هل تُحقق حكومة البخيت مطالب الشعب؟


على أية أرض تقف حكوماتنا؟ على مهد النظرية والنص.. أم على إجراءات التنفيذ وتوظيف الفعاليات وردود الأفعال؟ لقد بات من المؤكد ان هناك انعدام ثقة لدى أغلب المواطنين الأردنيين بقدرة الحكومات المتعاقبة على تحمل مسؤولياتها, بما فيها حكومة الدكتور معروف البخيت التي أثبتت يوماً بعد يوم انها غير قادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة في تحقيق الإصلاح السياسي وتعزيز الحريات وإدارة السياسة الداخلية والخارجية للدولة. ويدور حول هذه الحكومة الكثير من علامات التساؤل التي من أهمها قضية الكازينو وقضية خالد شاهين والاعتداء على الصحفيين وطريقة التعامل مع المسيرات والاعتصامات, ناهيك عن البطء الشديد (التسلحف) لهذه الحكومة في إحراز تقدم على عملية الإصلاح التي أمر بها جلالة الملك عبد الله الثاني منذ جلوسه على العرش, والتي هي الآن المطلب المُلِح للشارع الأردني. وحكومة البخيت كذلك لم تنجح في محاربة الفساد والمفسدين فنحن لم نرَ حتى الآن \"حوتاً\" واحداً قد قُدم إلى القضاء.

إن عدم الرضى عن أداء حكومة البخيت لم يقتصر على المواطن العادي, وإنما أيضاً هناك الكثير من قادة الرأي العام يرون ان هذه الحكومة ضعيفة وغير قادرة على تحمل مسؤولياتها, وهناك من ذهب منهم إلى أن نصح السيد البخيت بالاستقالة من منصبه بعد أن وجد فيه انه ليس رجل المرحلة. وحتى الإعلام خسره السيد البخيت بعد حادثة الاعتداء على الصحفيين. أما القيادات النقابية فهي الأقل تفاؤلاً بهذه الحكومة. ونستطيع القول اننا في عهد حكومة البخيت وصلنا إلى أسوأ حالاتنا محلياً وعالمياً.

حكومة البخيت حتى لم تستطع ان تعالج الكثير من القضايا التي وردت في كتاب التكليف السامي للحكومة حتى الآن. ونستطيع أن نلخص أهم القضايا التي يجب تحقيقها للمواطن الأردني في النقاط التالية:
• حل مشكلتي الفقر والبطالة: (رفع الحد الأدنى للأجور, الحد من ارتفاع الأسعار, زيادة رواتب موظفين الأجهزة الأمنية والقطاع الحكومي, وتثبيت عمال المياومة.. الخ).
• وقف سحب الجنسيات الأردنية فوراً, والمحافظة على الوحدة الوطنية, والحفاظ على أمن الأردن واستقراره, وتطبيق مبدأ العدل والمساواة بين المواطنين, ومحاربة الواسطة والمحسوبية.
• مساندة الشعب الفلسطيني لتحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة, وإنهاء معاناة أبناء غزة الذين يعيشون في الأردن ويحملون جواز سفر مؤقت لسنتين.
• ضمان حرية التعبير, وإيجاد بيئة سليمة لإعلام مهني مستقل وحر (حرية سقفها السماء).
• دعم العملية التربوية وزيادة رواتب المعلمين ودعمهم معنوياً وأكاديمياً وفنياً.
• حل مجلس النواب, وانتخاب مجلس جديد بعد إخراج قانون انتخاب عصري تتوافق عليه جميع القوى السياسية.
• حل مشكلتي العنف المجتمعي والفساد الأخلاقي والمجتمعي, وإنهاء ظاهرة العنف في مؤسسات التعليم العالي.
• دمج و/أو إلغاء بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات المستقلة, وترشيد الإنفاق الحكومي, والعمل على تنفيذ مشروع اللامركزية, وتحقيق التوازن التنموي بين المحافظات, وتحقيق استقلال تام للقضاء عن الحكومة, وتحقيق سيادة القانون.
• إنجاز مشروع مياه الديسي الحيوي, ومشاريع الطاقة البديلة مثل الطاقة النووية والصخر الزيتي, ومشروع ناقل البحرين (قناة البحر الميت – البحر الأحمر), وحل مشكلة انقطاع المياه في الصيف, وتوفير الخدمات للمواطن وبالذات الصحية والتعليمية.

وحتى انضمامنا إلى مجلس التعاون الخليجي فما زال غامضاً, والبعض خائف من ان الثمن الذي سيدفعه الأردن مقابل هذا الانضمام هو المساهمة في أمن هذه الدول وتحديداً من الخطر الإيراني وخطر الثورات التي قد تحدث في دول الخليج, وبالمقابل يتوقع آخرون انه بانضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي سيحصل على الدعم المالي لسد عجز الموازنة أو جزء منها, وسنرفد الدول الخليجية بالخبرات والكفاءات الأردنية والأيدي العاملة, وسنحصل على المنح النفطية, وستزيد حجم الاستثمارات والمشاريع الخليجية في الأردن, وهذه جميعها تساعد على حل مشكلتي الفقر والبطالة. ولكن لا يجوز للحكومة أن تجعل من حل مشاكل الأردن الاقتصادية (من خلال منحة نفطية وفرص عمل للأردنيين ودعم مالي للخزينة) مقابل تأجيل عملية الإصلاح السياسي.

إن وقفة صريحة صادقة مع الذات الأردنية, تعطيك الخبر اليقين في كل مجالات المراجعة والواقعية التي لا يختلف عليها اثنان.. فالشعب الأردني بتركيبته الاجتماعية من مهاجرين وأنصار, وعراقته يستحق على أن يتسنم أعلى الرتب, فهو منذ القدم في مقدمة مراتب الحضارات, ويكفينا فخراً ان فينا الملك عبد الله الثاني, الأب الحاني والقائد الباني, هذا الملك الهاشمي الذي يسعى في كل الأقطار والمحافل لرفعة هذا البلد وأبناء هذا البلد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات