لكم دينكم ولي دين


نحمد الله ونشكره أن أنعم الله علينا بنعمة الإسلام وشرفنا بسيد الخلق محمد رسول منّا قال تعالى: \" هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته\" الجمعة :2
فسنّ لنا السنن ووضعنا على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ما زاغ عنها إلا هالك ، يدعونا إلى ما فيه الخير لنا وللبشرية جمعاء.

فظهر لنا في هذه الأيام من يقوم بالتشكيك ، ويدعون إلى الخلاف ، قال تعالى : \"كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلّا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون\" التوبة :8.

فتجد من خلال كلامهم وفتواهم أنهم لا يريدون من خلالها إعلاء كلمة الله ، وإنما تحقيق رغباتهم ونزواتهم ، يمرقون من الدين ، والاصل في الفتوى الدراية ومراعاة حق الله على عباده وليس التساهل بل التسهيل .

وكانت رسالة عمان بيان واضح لكل ذي عقل ومطلب كل حي ، وغاية كل فطين ، دعوة وسطية ذات اعتدال ، قوية الحجة والبيان، تنادي الأرواح والأجساد للاجتماع على ما يجمعها و لا يفرقها دون تفريط أو إفراط.

وجاءت كذلك دعوة عمان إلى \" كلمة سواء\" وما ينادي به سبط الرسول ، الملك عبد الله الثاني عبر المحافل الدولية والمحلية ، إلى نبذ العنف بأنواعه والإنصات إلى صوت العقل والحكمة ، يدافع عن صورة الإسلام التي شوهتها فرق تسعى للخراب والتدمير ، تسيرهم أطماعهم وأطماع من خلفهم ممن يعادون الإسلام ، فيلصقون عليه مسميات عدة ، منها \" الإرهاب\" وهو منها براء .

ويحزنني أن أجد بعض ممن اعتنق الإسلام بحكم ولادته لأبوين مسلمين لا يعلم عنه شيء ولا حتى عن معناه ، يعيش بعيداً عن منهجه وأمره ونهيه ، يرتكب المعاصي ، مدرك أو غير مدرك ، ويرى الإسلام بلسان وعقل من لا يطيقونه ، الذين يرتعبون بداخلهم من وجوده ، يساعدهم بعض من باعوا دينهم بثمن بخس ؛ سعياً وراء الدنيا الفانية ، يزرعون الفتن ، ويتبنون الأفكار المدسوسة ، متألّهين على الله في تكفير من ليس معهم. فيقولون بحق من يعمل في أوقاف الدولة لا يجوز الصلاة خلفه ، فتراهم يحضرون إلى المساجد لا يأتمّون بهم وينفصلون مئتمين بأنفسهم ولا يطلعون أحداً على ما في قلوبهم ، قال تعالى: \"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما تعملون محيطا\" النساء : 108 .

وأستهجن ممن يعجب بنفسه بأنه يقوم بجميع العبادات من صلاة وصوم وزكاة وعمرة وحج ، من انكارهم لغيرهم ممن يجتهدون بالذكر والتسبيح وقراءة الادعية والأوراد، وينسى أن العبادة اجتهاد وصدق وطاعة وتنافس ، ليس فقط لدخول الجنة بل الإرتقاء لأعلى الدرجات فيها ، قال تعالى: \" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون \" المطففين :26
فعندما تقرأ بالفاتحة \"اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم\" الفاتحة :5، يراد الصراط الذي عليه الله ، حيث قال عز من قال على لسان سيدنا موسى عليه السلام : \"إن ربي على صراط مستقيم \" هود:56 وقال تعالى : \" يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم \" يس 1-4 أي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الصراط المستقيم ونقرأ ايضاً بالفاتحة \" صراط الذين أنعمت عليهم\" الفاتحة :6، فمن هم الذين أنعم الله عليهم هم من ذكرهم بقوله تبارك وتعالى : \" فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً \" النساء : 69
لذا يجب أن نعود جميعاَ إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونتمسك بالعروة الوثقى التي لاانفصام بها قال تعالى: \" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ فمن يكفربالطاغوت ويؤمن بالهل فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم \"سورة البقرة آيه 256 صدق الله العظيم .

وأشهد الله اني قد ابرءت ذمتي ورضيت الاسلام دينا


خبير إدارة
qasemqoudah@yahoo.com
qasemqoudah@gmail.com




تعليقات القراء

علي القضاه
مقال رائع , الله يعطيك العافيه استاذ قاسم ,علينا أن نتمسك بسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
24-07-2011 01:19 PM
أبو نواس
لكم دينكم.
24-07-2011 02:47 PM
ابو اللبيد
غير موفق بالعنوان ايها الخبير
24-07-2011 03:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات