التوجيهي .. و تحوّل موازين الفرح .. !!


قد تكون ساعات تفصلنا عن ظهور نتائج الثانوية العامة \" التوجيهي \" وبالأكيد سيكون هناك العديد من مظاهر الفرح والابتهاج بين الناس ، تتفاوت ما بين الفرح \" الهادئ \" الدفين في الوجدان ، وتظهر ملامحه عبر دمعة فرحٍ يُطلِق الخافق عنانها وتشق طريقها من بين الجفون وتنساب على الوجنتين .. وبين الفرح \" الماجن \" الذي عادة ما يُعَبِرُ عنه الإنسان بسلوكيات وتصرفات أشبه ما تكون خارجة عن نطاق السيطرة ، فتجده \" أي الإنسان \" أحياناً يفجر طاقات فرحه عبر الوسائل التي من شأنها جلب انتباه الغير إليه بصورة أقرب وصفاً إلى الإكراه لسماعها أو مشاهدتها ، كالأعيرة النارية الحية وما قد ينتج عنها من آلام \" لا قدر الله \" إذا استقرت إحدى هذه الأعيرة في جسم إنسان ، ناهيك عن الأهازيج بمفرداتها وألوانها المختلفة والألعاب النارية التي لا تُطلَق إلاّ في الساعات المتأخرة من الليل .. في ساعة سكون وراحة طفل أو في أجمل وقت لاستراحة \" محاربي النهار \" ممن يكدحون ليل نهار لتأمين قوت أطفالهم ، أو حتى في ساعة نقاهةٍ لمريضٍ أفقده صخب الحياة وضجيج النهار المثول إلى الشفاء ، أو بجوار أمٍ ثكلى تيتم أطفالها لرحيل معيلها عن هذه الدنيا ، فلا نحتسب لمشاعر هؤلاء وحزنهم أي حساب في دفاتر حساباتنا اليومية ، بل أصبحت قلوبنا غلفٌ و أبصارنا عمياء و مسامعنا صمّاء ، و باتت أفراحنا تُبنى أهازيجها على حساب مصائب ومشاعر غيرنا ممن هم أبناء تسع و يتمتعون بأحاسيس كما نحن ..!!

نعم .. وفي خضم هذه المرحلة الصعبة من مستقبل أبناءنا الأكاديمي ، والتي تعادل الحرب النفسية التي تعصف بالمجتمعات البشرية في العصر الحالي ، وكثيراً ما تحولت موازين الفرح إلى حزن ، ويبقى القاسم المشترك والأوحد هو \" الدمعة \" .. فكما للحزن نذرف الدمع ، أيضاً للفرح كذلك ، لا تختلفان إلاّ بالشعور والتجسيد الّلا إرادي الذي تُرتسم ملامحه على الوجوه ، نستطيع من خلالها نحن الناظرين الولوج إلى مكنونات شخوصها و التمييز ما بين حالتي فرحها أو حزنها ..!!

أما وقد بتنا على أبواب ظهور نتائج الثانوية العامة \" التوجيهي \" والتي ندعُ الله جلت قدرته أن تمضي بأمن وسلام ، وأن لا تنقلب أفراحنا إلى أحزان ، و أن يتصف التعبير عن أفراحنا بنوع من المسؤولية ، وإن ما باغتنا الفشل لا سمح الله ، أن نتجاوزه بالصبر .. وأن نفتح أبواب الأمل فينا على مصراعيها ، لأنها ستكون حليفنا للوصول لمراتب النجاح بإذن الله تعالى ..!!

akoursalem@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات