهم.
فشهر البركة، شهر رمضان، أجمل فرصة لنلتقي فيه الأحبة، ونستذكر في ذات الوقت كل من فارقنا من الأحبة.
وإن كنا نقولها من القلب أهلاً ومرحبا بالشهر الحبيب، شهر الغفران ... نقولها من القلب أيضاً إلى اللقاء بإذن الله يا زهرة القلب ورحيقه وريحانته .. يا والدي الحبيب ...
وإسمحوا لي أن أسأل الله عز وجل أن يرحم والدي ووالدتي الغاليين، ويجمعنا معهما في الجنان بإذن الله، وأن يشمل هذا الدعاء كل من يشاركنا الشوق لوالديه، أو مازال يعيش بين ظهرانيهم.



تعليقات القراء

نبع الوروووووووووووود
الله يرحم الوالد والوالده ويسكنهم في فسيح جنانه انت وجميع اخواننا المسلمين
بالفعل كلمات عذبه تخرج من فم طاهر لطالما امتعنا بكتاباته
انا لله وانا اليه راجعون من يدري منا هل سنعيش الى رمضان القادم
وهبنا واياك الرحمه والمغفره والعتق من النار في شهر الرحمه والغفران
05-08-2011 01:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات