ما نشر من تصريحات لوزراة الاوقاف بأنه يوجد في المملكة ثلاثة الاف مسجد بدون أئئمة شيء يدعو لطرح مجموعة من الاسئلة حول اسباب وموجبات وجود هذا العدد من المساجد بدون أئمة ، والكيفية والأسس التي يتم بناء عليها بناء هذه المساجد ، والطريقة المتبعة في تمويل بناء هذه المساجد .
اعتاد المجتمع الاردني ومن سنوات أن يشاهد ظاهرة بارزة وخصوصا في أوقات ما بعد صلاة الجمعة أو من خلال رجال يقومون بجمع تبرعات لبناء مسجد ، مستندين بذلك على أوراق رسمية من قبل وزارة الاوقاف ، ودفاتر وصولات مالية ، وهي حالة قد تكرر مع المواطن الذي يتواجد في اماكن العمل العامة كالاسواق والتجمعات التجارية والمكاتب بشكل شبه يومي .
والشيء الاخر الملفت للنظر أنك عندما تكون في منطقة ما وترفع نظرك للسماء تشاهد العديد من مأذن المساجد في منطقة جغرافية واحدة ، وقد تكون المسافة ما بين المسجد والمسجد لاتتجاوز الخمسمائة متر ، وتجد أن هناك مسجد قد تم بناءه بأحدث اساليب البناء واجملها ، ومسجد تم بناءه بشكل فوضوي يوحي لك بأنه بني بناء على ما يتوفر من اموال لإكمال مراحلة الطويلة الامد .
ونجد اننا في الاردن نفتقد الى ما يسمى بالمسجد الجامع وخصوصا خارج العاصمة عمان ، وتصبح عندنا المساجد فقط مساجد شوارع في حارة واحدة ، لدرجة انك يصعب عليك أن تختار أي المسجدين أو الثلاثة التي تنوي أن تصلي به صلاة الجمعة ، وقد تكون صلاة الفجر هي أكثر الصلوات ملاحظ بها هذا التشتت ، فنجد ان هناك مسجد به اقل من عشرة مصلين والى جواره مسجد اخر به عدد يزيد قليلا عن ذلك ، وهكذا ألى أن تجد هناك مسجد به ثلاثة مصليين فقط .
كل ما سبق يرجع الى سوء الادارة والتنسيق ومنح الرخص لبناء المساجد من قبل وزارة الاوقاف ، ولأن معظم هذه السماجد بنيت برغبة شخصية من اشخاص فتح الله عليهم ابواب الزرق فرغبوا في أن يسجلوا لأنفسهم المزيد من الحسنات وافعال الخير الجارية في الحياة الدنيا كي تسجل لهم في الأخرة ، وهذا مطلب شرعي ومحبب لكل مؤمن ، ولكن لماذا لاتقوم وزارة الاوقاف بجمع هذه الاموال من المتبرعيين في المناطق الجغرافية الواحدة ، ويتم بها بناء مسجد جامع واحد لكل منطقة .
وبهذه الحالة سنجد أنه يوجد عندنا مساجد ذات طراز معماري موحد ، ومنظر جمالي يزيد من رائحة النفس ، وفي نفس الوقت يكون مسجد جامعا كما أراد ديننا الاسلامي من المسجد أن يكون عليه ، وفي نفس الوقت لايتم ربط اسم المسجد بأسم المتبرع ببنائه ، وتعطى المساجد اسماء للصحابة الكرام أو اسماء المدن الاسلامية المشهورة ، ونتجاوز بذلك تكرار الاسماء وبروز الخاص بالاسم .
وخلاصة حديثي هنا أن ما تعاني منه وزارة الاوقاف هو من صنع يدها ، وأن من قام ببناء مسجد لدخول الجنة فقد كسب حسناته في الدنيا لأنه ذكر اسمه علية ، ولن يصيب مبتغاه في الأخرة ، وهي مساجد بلا أئمة ولاتدخل الجنة .